الزندقة والتكفير

2009-06-04

الزندقة والتكفير في التاريخ اطلقت على رجال المعرفة 
الامام الغزالي قال من تمنطق فقد تزندق
الفتاوي السلفية في السعودية تكفر تعليم المرأة

الالحاد، التكفير والزندقة خاصةً مصطلح عام كان يطلق على حالات عديدة, يعتقد إنها أطلقت تأريخيا لأول مرة في العصر العباسي لوصف الاعداء من أتباع الديانات المانوية او المثنوية والذين يعتقدون بوجود قوتين أزليتين في العالم وهما النور والظلام، اللذين كثر ظهورهم في الثورات التي قامت في العصر العباسي، وهم (الفرس) الذين شاركوا في الحركات المناهضة للامويين وتأسيس الدولة العباسية لكن المصطلح بدأ يطلق تدريجيا على الملحدين وأصحاب البدع ولكنه في حقيقتة كان ايضا يطلق على من يدعون انهم كانوا يحيون ما إعتبر حياة المجون من الشعراء والكتاب.

 إستعمل البعض تسمية (زنديق) لكل من خالف مذهب السنة. يصف البعض تيارات معينة من (الصوفية بالزندقة) كما اصبحت كلمة (الزندقة) صفة تطلق اعتباطا في السياسة آنذاك. الواقع إن اصل كلمة (زنديق) جائت من الكلمة الفارسية (زنده كَرْد) التي تعني إبطان الكفر والإلحاد، عليه فإن البعض يعرف (الزندقة) بالشخص الذي يعتقد الكفر يُظهره كلما سنحت له الفرصة لكن إذا إكتشف امره فانه لايمانع ان ينكر إلحاده بهذا يختلف عن (المنافق) انما هو شخص يتستر على كفره في باطنه اي بينه وبين نفسه.

 هناك عند البعض تقارب بين (الزنديق) و (المنافق).فيعرف البعض (الزنديق) تعريفا مشابها لـ (المنافق) منهم (ابن تيمية) الذي عرف (الزنديق) بانه (المنافق، الذي يظهر الإسلام ويبطن الكفر)، يعرف البعض الآخر (الزندقة) كصفة فارسية معناها متتبع (الزند) أي الشروح القديمة لـ (لأفستا) كتاب (زرادشت) مؤسس الديانة (الزرادشتية). يعتبر ظهور حركة (الزندقة) في الاسلام من المواضيع الغامضة التي لم يسلط عليها إهتمام يذكر من قبل المؤرخين بالرغم من قدم الحركة التي ترجع إلى زمن العباسيين. هناك كتب تأريخية تتحدث بصورة سطحية عن أشهر (الزنادقة) والمحاربة الشديدة التي تعرضوا لها في زمن خلافة. ورد ذكرهم في كتاب (الفهرست) لابن النديم وكتاب (الأغاني) لابي فرج الاصفهاني وكتاب (مروج الذهب) للمسعودي. إستنادا للدكتور (عبد الرحمن بدوي) في كتابه (من تاريخ الالحاد في الاسلام) الذي إستند بدوره على كتاب (الأغاني لابي فرج الاصفهاني) بدأت حملة الخليفة (ابو عبدالله محمد المهدي) على (الزنادقة) إستنادا إلى نفس المصدر بإنه القي القبض على معظمهم وأمر الخليفة الذي كان حينئذ في دابق بقتل بعظهم وتمزيق كتبهم. وجرى تخصيص قضاة لهذا الغرض. كان القضاة في العادة يطالبونهم بترك (الزندقة) وللتأكيد من إنهم فعلا خرجواعن (الزندقة) كانوا يطالبون المتهم بالبصق على صورة (ماني بن فتك) وان يذبح حيوانا تحرمه المانوية، إستنادا إلى (الطبري) إن تهمة (الزندقة) إستخدمت ايضا لتصفية الخصوم السياسين خاصة من الهاشميين، يورد (الطبري) قصة (يعقوب بن الفضل) الذي سجن بتهمة (الزندقة). لهذا فإن الحملة الأولى على (الزنادقة) كان موجها بصورة خاصة إلى اتباع الديانة (المانوية) لهذا فان استخدام صفة (زنديق) إتسعت في مدلولها وما يراد منها.

