شغلت مسألة انتشار فيروس كورونا الرأي العام من اختصاصيين وغيرهم أخيراً، فيما تم التركيز على تداعياته الجسدية وسبل مكافحته، إلّا أنه لا يمكن إهمال الجانب النفسي لهذا الموضوع الذي تسبّب في حالة من الهلع بين الناس كلهم، وفي مختلف دول العالم، مع تركيز وسائل الإعلام على الإنتشار الواسع والسريع لهذا الفيروس، ولعل أكثر ما تسبب في زيادة مخاوف الناس في العالم من فيروس كورونا هو كونه فيروساً مستجداً، وثمة جهل بشكل عام بالتفاصيل المتعلقة به وسبل مكافحته، وفي هذا الإطار أكد مستطلعو «البيان الصحي» أهمية التثبت من الأخبار وعدم ترويج الإشاعات، وأن ذلك يعد جزءاً مهماً في مواجهة المرض .
ومن الضروري عدم التعامل مع الإشاعات التي يتم تداولها عن الإصابة بفيروس كورونا الجديد، وأن «الأخبار الكاذبة»، بما فيها المعلومات الخاطئة والنصائح غير السليمة، لا سيما على وسائل التواصل الإجتماعي، من شأنها أن تبث القلق في نفوس المتلقين، وهذا القلق بدوره يضعف مناعة الجسم مما يعرضه للأمراض .
وفيما يتعلق بفيروس كورونا الجديد المنتشر في عدد من الدول حالياً، فإن هناك الكثير من التكهنات والمعلومات الخاطئة والأخبار الكاذبة التي يتم تداولها بين الناس على مواقع التواصل الاجتماعي عن كيفية نشوء الفيروس ومسبباته وكيفية انتشاره .
معلومات
«أن كل هذه المعلومات والتكهنات من شأنها أن تؤثر سلباً في الصحة النفسية للمتلقين، من خلال القلق الذي تتسبب فيه انتشار مثل هذه المعلومات»، وأن القلق يعتبر مشكلة نفسية تؤثر في حياة الفرد وسلوكياته، وتؤثر أيضاً في صحته العامة حيث تضعف مناعة جسمه، ذلك أن الشعور بالقلق يرفع مستويات بروتين «سي» الذي ينبئ بوجود التهاب ما، والذي يعتبر أحد أهم عناصر الدفاع في الجهاز المناعي الذي يقضي على المواد الغريبة التي تغزو الجسم .
أن التوتر يعتبر السم في الجسم الذي يصبح عرضة للعديد من الأمراض وبمكافحته، فإننا نحمي الجهاز المناعي ونقوي خط الدفاع سواء ضد فيروس كورونا وغيره من الأمراض الفتاكة .
تحفيز
ويؤكد المختصون على ضرورة حث الأبناء على غسل الأيدي باستمرار والإهتمام بالنظافة الشخصية وتوفير المتعلقات التي تعزز من نظافة الأيدي والأسطح في المنازل والسيارات، وغيرها من البيئة المحيطة التي يتعامل معها الطفل بشكل مباشر ومستمر. كما يجب أن يساعد الأهالي أطفالهم على تفنيد الشائعات التي انتشرت حول المرض، من خلال إعطاء معلومات عن كيفية انتشار فيروس كورونا وما يمكننا القيام به للمساعدة على تقليل المخاطر، مثل تحفيز الأطفال على غسل الأيدي باستمرار من خلال استخدام الصابون ذي الرغوة الغنية بالفقاعات التي تستهويهم» .
عدوى
ومن المهم عدم الخروج إلى الأماكن العامة وتجنب الإختلاط بالعامة، لا سيما خلال هذه الفترة، تفادياً لانتشار العدوى بفيروس كورونا المستجد، مع ضرورة عدم إهمال توقيع الكشف الطبي لمن يشكو من أي أعراض .
أن العطلة الدراسية لا تعني الخروج إلى الأسواق والأماكن المزدحمة، وإنما الأفضل البقاء في المنزل، لا سيما خلال تلك الفترة، حتى تنتهي هذه الأزمة، ويتم القضاء على الفيروس .
طمأنينة
يجب على الآباء أن يكونوا على معرفة ودراية بقدر الإمكان بطبيعة المرض وكيفية الوقاية منه ليتمكنوا من شرحها للأطفال، بما في ذلك مواكبة النصائح الرسمية، والواردة من الجهات المختصة، وينصح الآباء بعدم المبالغة في التخوف من أي خطر على صحتهم أو صحة أطفالهم وبث الطمأنينة في نفوسهم، وضرورة الإبتعاد عن ترويج الإشاعات والمعلومات الخاطئة بشأن الفيروس المستجد .