زعم روسكين Ruskin قبل عدة سنوات انه قد وضع نظاما أوضح فيه كيفية الاستفادة من عناصر الرسم في التعليم العام .

وكان ماذكره عن نظامه هو أنه قد (صمم لتعليم كيفية تهذيب الإدراك ، وتدريب العين على الملاحظة الدقيقة لجمال الطبيعة ومساعدة الطالب على فهم ما يعنيه العمل المتقن والتعرف عليه عند رؤيته) .

فماذا كانت نتائج ذلك ؟ ببساطة صار الرسم يدرس في مدارسنا ليس لمجرد ان يعود الطلاب الى بيوتهم حاملين (صورة جميلة) هذّبها مدرس الرسم بالشكل الذي يثير إعجاب الأبوين والأصدقاء , وإنما تدريب العين على الإدراك الدقيق . واني لأتساءل هنا عما اذا لم يكن موقف روسكين هذا هو الذي ينبغي ان يفقه الموسيقيون من تدريس فنهم , اننا نرغب في تدريب الموهوبين بل ان هذا ضروري , ولكن ماهو أكثر اهمية هو تدريب الأذن والعقل على الإدراك الدقيق وتنمية عادة (الملاحظة الدقيقة) لجمال الموسيقى و (فهم مايعنيه العمل المتقن والتعرف اليه عند سماعه .

اذا تمكنا بمساعدة العدد المتزايد من المدارس اليوم ، ان نفهم الموقف المختلف كليا تجاه الموسيقى لدى الأطفال , نتيجة للتطور الهائل في التكنلوجيا السمعية والمرئية فلن يمر وقت طويل حتى نلمس منهم حماسا واضحا للموسيقى والاستماع اليها ودراستها بتذوق حقيقي .

ولأجل ذلك أناشد أولئك المسؤولين عن المناهج في مدارسنا بإعادة درس الموسيقى والنشيد حتى نقدم هذه التجارب الموسيقية الأساسية التي هي حق طبيعي لهم . واني لاقول ذلك بيقين مطلق استنادا الى الحقيقة المعترف بها بأنه اذا أنجز النشاط الموسيقي الصفي (الذي يكون هدفه تدريب الإذن وتطوير ملكات التذوق بالشكل الملائم فانه يمارس تأثيرا أكيدا في استثارة المشاركة فيه والارتقاء بمستوى العمل في العلوم الاخرى بالنتيجة .

zyyy68@yahoo.com