تعتبر وصية الخليفة (ابو عبدالله المهدي) لإبنه (ابو محمد موسى الهادي) اقدم نص رسمي حول (الزندقة) تنص الوصية (يـا بني فرقة تدعو الناس إلى ظاهر حسن كاجتناب الفواحش والزهد في الدنيا والعمل للاخرة، ثم تخرجها الـى تـحـريـم اللحم ومس الماء الطهور, وترك قتل الهوام تحرجا وتحوبا, ثم تخرجها من هذه إلى عـبـادة اثـنين: احدهماالنور, والاخر الظلمة، ثم تبيح بعد هذا نكاح الاخوات والبنات، والاغتسال بـالبول، وسرقة الاطفال من الطرق، لتنقذهم من ضلال الظلمة إلى هداية النور فارفع فيها الخشب، وجـرد فـيـهـا السيف، وتقرب بامرها إلى اللّه لاشريك له، فاني رايت جدك العباس في المنام قلدني بسيفين، وامرني بقتل اصحاب الاثنين,) مرة اخرى إستنادا لـ (لدكتور عبد الرحمن بدوي) في كتابه (من تاريخ الالحاد في الاسلام) الذي إستند فيه على كتاب (الفهرست لابن النديم) كانت هناك 3 أنواع من (الزنادقة) هم طائفة (المانويين) الذين كانوا يؤمنون بالمانوية عن رغبة دينية صادقة، إستنادا إلى (بن النديم) كان معظم هذه الطائفة من (الموالي الفرس) منهم (صالح بن عبد القدوس) و (عبدالكريم بن ابي العوجاء). الموالي هم غير العرب اعتنقوا الاسلام الذين كان لابد منهم ان يلتحقوا بعهدة عربي مسلم والا رفض اسلامهم. الطائفة الثانية طائفة (لمتكلمين) يقصد بهم المشككين الذين كانوا يخوضون المناقشات الدينية ليجدوا (السلوى) حسب تعبير (ابن النديم) منهم (ابن الراوندي) و (أبو عيسى الوراق) الذي كان أستاذا لـ (ابن الراوندي). الطائفة الثالثة طائفة الشعراء منهم (بشار بن برد) و(ابونؤاس) و (ابو العتاهية) و (ابن المقفع). (بشار بن برد) يقول في قصيدة له (النار عنصره وآدم طينه - والطين لايسمو سمو النار) ثم يقول (الارض مظلمة والنار مشرقة - والنار معبودة مذ كانت النار) له ايضا ما يشير الى (الزندقة) في قصيدة (واني في الصلاة احضرها - ضحكة اهل الصلاة ان شهدوا) ثم (اقعد في الصلاة اذا ركعوا - وارفع الرأس ان هم سجدوا).

يعتبر (ابن الراوندي) رائدا من رواد التشكيك، كتب كتابين في (الايمان المطلق) ثم انتهى اخيرا الى التشكيك في التوحيد واليوم المعاد وفي العدل وإنكار وجود الله وأزلية العالم. الف (ابن الراوندي) كتاب (التاج) وكتاب (عبث الحكمة) حيث طعن في التوحيد، ثم نشر كتاب (الدامق) ثم كتاب (الفرند) منتقدا فيهما رسائل الانبياء والرسل. له ايضا كتب اخرى في التأكيد على (الزندقة) منها كتاب (الطبايع) و (الزمرد) و (الإمامة). خلاصة مايراه (ابن الراوندي) ان (الله) ليس عليه رسلا من خلقه الى الناس، لأن في قدرة (الله) وعلمه أن يجعل الإنسان يرقى ويمضي إلى رشده وصلاحه بطبعه.

 (ابن المقفع) الآخر اتهم بـ (الزندقة) فارسي النسب كان مطلعا على (الثقافة الفارسية) و (الهندية) و (الاغريقية)، بالإضافة إلى فصاحة بيانه العربي. يعتبر كتاب (كليلة ودمنة) من أشهر كتب (ابن المقفع).جاءته تهمة (الزندقة)  كجزء من الخلافات السياسية داخل الأسرة العباسية، من بعض كتاباته خاصة في (باب برزويه) من كتاب (كليلة ودمنة) مؤشرات يحث فيها على الالحاد حيث يقول (وجدت الأديان والملل كثيرة من اقوام ورثوها عن آبائهم وآخرين مكرهين عليها وآخرون يبتغون بها الدنيا ومنزلتها، فرأيت ان اواظب علماء كل ملة لعلي اعرف بذلك الحق من الباطل ففعلت ذلك وسالت ونظرت فلم اجد من أولئك احدا إلا يزيد في مدح دينه وذم دين من خالفه ولم اجد عند احد منهم عدلا وصدقا يعرفها ذو العقل ويرضى بها.)

