الشيخ الماشطة..عضو مجلس السلام العالمي

2012-04-28

بمناسبة ذكرى رحيل الشيخ عبد الكريم الماشطة، الشخصية الوطنية المرموقة، عضو مجلس السلام العالمي، نعود إلى شهادات مهمة لشخصيات وطنية واجتماعية، كانت قد ألقت أضواء ساطعة على دور الشيخ الماشطة في الحركة الوطنية، ونضاله من اجل السلام والتقدم.
الثورة العراقية
قال عنه الشيخ يوسف كركوش، رجل السلم والشخصية الاجتماعية المعروفة:
ـ لما قامت الثورة الوطنية عام 1920 وبعد تأسيس الحكم الأهلي، سعى الشيخ الماشطة إلى انشاء ناد أدبي، وقام بإلقاء المحاضرات تحت ستار أدبي، منددا بالاستعمار والرجعية. وكان متصرف الحلة (علي جودت الأيوبي) يتعاطف معه أو يتظاهر بالتعاطف مع النادي، إلا أن مشاوره الانكليزي دبر مكيدة إخفاء أسلحة في النادي بهدف الاساءة إلى الشيخ، سوى ان المكيدة فشلت بحكم الوعي العالي لشيخنا الماشطة والجماهير الشعبية الملّتفة حوله.


تاريخ الحلة
ويضيف الشيخ كركوش قائلا:
ـ عندما قمت بطبع " تاريخ الحلة " في العهد العارفي، كانت السلطات قد هيأت رقيبا لقراءة الكتاب، وعندما وصل بالقراءة إلى ذكر النادي الأدبي طلب مني حذف اسم العلامة الماشطة من تاريخ الحلة، فقلت له:
ـ إن الأمانة تقتضي ان أسجل ما وقع في ذلك العهد.
فقال لي:
ـ اذا كنت تريد طبع كتابك فاحذف اسم عبد الكريم الماشطة .. وإلا لن يطبع!
وحيث لم يكن بد من ذلك قمت بحذف الاسم، منتظرا فرصة أخرى لإثبات ذلك، وقد حانت الفرصة على صفحات "طريق الشعب" (1975).
ونتيجة لنشاطه حاولت الرجعية (الحاكمة والسائبة) مرارا اغتياله، لكن المحاولة لم تشكل عائقاً أمامه، حيث اكتشف طريقا لنشر الوعي فاصدر مجلة باسم "العدل"، وقد صدر منها العدد الأول والأخير، متضمنا نقداً لأقطاب العهد الملكي، فصادرت السلطات نسخه.
ومعلوم من جانب آخر أنه عندما كان الشيخ الماشطة يتوجه إلى بغداد أو النجف أو الى أية مدينة أخرى، كان يسبقه تلفون من أمن الحلة إلى المدينة التي يتوجه اليها ، لغرض مراقبته.

من موسكو إلى بغداد
وكان الشيخ كركوش قد تحدث عن رحيل الشيخ الماشطة فيقول:
ـ سافر الماشطة إلى موسكو بعد مرض عضال، وبقي هناك مدة ثم رجع إلى العراق، حيث رقد في أحد المستشفيات حتى توفي يوم 2/9/1959.
وهز الشيخ كركوش يده مؤكدا:
ستظل جماهير الحلة تذكر موكب تشييعه الفخم.

أما السيد عامر الصافي الشخصية الوطنية والتقدمية فيتحدث عن دور الشيخ الماشطة في النضال الوطني:
ـ أسهم الماشطة بنضال واسع ضد الفاشية، وكان له دور بارز ومتميز سنة 1948 في حملة الاحتجاج الشعبي ضد معاهدة بورتسموث ومن اجل اسقاط حكومة صالح جبر العميلة، وقاد المظاهرات الجماهيرية التي اجتاحت الحلة، وألقى الخطب، كما ساهم الشاعر الكبير الجواهري بحملة الاحتجاج الواسعة.

