
بالرغم من محاصرة "الفكر الرجعي من فوق المنابر الرسمية" لأكثرمن بلد عربي ومحاربة كل إبداع يحمل صفاتٍ وأبعاداً تتعارض مع مناهجه المتحجرة والبالية، نرى اليوم بوتقةً تُنشد السلام وتزرع الأمل في تربة العراق، كان ذلك مساء السبت 23 ـ 8 ـ 2014 حيث معرض جمعية الفنانيين التشكيليين العراقيين في السويد والمعنون (الوحدة في الإختلاف).

في القاعة التي غصت بأهل الفن ومحبيه وزينت بباقات الزهور متعددة الألوان، وسط هذا الحشد.. بدأ مدير المركز الثقافي العراقي الدكتور (أسعد راشد) كلمته مخاطباً ضيوف المركز وفي مقدمتهم سعادة السفير اللبناني الإستاذ(علي عَجمي)بصفته مثقفاً عربياً لبى الدعوة مشكوراً وهي زيارته لأولى للمركز ،وفي الوقت نفسه خاطب الدكتور أسعد الفنانيين في ظل ظروف لم تعد خافية على الجميع وطلب منهم كشموس تواصل الإشراق وتصر على مواصلة االعمل، بدأ بعده الإستاذ علي عجمي حديثه منبهراً بهذا التجمع حيث إنّ إحساسه الجميل وما وعد به من تمتين لأواصر الصلة والتواصل جعله قريباً من قلوب المبدعين.
ولما آلت الكلمة للدكتور(حكمت داوود) الوزير المفوض في سفارة جمهورية العراق في السويد، شكر الجميع مؤكداً على إنَّ ما يقوم به فنانو العراق اليوم ماهو إلا إمتداد لما بدأه الكبار[جواد سليم، فائق حسن، كاظم حيدروآخرين] واللذين شكلو الملامح الفنية لفن عراقي بل عربي ورفعوا لواء الإبداع .

وقد تطرق إلى شهداء الكلمة والفن وخص في هذا المجال الشهيد( كامل شياع) والفقيد الشاعر(سميح القاسم)وفيما يتعلق بالأوضاع المأساوية التي يعيشها العراق، تساءل بقوله: لمَ كل هذا ولماذا يفعلون هكذا، ماذا تظنون، هل هي لعنة أزلية، فكم من تفجير وقع وكم من أحشاء تمزقت وكم وكم وكم..وقد ختم كلامه بقوله: إني أرى إبداعكم كرنفال لغة وأجمل كلام .
جاء بعده الفنان (حسين القاضي) رئيس الجمعية مرحباً بالجميع ومثمناً الجهد الفني لأعضاء الجمعية شاكراً الحضور مشاركتهم إفتتاح المعرض وشيئاً فشيئاً بدأ الجمع يتحرك نحو قاعة الفنان(كاظم حيدر) حيث المعرض السنوي لـ(20 فنانة وفنان) الكل يسعى لتهذيب الشكل وتعميق المضمون هناك مَنْ نجح وهناك مَنْ أخفق وهناك مَنْ بنى علاقة حميمية مع عمله، وبما إن العمل الفني ليس مكتملاً دائماً، فهل هناك لوحة أو عمل فني بدون موضوع؟!.
1ـ الفنان عماد زبير أحمد: فنان يتنفس الحروف، متدفق ومزهر، طاقته لا تقبل السأم، شجاع في حبه للناس ولفنه.
2 ـ المصور ا لفنان سمير مزبان: رغم كل شيء فسماءه تتوهج ضجر ومأزق وشكوى ناسه تبدو واضحة تشعر بها عينه قبل أن تراها عين كامرته.

3 ـ الفنانة وفاء غالب: تأكد بنفسها ما زالت تلميذة دائمة البحث عن شيء مختلف كي يعيش ويتمسك بالحياة.
4 ـ الفنانة سمية ماضي: غصونها ساكنة، خضرتها في اللحاء والجذع وهي تتلمس الشمس بخطوة للخارج محسوبة كانت أو عفوية، لا شيء سوى الإنتظار.
بعيداً عن الصفاء والخضرة، ماذا وراء الحرب المعلنة؟
البشاعة وتخريب كل ماهو جميل.
5 ـ الفنلن حسين القاضي: المعادلة التي صنعتها بصبر، فما بين الإندفاع والإصطدام تتكرر الأشياءـ الأفعال، شرف ـ خزي، عودة ـ إغتراب.
6 ـ الفنان عباس الدليمي: نبقى بحاجة إلى هواء نظيف وشمس، ثمة أسباب لغيابهما.
وجوهك التي تصرخ منذ سنين وأرواحك الساخطة والتي تتنفس بصعوبة ...!
إنتظر فالسماء زرقاء في الخارج.