انتشر اصحاب المذاهب (الزرادشتية) و (المانوية) و (المزدكية) و (البوذية) كانت كما يقول (برون) من دراساته (زرادشتية منصرة) اي (زرادشتية متأثرة بالمسيحية). (الحيرة) عاصمة (المناذرة) كانت على انفتاح على (حضارات الاغريق) بـ (الترجمات السريانية) وحضارات الفرس والهند. كانت (الحيرة) تتكلم العربية والسريانية والفارسية واستمروا على احوالهم في العصر الاموي اما في العصر العباسي، كانت لهم ادوار كبيرة في الثقافة خاصة في نقل العلوم من (السريانية) الى (العربية) وفي بناء (بيت الحكمة) برئيسها (حنين بن اسحق) في (عصر المأمون المنفتح).

 كان الفرس منتشرون في الحواضر العباسية آنذاك حيث برز الكثير منهم ايام الدعوة العباسية وساعدوا في قيام الدولة العباسية ومنهم (ابو مسلم الخراساني). في (عهد الرشيد) وبرز (البرامكة) كانوا ولاة في تربية (الرشيد) لان امه كانت فارسية. اندمجوا في الحياة السياسية الى درجة انهم كانوا ينافسون (الرشيد) في العلاقات مع الناس فزاد نفوذهم مما حمل (الرشيد) على ابادة (البرامكة) جميعهم فيما يعرف في التاريخ بـ (نكبة البرامكة) للتخلص من منافساتهم.

 كان العباسيون يطلقون على المواطنين من الفرس (الشعوبيين) بعد ان تحرروا من صفة (الموالي) اي المسلمين غير العرب الذين يعتنقون الاسلام تحت ولاية مسلم عربي.. بسبب التمييز الذي كان في الدولة فان الكثير منهم شاركوا في ثورات (الزنج) و (القرامطة) وغيرها من الثورات التي اضعفت الدولة العباسية خاصة في النزاع بين الاخوين (المأمون) الذي كانت امه فارسية و (الامين) من ام عربية الاصل كل ذلك ادى الى اتهام ذوي الاصول الفارسية بصفة (الزندقة).

 امتدت صفة (الزندقة) الى كافة الخصوم السياسيين فالمعتصم قتل قائده (الأفشين) بعد محاكمة اثبتوا عليه (الزندقة) بسبب خلاف في الرأي. ينبغي ان لا ننسى وصية (المهدي) لابنه (الهادي) باتهام الخصوم بتهمة (نكاح الاخوات والبنات والاغتسال بـالبول). وهي تهم واهية بالاظافة الى الادوار التي قام بها الغلاة في الدين منهم (الامام الغزالي) في كتابه (تهافت الفلسفة) في مقولته الشهيرة (من تمنطق فقد تزندق).

عصرنا انتهى فيه عصر (الزندقة) وحل عصر (التكفير) كانت الضجة الكبرى وردود الأفعال العظيمة حين اعلن الزعيم الإسلامي (الدكتور حسن الترابي) ألاستاذ في جامعة الخرطوم ثم عميداً لكلية الحقوق. في ندوة بالخرطوم حضرها حشد من السياسيين ورجال الدين, أجاز خلالها زواج المرأة المسلمة من الرجل الكتابي مسيحيا أو يهوديا, وقوله إن شهادة المرأة تساوي شهادة الرجل تماما.اثرها اتهم رجال سودانيون الزعيم الإسلامي (الدكتور حسن الترابي) بـ (الزندقة والردة والخروج عن الملة).

