تلك الشامات عصفت بها مفاجآت ذات ليلة حامية الوطيس كأن حروب البربريين أعيدت على مسرحها، شامة في منتصف النهدين وشامة أخرى على القمة اليسرى جهة القلب وشامة على الفخذ، كأنها قواعد عسكرية للهجوم المباغت أو مراصد أعدت للاستطلاع على جغرافية جسد برمودي، انوجد لابتلاع نظرات حبيبها المتحلقة حولها كطاولة مستديرة،
شامة منتصف النهدين داكنة الملامح، بنية العينين تشعر بالتيه وهي تنتصف قبتين بيضاويتين تخزّنان الضوء الأبيض، فتشعر أنها مركز الشامات العالمي، ترفع رأسها وتطلق آذان الحب فتستجيب للصلاة على الفور، الشامة الوقورة التي على النهد الأيسر وكذلك الشامة التي تترأس كتيبة شامات صغيرة مبعثرة تستوطن إقليم الفخذين والورك المتحدين .
كل الشامات تتأهب لصلاة الحب على جسد- ميراجين -، فتطلق تأوهاتها مجتمعة وتميل بأعناقها المستديرة بشكل دائري تنظر في كل الجهات لحركات الجسد وهي تتقلب في نومها، ليبدأ تهامس الشامات عندها :
شامة منتصف النهدين-
تباً لتلك الستيانة الضيقة، كم ترهق أنفاسي، الأمور كالعادة ليست على ما يرام، مالم تطلقنا سيدة هذا الجسد نسرح ونمرح في مراعي الحواس، نمضغ معاً عشب عينيه ونشرب لعاب دهشته :
شامة النهد الأيسر-
سيان عندي إن ابتليت باستبداد حاملة الصدر أو ظهرت حاسرة منها، سيدة الجسد لا تبخل على دهني بكريم مرطب، هكذا تفعل مع صديقاتي الأخريات، رغم بقاءهن شامات صغيرات متوقفات عن النمو، إلّا أنهن يسعدن كثيراً بهذا التدليك :
حارسة شامات الفخذين تصرخ باستياء-
لماذا لا تنمن وتدعنني أنم، كم أنتن ثرثارات ومعتوهات،لا تنظرن لأبعد من إنفكن، ألم تسألن أنفسكن لمرة واحدة عن مكانكن من الإعراب في هذه الحياة :
شامة منتصف النهدين تتسَّمر بسخرية لصراخ حارسة الفخذين وتهمس في نفسها-
عادت الحارسة للصراخ كعادتها بعد تلك الليلة التي برزت مع كتيبتها خارج الرداء الأحمر، ترى كم بقيت من الوقت تستطلع الخارج، لا يهم، أنا المحاصرة في وادي النهدين، رغم محاولتي للتسلل لفوق إلّا انها باءت بالفشل، سقطت مراراً من على الحبل الذي مررته لي شامة النهد الأيسر، لابد من أن نتحرر كلنا من هذا الكسل الذي يداهمنا على الأقل نكسر طوق الحراسة وهذا التموضع ونتوزع مجدداً، صرخت بعمق المتعبات من السجن المستوطن قبواً سحيقاً
كل الأشياء متغيرة إلانا، نبقى في أماكننا وننتظر قبلات الحبيب الذي استوطن عرش قلب سيدة الجسد، عندها نغور نجوماً في فمه المنهمك بتقبيلنا، بالنسبة لنا ذلك أشبه بعيد القطاف :
تقاطع همسها شامة النهد الأيسر
نبض قلبها لم يجعلني أنام ليلة البارحة، اهتز سريري وكاد ينقلب علي عند النوم، لا أعرف متى سينتهي هذا الضجيج الليلي، لكن خلاياي تتجدد وشكلي البني بات يميل للاحمرار، وجهي في حالة خدر، عيناي في حالة إنسان ثمل شرب أقداحاً متتابعة من الخمر المعتق .
مابال شامات الفخذين تتظاهر على مرأى من حارس شامة الفخذين المتربعة على كرسيها الكبير
-شامة منتصف النهدين تجيب :
كل ذلك بسبب أن سيدة الجسد كشفت عن فخذيها بالأمس لحبيبها الذي تاق لعاب فمه للبروزعلى كامل جسدها، فاعتقدن أن بخروجهن متأنقات متألقات على الفخذين سيقرّب ميعادهم المشترك في ليلة لا تعوّض
-حارسة الفخذين تفتح كتاباً فتهم بقراءته، مضمون الكتاب وصايا تتعلق بطبيعة حكم الشامات وتنظيم جدول يخص حياتهم اليومية وتدريباتهم، قبل أن تنهض سيدة الجسد من النوم وتنفض الغبار عن جسدها باستحمام مريح بعد عمل متعب .
الشامات في هرج ومرج فقد أعدت سيدة الجسد لقلبها احتفالاً كبيراً، لم تعهدنه من قبل، الشامات ينجبن من غير معاشرة شامات إناث يتحرقن للعاب فم حبيب ميراجين، وكلما كثر حديث الحب فإن ذلك يرفع من درجة الإخصاب إلى أن عرفت حارسة النهد الأيسر أن السر في الإنجاب المستمر للشامات هو إفراز القبل .
عرفت المملكة عصراً جديداً برز بعد سبات طويل كاد يقضي على الشامات من شدة الملل وإثر قحط غزا صحاري الجسد الأبيض فحطت قوافل الماس الأبيض على طول تلك الخارطة الأنثوية لتعلن بروز حضارة الحب حيث عقدت الشامات حلقات من الرقص عندما اندمجت سيدة الجسد بحبيبها على سرير من ضوء وطرأ توسع رهيب للمملكة فتحولت إلى أمبراطورية ببروز ذلك الاتحاد .