كان القدر مجحفاً بحقنا لدى وصول ذلك الطفل المدلل إلى تلك المدينة المُختزلة وكنا نعلم أنه سيكون الطفل المُدلل لسنوات وسنوات فكل المُخططات كانت تسير وفق العقل المُدبر كي تقود إلى هذه المرحلة من السيطرة بحيث أننا سنفكر ملايين المرات قبل أن نجرب استعادة الحلم وإسقاط الكابوس ...
كالعنكبوت يمد خيوطه في كل الأمكنة استعداداً للانقضاض على فريسته التالية وحين يجد إحدى الزوايا قد هُجرت يحاول جاهداً أن يبني فيها مكاناً لمخططاته القادمة ...
يُحضر للأسوأ ، يُفكر بالأسوأ ....دائماً هو مع الأسوأ بحيث أنك تلتف بخيوطه وتتشابك دون فكاك ...أنت عاجزٌ أمام أساليبه في الالتفاف على محاولاتك الضئيلة بالهروب من مصيدته ...
وها هو يتركك ودائماً يفكر بعدم الفراغ ...لا يترك لك مجالاً للشك بأنه مُرعب حتى لو رحل فهناك من سيأتي بديهياً ليحتل ذات المكان ولكنه يترك الخيوط ذاتها لمن خلفه ، يتركها لأنها متشابكة بقوة ولا نستطيع معها سوى إحدى أمرين إما أن نركن على واقع مصيدته فنسلم منها بإلتصاق خوفنا على الحائط أو أن نحاول المواجهة فنقع في شباكه لضعف أسلحتنا ؟؟؟
كل الزوايا محاصرة وكل الأمكنة مليئة بخبثه ...كل الأزمنة تتحلل أمام التصاقه المُزعج بآمالنا ومستقبلنا ..
هو الآن يسير قدماً وراء رحلته ، يُحاول جاهداً أن ينتقم من تكاثرنا في وجهه ...يُريدنا أن ننتهي لأننا بتنا كابوسه المُقلق في احتلاله الدائم لغرف أحلامنا ...
أسلحته كثيرة وخيوطه أكثر وهذا ما جعله قوياً حد القسوة أمام محاولاتنا الحثيثة للنيل منه !!
لكننا حتماً لن نستسلم لهذا الطفل المُدلل وسنحرق خيوطه من جدران غرفنا ...من أحلامنا القادمة ...من أرضنا التي تعبت أنه تملّكها لسنوات وأننا هجرناها لسنوات فكانت رحلته الناجحة والآن سيرحل هو عن رحلتنا المليئة بالإصرار للوصول إلى الوطن ...
حتماً لن يبقى طويلاً في عقولنا ذلك الطفل المُدلل ...!!