 طالب رجال الدين عقد جلسة لاستتابة (الدكتور الترابي) لعودته إلى الإسلام وتبرؤه من فتواه بجواز إمامة المرأة وزواج المسلمة من غير المسلم نصرانيا أو يهوديا وإنكاره وجود نصوص في القرآن والسنة تمنع ذلك. اما (أحمد البغدادي) أستاذ العلوم السياسية الحاصل على شهادة دكتوراه في الفكر الإسلامي) فقد ( إتُّهم بـ (الكفر) اي (االزندقة) لنشره مقالاً انتقد فيه قرار المفتي تخفيض عدد ساعات (الموسيقى) وزيادة عدد ساعات (الدين). جعلوا كل ما يكتبه (كفر)، فاتُّهمت جريدة (المستقبل) بالإساءة لنشرها مقال (أحمد البغدادي) بعنوان (الأمة التي ليس لها مثيل). رغم ان المقال لا يحتوي على أي اساءة للإسلام بل ابراز ما تعانيه الأمة الاسلامية من تدهور. (أحمد البغدادي) ذكر عن (الأمة التي ليس لها مثيل) ان عيوبنا كما هي لا فضحاً لها بل تعرية واقعية من أجل البحث عن حلول. كذلك الأستاذ الجامعي (حمزة المزيني) حوكم بتهمة تحقير رجال (الحسبة).

 امتنع باعة الصحف بيع جريدة (الفجر) المصرية  بسبب فتوى تحرّم قراءتها وبيعها لأنها تضمنت ما اعتبره شيخ الأزهر (محمد سيد طنطاوي) إساءة للحديث النبوي. سبق لـ (طنطاوي) أن أفتى بجلد صحفيين اثنين ثمانين جلدة لنشرهما أخباراً اعتبرها غير لائقة. كذلك خطباء مساجد عديدة في اليمن كفروا (أحمد الحبيشي) رئيس تحرير صحيفة (14 أكتوبر) الرسمية بسبب نشرها مقالات تنتقد (فتاوى الرضاعة) اي يجوز للمرأة فتح صدرها لارضاع زميلها في العمل والتبرك بـ (بول الرسول) اللتين صدرتا في مصر عام 2007. هنا الكثير من (فتاوى التكفير) لمجموعة من رجال الدين المجمدة عقولهم بعصر الراشدين. فتاوى لا يحتاجها المسلم الصالح في هذا الزمن، والله المستعان!

 من نماذج (الفتاوي السلفية) المباركة في الأحكام صادرة من علماء (ليسسوا علماء بل رجال دين) السعودية. منها ما صدر عن رجل الدين (البراك) الرافض لـ (جهود التقريب بين المذاهب). كفر (الدكتور فوزي الشيبي) اتهمه بأنه (أكبر داعية للإلحاد والزندقة). قال في (الدرر السنية) مايلي (المعلمون الذين تستقدمهم وزارة المعارف من الدول العربية ملحدون وزنادقة) ثم (هؤلاء المعلمون القادمون من الدول العربية قد جاءوا لشجرة لا إله إلا الله التي جاء بها "الشيخ محمد بن عبد الوهاب" ليقتلعوها من هذا الوطن) ثم (أن هؤلاء المعلمين هم من أفراخ الأفرنج وعباد الأولياء ومن تاركي الصلاة وغيرها من شعائر الإسلام. السفر الى خارج السعودية الى بلاد الكفار معصية) ثم (من سافر إلى الدول المجاورة لتعليم أو تجارة أو غيرها يجب أن يهجر حتى يظهر التوبة) ثم (المواطن القادم من تلك البلاد يغمس في الماء بثيابه بعد صلاة الجمعة ليمتنع من السفر لبلاد المشركين).

السعودية مليئة باصحاب العمائم العتاة الذين يعيشون عصور الراشدين في عصرنا الحديث في فتاواهم (التحريم والنهي) ماهو مضحك لكنه مشحون بضآلة العقل والحس ومؤسف منها فتاواهم في (التكفير) اي ما يوازي )الزندقة) منها (التحريم والنهي) عن كل العلوم غير الشرعية، كالرسوم والأشغال والرياضة والألعاب والحقوق والطبيعة والتصوير ، والتعليم العصري، وتعليم البنات. من فتاواهم (أن العلوم العصرية هي مباديء الإلحاد خاصة الرسوم والأشغال والرياضة والألعاب). و (أنه بتعليم المرأة يحصل التبرج وتمزيق الحجاب وكشف الساق والفخذ والرأس والصدر وفتح بيوت البغاء والسينما والرقص والخلاعة) ثم). النصيحة لكل مسلم ألا يدخل ابنه أو ابنته في هذه المدارس التي ظاهرها الرحمة وباطنها البلاء والفتنة ونهايتها السفور والفجور) و (أن فتح مدارس البنات مصيبة عظيمة وطامة كبرى).