7 ـ الفنانة سليمة السليم: صادفت نجاحاً..؟، إمتداد تختبرين فيه إحساس يديك، أرى إنك ستعبرين حالاً نحو صلصالك الأزرق الصافي.
8 ـ الفنانة فاتن أحمد: المرأة ـ الشجرة ،لاريح ..ظل يخيم على المشهد .. حواجز عمياء ..إصرار للوصول، موجات تبعث نوراً فقط لإولئك اللذين يستحقون الحياة.
9 ـ الفنان وسام الناشي: المرأة الذابلة وهي تسابق الرياح لاشيء يهددها سوى قاذورات تتحرك.
10 ـ الفنان رائد حامد مهدي: نظل نحاول فالصفقات المدفوعة الثمن تتحرك تحتها طرق سرية تدفع البهائم للمحرقة والجرذان لتسلق الجدار المائل والأجساد البيضاء المتدحرجة و النظيفة .
11 ـ الفنان محمود غلام: الحقيبة التي لا يزال الغبار عالق بها كرفوف حياتنا اليومية والإنتظار.
الأمل الجميل إبتسامة حزن، في الموقع القصي ثمة حوار للجموع وبإصرار بالغ ثمة إلتماعة في الفضاء الخارجي.
12 ـ الفنان سامان ويس: ستبقى الغيمة ماطرة وينمو العشب ومع الأنغام المنبعثة من البيوت والحجارة إستطعت أن توثق علاقتك بالسهل والجبل.

13 ـ الفنان مؤيد إبراهيم: مرات ومرات يصلب المسيح وتغتصب المرأة والجلاد ليس سوى كذبة لم تأت من تلقاء نفسها ومع ذلك كانت مصدر إلهام!.
14 ـ الفنانة ثائرة البازي: حقاً إننا نعيش في زمن حالك فالأعمار قصيرة والطرق لا تؤدي إلا إلى الوحل والأمل بعيد المنال وإن كان البياض جزأً من كل.
15 ـ الفنان أمير حربي: اللوحة ـ اللون
البياض.. القمر أقل غربة في جسد اللوحة، المسيرة طويلة والتداخل يعني إنّ الفضاء مجدب، لا قوارب ولا أشرعة!.
16 ـ الفنانة صبا الجميلي: حين تبحر السفن لن تكون سفن صمت وحين تشرق الشمس تجاورها عشرات الأقمار، حينئذ لابد للأمواج من العودة للسواحل المنهارة.
17 ـ الفنان ضياء فاضل: مدنك البحرية تتصدر المشهد وأنت المهاجر دوماً تلتفت حولك لإكتشاف المعنى في مواقع إستطعت العودة إليها ثانية وأنت تحلم بالمكان الذي لم تبلغه بعد.
18 ـ الفنانة هبة سعدون: لم تكرر نفسها، تحيا عصرها الجديد، دخلت بوابة الأمومة بعذوبة وعلى الفور أصبحت أماً حقيقية.
19 ـ الفنان لؤي كاظم: حزمة أوراقك الخشبية يقابلها هذا المسخ الخشبي، هذه الفكرة الخشبية والتي إقتحمت رأسك، هل جاءت من تلقاء نفسها؟!.
هي صلة الخير والشر، حين تتماسك أوراقك(أشكالك الهندسية) يصمت المسخ.. ينزوي.. يندحر.
20 ـ الفنان شاكر بدر عطية: على القوى مهما كانت أن تعرف إنّ العراقيين ليس بحاجة إلى طائر الموت.
فمنذ البداية وهو يشغل نفسه بشؤون العراق دون غيره وقد أحس وبوضوح في عرضه هذا ( ألوان، كتل، حركة)، مستفيداً من تجاربه السابقة، مفسراً ما آلت أليه أحوال البلد من خلال صرخة النخلة والوضع القائم وخصوصاً السياسي، حيث الإنقسام على أشده (الكرسي المقصوص) وما يتعلق بسيادة البلد(العلم) وما آلت اليه التناحرات، لكن ثمة أمل (الشعب) وما دعوته لإشعال الشموع والتي تزين نهايات السعف إلا دليلاً بإنّ الأمل لن يخبو.
تقدم بعد ذلك الدكتور أسعد راشد وبارك نشاط الجمعية وقدم باقة ورد بإسم المركز الثقافي العراقي في السويد لجمعية الفنانيين التشكيليين ممثلة برئيسها الحالي الفنان حسين القاضي الذي تمنى للجميع المتعة والفائدة وفي الزحمة القائمة وإلتقاط الصور التذكارية الكل يلهج بالدعاء بعودة الأمن ويعم السلام أرض الرافدين الحبيبة.