أيٌها المتدثٌر باللٌيالي النديٌة
باق أنت كنخل متمرد
فأنت الموشوم في طهر العيون
أيٌها النور الرٌاقد في جوف الحرقة
إمسك يدي كي نتوحٌد
في الإحتضار
أيٌها المولود من الرؤيا
هذا الماء يبكي
يسترق شهقة الولادة
...
والمواسم لاتعبر إلٌا بماء المقل
أنت وحدك أرحب من مسافة الموت
كما الأساطير أنت تهطل ماء
حين تغرق البحار
أيٌها الآتي من سماء النذر
قادماً من إنشطار الصرخة
بعد تسعون طعنة
تستجير بالتجهٌد
ففيه مأوى القانطين
وملاذ المظلومين
للغرباء والدراويش
وعشٌاق المشوار
أيٌها المبعوث موجاً
من رحم السوسنة
نبت من ألم
تنسدل سعف الغيث
تتدلٌى
والجذر ظلال شائخ
لكنٌك تنتصر على الحمم
يغسٌلك اللٌيل مرتين
وتغادرك الأنهار
أيٌها الرٌاسخ كالرمل
الثابت كالنخل
تعرٌي الريح عظامك
وبحرك على الأرصفة
يتيم لامولى له
تتصفٌح خرابك دمعة فدمعة
وصراخك مشنوق كالهمس
المبتل بالألم
وحدك تلتحف اللحد
وتصلٌي قبل التراب
ثم تغفو على خدٌ الأزهار
تحنٌط وجه الصمت
أسدل الرصاص ستائر الأشلاء
الأرض مازالت ظمأى للحمم
ليس سواك
تتلوٌى في حمٌى الألواح المقفلة
ليس إلٌا أنت
والفجر أمامك جلال مسجٌى
لو أن الوقت ينكفئ
لو أن الفجر نبتاً يتناسل
أو يموت
لو أن العشب العاري يرتدي العتمة الأخيرة
وينكئ زلال الأثمار
يعربد الجند سكارى
فوق رؤوس الأطفال
والمشانق تتلوى ساحات إنكسار
والوجع ليف كبريتيٌ
يمتد حول أعناق النساء
مابين الشهقة والطلقة ألف موت
ربٌاه
هذا الدمس
والجراد يتربٌص الدروب الضيٌقة
هناك دمي يتلو فاتحة الأسفا
حسن العاصي
كاتب فلسطيني مقيم في الدنمرك