 استنكروا على الرئيس العام لتعليم البنات عزمه على تعليم البنات الحساب والهندسة والجغرافيا. (وأن المنادين بتعليم المرأة هم أفراخ الأفرنج وأنهم يحبون الشر ويبغضون الخير وأهله ويقلدون الكفرة ويتشبهون بالمجوس! ويحاولون إخراج البنات من بيوتهن ليتمكنوا التمتع بهن بحيلة التعليم!.). ثم (وأنه لا يرضى بهذه المدارس إلا من لا غيرة عنده ولا رجولة ولا دين والغالب على هؤلاء انهم من دعاة الفجور).

 أن أهل هذه البلاد شابهوا الخارج من الكفار وأفراخهم في عدة أمور محظورة (محرمة) ذكروا منها الملاهي والتنزه والتلفزيون. حرموا لعب الكرة للطلاب وغيرهم وأنها سرت إلى المسلمين من الغرب فلم تكن على عهد الخلفاء الراشدين ولا ملوك المسلمين، و (أنها من التشبه بأعداء الله ولا يمارسها إلا السفهاء ومما يدل على أنها من التشبه أنها تطابق عمل الأمريكان في وضع أخشاب الكرة). هذا من التشبه أورد حديث (من تشبه بقوم فهو منهم)! و (أنها من جملة المنكر الذي ينبغي تغييره وأنها من الميسر) ذكروا (من أوجه تحريم الكرة أن فيها نوعاً من المرح وقد قال الله عز وجل "لا تمش في الأرض مرحاً")، و (أنها من اللهو الباطل ومن الضلال وأنها أشر من الشطرنج ومن لعب الشطرنج فهو فاسق وأن التلفزيون آلة بلاء وشر داعية إلى كل رذيلة ومجون) و (أن من رأى إباحة التلفزيون فقد قذف الشيطان بزبده في قلوبهم المظلمة واتبعوا أهواءهم وهم قوم قد ضلوا وأضلوا من قبل وضلوا عن سواء السبيل).

 اما الغناء فحرموا سماع الدف بل أصوات السواني! و (أن أصوات السواني المسماة المحال من المحرمات بلا ريب!) و (تحريم الدخان لدرجة الخمر وأنه مسكر كالخمر!) أفتوا بأن شارب الدخان يجلد ثمانين جلدة كشارب الخمر تماماً. حرموا التصوير بكافة أشكاله وأنواعه ما له ظل وما ليس له ظل وجعلوه أصل الشرك. لباس الشرطة محرم أيضاً لأنه من التشبه (ومن تشبه بقوم فهو منهم)! فهو مشابه للباس الأفرنج المشركين، وتحريم القبعة والبنطلون ومن جمع بين هذه الألبسة فلا فرق بينه وبين رجال الأفرنج، (أن هذه الألبسة دسيسة ممن يريدون كيد الإسلام وإقرارها من إقرار شعائر الكفر والشرك، وكذا الضرب بالرجل على الأرض والتحية العسكرية، وأن هذا الضرب بالأرجل تشبه "ضرب الحمير والبغال بأرجلها" إذا أحست بشيء يدب على أرجلها ! ففيها مشابهة من الجنسين!). والتصفيق الصادر من الرجال هو من أبشع المنكرات! وأنه من أعمال قوم لوط التي بها هلكوا، ومن التشبه بأعداء الله، (ومن تشبه بقوم فهو منهم) وأنه من خصائص النساء (وقد لعن رسول الله المتشبهين من الرجال بالنساء)!، وهو من جملة الأمور التي تدل على التخنث! وهو من الكبائر.




توما شماني
عضو اتحاد المؤرخين العرب
tshamani@rogers.com

معكم هو مشروع تطوعي مستقل ، بحاجة إلى مساعدتكم ودعمكم لاجل استمراره ، فبدعمه سنوياً بمبلغ 10 دولارات أو اكثر حسب الامكانية نضمن استمراره. فالقاعدة الأساسية لادامة عملنا التطوعي ولضمان استقلاليته سياسياً هي استقلاله مادياً. بدعمكم المالي تقدمون مساهمة مهمة بتقوية قاعدتنا واستمرارنا على رفض استلام أي أنواع من الدعم من أي نظام أو مؤسسة. يمكنكم التبرع مباشرة بواسطة الكريدت كارد او عبر الباي بال.

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
©2025 جميع حقوق الطبع محفوظة ©2025 Copyright, All Rights Reserved