سيمفونية مصرية كتبها مؤلف الموسيقى المصرى الراحل أبو بكر خيرت "1910- 1963" عقب نقاش دار بينه وبين بعض أصدقائه حول أن الألحان العربية لا تصلح لبناء مؤلف موسيقى كبير مثل السيمفونية، فكتب هذه السيمفونية "1955" ليثبت العكس ... استفاد أبو بكر خيرت فى وضع سيمفونيته من علوم التأليف الموسيقى الأوروبى وحاول المحافظة على الطابع العربى لعمله ... وقد جاءت السيمفونية فى أربع حركات على النحو التالى:
الحركة الأولى: متوسطة السرعة، وقد كتبهاالمؤلف فى صيغة السوناتة ذات الطابع الدرامى، والتى تعتمد على ثلاثة أقسام هى العرض والتفاعل، وإعادة العرض.
الحركة الثانية: بطيئة وشجية كتبها المؤلف على أساس لحنين استعار أولهما من أحد مؤلفاته للبيانو، وجاء اللحن الثانى ذا طابع شعبى واضح صور فيه المؤلف الرقص المعروف باسم "رقص العصا أو التحطيب" وفى الختام يسمع اللحن الأول من الاوركسترا كاملاً يليه تذييل يقدم اللحنين تحت أضواء جديدة.
الحركة الثالثة: سريعة ورشيقة، كتبها المؤلف فى أسلوب الاسكرتسو الذى يقوم أيضا على لحنين، الأول راقص متوثب وهو ما يعرف بالرقص الاسكندرانى، الذى يرقصه أبناء الاسكندرية، فى"زفة العريس" وتؤديه آلات النفخ أما اللحن الثانى فهو قوى، وتعزفه المجموعة الكاملة، ويتصل ختام هذه الحركة مع بداية الحركة الرابعة والأخيرة مباشرة عن طريق أنغام طويلة تعزفها آلات الكورنو.
الحركة الرابع: وهى مكتوبة فى صيغة الروندو المطولة إلى الحد الذى يمكن معه تسميتها قصيد سيمفونى، خاصة أن المؤلف نفسه قد رسم برنامجاً تصويرياً لهذه الحركة دون غيرها، فقد أراد من خلالها أن يصور رحلة نهر النيل من المنبع إلى المصب .. فقد بدأت الحركة بنداء قوى من مجموعة آلات الكورنو وقرع الطبول الذى يصور الحياة فى أواسط إفريقيا حيث ينبع النهر العظيم، ويرمز للنهر نفسه بلحن سريع تؤديه الوتريات ثم يعقبه لحن استطرادى يرمز الى السودان، وهو ذو طابع راقص ... وعندما يصل النيل الى مصر يسمع لحن يمثل نشيد انتصار ذا طابع عسكرى، يلى ذلك استعراض سريع لعدة ألحان من حركات السيمفونية وتختتم السيمفونية بلحن نشيد الانتصار العسكرى وتؤديه كل آلات الأوركسترا فى قوة وحيوية.