عضو مجلس السلم العالمي
ويشير السيد الصافي ـ ضمن حديثه ـ إلى أن عام 1954 شهد صراعات محتدمة، فيما تألفت لجان السلم في الحلة. وان الشيخ الماشطة انتخب تقديرا لنشاطه السلمي ودفاعه عن السلام، عضوا في مجلس السلم العالمي. وكان عمره آنذاك قد تجاوز السبعين (ولد عام 1877)، وقد تحول بيته إلى مقر عام للنشاط الجماهيري والسياسي.

شعارات الحرية.. الخبز.. الماشطة
وكان الشيخ الماشطة في عام 1954 مرشحا للقوى الوطنية في الحلة لخوض الانتخابات البرلمانية، فنطقت الجدران فخرا باسمه وببرنامجه، وبقيت شوارع محلة "المهدية" لسنوات تحمل شعارات" من يريد الأرض والعمل والثقافة والصحة فلينتخب الشيخ عبد الكريم الماشطة ". كذلك لا تنسى الجماهير دور الماشطة في جذبها نحو العمل الوطني، وتصعيد العداء ضد الاستعمار والنظام الملكي.
وكان السيد صالح الصافي يستذكر دوما قصصا عن شجاعة الشيخ الماشطة وصلابته، ولطالما كان يسردها متباهيا، ومنها ما رواه ذات مرة قائلا: تصدت الشرطة لمظاهرة ليلية قادها الشيخ الماشطة، وعندما دعاهم مدير الشرطة إلى التفرق، أجابه الشيخ الأبي بنبرة ساخرة وحازمة:
ولماذا تخاف من المظاهرات... اعتبرنا زفة عرس!
واستمرت المسيرة الحاشدة إلى ان وصلت داره في الساعة التاسعة، حيث علم ان الشرطة اعتقلت اثنين من المتظاهرين، فتوجه على الفور إلى المتصرف (المحافظ) وطلب منه باسم القوى الوطنية والتقدمية إطلاق سراحهما. وكان له ما أراد.
كان الشيخ الماشطة يكن احتراما كبيرا للحزب الشيوعي، ويلتقي قادته ويستمع إلى مقترحاتهم ويعمل معهم جنباً إلى جنب من اجل رفع الوعي الوطني ومقاومة الاستعمار والرجعية.

الوسام الذهبي تقديرا وتكريما
في عام 1959 وبمناسبة الذكرى العاشرة لتأسيس حركة السلم في العالم منح مجلس السلم العالمي الشيخ عبد الكريم الماشطة وسامه الذهبي. وجاء في البيان الذي أصدره المجلس في هذا الخصوص:
"ان الشيخ الماشطة وضع كل وجاهته الاجتماعية في خدمة السلم العالمي".

وفي أربعينية الشيخ الجليل الراحل أبّـنته شخصيات وطنية وعالمية كبيرة وكثيرة، وكتبت عنه الصحف ووسائل الإعلام العراقية الأخرى.
كما أصدر مجلس السلم العراقي بيانا، كان مما جاء فيه:
".. ان حركة السلم في الجمهورية العراقية في الوقت الذي تثمن فيه جهود الراحل الكريم وكفاحه في سبيل السلم والتحرر الوطني، تفخر بأنه كان رائدها ورئيسها الروحي".

(نقلاً عن وكالة ماتع الإعلامية)

 

معكم هو مشروع تطوعي مستقل ، بحاجة إلى مساعدتكم ودعمكم لاجل استمراره ، فبدعمه سنوياً بمبلغ 10 دولارات أو اكثر حسب الامكانية نضمن استمراره. فالقاعدة الأساسية لادامة عملنا التطوعي ولضمان استقلاليته سياسياً هي استقلاله مادياً. بدعمكم المالي تقدمون مساهمة مهمة بتقوية قاعدتنا واستمرارنا على رفض استلام أي أنواع من الدعم من أي نظام أو مؤسسة. يمكنكم التبرع مباشرة بواسطة الكريدت كارد او عبر الباي بال.

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
©2024 جميع حقوق الطبع محفوظة ©2024 Copyright, All Rights Reserved