المجموعتان الشعريتان صدرتا عن دار (فضاءات) للنشر والتوزيع في عمان، الأردن.

 

تقع مجموعة سالم التي رسم لوحة غلافها الفنّان (أصلان مَعمو) في (134) صفحة، وتتنوّع موضوعات العشرين قصيدة بين الشعر الوطني والقومي والوجداني والاجتماعي، من خلال أغراضه ومضامينه المختلفة من وصف ورثاء وحكمة واعتذار.

 

فيما شملت مجموعة جمال تسعاً وعشرين قصيدة متفاوتة الطول، متنوّعة المواضيع، عبّر من خلال صفحاتها المائة والعشرين عن تفاعله مع أسئلة الحياة والموت والدين، وهمومه وشجونه من ظلم النظام السوري، والحبّ والغربة والانكسارات والخيبات.

 

يقول جمال في مقطع من قصيدة عن الحرب واللجوء وسبي الكرامة والإنسانية:

 

"إمرأةٌ في سوق النخاسَة

 

ميلادُ طفلٍ على شاطئ الموت

 

وطنٌ مشرّدٌ

 

بينَ مغازلاتِ الرصاص

 

حاضرٌ يتجرّدُ من ماضيه،

 

وزمانٌ ما زالَ يلاحقُ لعنةَ المكانِ

 

القابعِ في مخيّلته

 

إنها لغةُ العابرين نحو الوجودِ

 

المثقَلِ بالضياع

 

إنها لغةُ الحربِ

 

ولا شيءَ آخر".

 

وجاء على خلفية "جحيم حيّ"، مقطع من قصيدة "ذاكرتان... لخمسة أيتام"، يقول فيها سالم:

 

"محرومٌ من القصور

 

ملدوغٌ أنا

 

من كلّ الجحورِ والعصور

 

أرسمُ بدماء الطيور

 

حدودَ اللغات

 

من الجدائل

 

خرائطَ النكبات

 

أنا الكرديُّ

 

أُكَافَأُ دائماً بالقبور".

 

يذكر أن مجموعة "موج شاحب" هي المجموعة الرابعة للشاعر رشيد جمال، بعد مجموعاته "الحبُّ اليتيمُ" 2005، "ترانيمُ الحبّ" 2009، و"رسائلُ منسيّةٍ على هوامش الحبّ والوطن" 2017، فيما "جحيم حيّ" هي باكورة أعمال إدريس سالم.