من حقنا أن نعيش حياة خالية من العنف

2008-09-13
 دأب//api.maakom.link/uploads/maakom/originals/ad3efc16-42ee-4c43-bf70-4cb89d393775.jpeg الرجل عبر العصور على امتهان المرأة حتى جاء الأسلام وأعطى المرأة هوية مستقلة , خلال مراحل حياتها ( ابنة , أخت , فزوجة , فأما )

إلا أنه حتى في الاسلام فإن الرجل كثيرا ما اساء استخدام حق القوامة ليستعبد به شريكة حياته . ؟؟؟

وكثيرا ما أرغمها على فعل ما يريد هو مستخدما هذا الحديث أو تلك الأية في غير محلها .

وهنا سؤال يطرح نفسه . حول اشكالية القوة والضعف كمدخل لتفسير مفهوم العنف تجاه المرأة , من هو المذنب القاتل أم المقتول ؟ ويجيب أغلبية المجتمع على هذا السؤال بإجابة قد لا تخطر ببال أحد . بأن المذنب هو المقتول . وعندما نسأل لماذا ؟؟؟ تكون الاجابة (( لاشك أنه ارتكب ما يستحق عليه القتل )) ويبدأ الناس أو المجتمع بتوجيه اصابع الاتهام إلى المقتول , الضعيف وعادة ما يميل الضعفاء إلى اتهام الضعيف بفعل الناس وذلك لأنهم أكيد يخشون القوي الذي هو القاتل .

بالتعمق في هذه النقطة ومن هذا المنطلق والمبدا , نستطيع أن نفهم التركيبة السيكلوجية (المرأة و الرجل والعنف ) كما يطلق عليها علماء النفس والاجتماع . فالرجل قوي إجتماعيا والمرأة ضعيفة إجتماعيا . لذلك فالمراة متهمة مسبقا . ( المرأة تتهمها والرجل ,المجتمع حتي هي تتهم نفسها .

إذن العنف على المرأة يقع في المجتمع لإعتبارها ضعيفة وضعها المجتمع بتقاليده التي لا تستند على القيم الدينية العادلة ضمن الفئة المملوكة . بمعنى اصح أن الرجل منذ أن يولد وهو يتلقى القناعة بأن الأخت , والزوجة والأبنة هي ملكية خاصة , وهذه نقطة مهمة يجب أن نتوقف عندها . إذ أنها تفسر سلوكيات الرجل الذي يمنع زوجته من الذهاب إلى أهلها ؟ أو يحرمها من حضور الامتحان النهائي في الجامعة أو المدرسة . هذا السلوك يحدث في الوقت الذي يبذل المجتمع كل الجهود في سبيل تعليم المرأة وحين يفعل الرجل ذلك يدرك أن المرأة لا تستطيع أن تشكوه إلى أهلها فهي لا تملك الجرأة للأعلان عن هذا الظلم وتدرك أن الأهل لن ينصفوها بل سيعيدونها صاغرة إليه وهي مضطرة أن تبقى مقهورة حتى لا تتحقق الصورة التي اختزنتها

في عقلها من نماذج لزيجات فاشلة وأطفال مشردين , وأيضا الشك يعتبر نوع من أنواع العنف ضد المرأة . وهو منتشر كثير في عصرنا ويواصل الرجل تنفيسه عن وسواسه للمرأة المملوكة ولا يكتشف أهل المرأة أو الناس سوءه إلا بعد أن يزداد وسواسه وشكه في الاخرين باتهامهم بالقيام بما يضره , حينها يقتنعون أنه مريض ومع هذا لا يبرئون الزوجة فهم لا يعرفون معنى العدالة , وتظل الزوجة محاصرة بالتهمة وأيضا استيلاء الرجل على راتب الزوجة , أو الأبنة أو الأخت , يعتبر نوع من أنواع العنف ضد المرأة . ورأي, أن المرأة هي التي تقبل العنف المسلط عليها , وأن المرأة التي لا ترفض العنف الموجه تجاهها هي نتاج طفولة عنيفة ومعذبة في رأي . فالمرأة المضطهدة ليست سوى طفلة عانت العذاب والبعض من النساء إذاما تعذبت في طفولتها , فإنها في كبرها تبحث عن العذاب ورفض الرجل قدوم ابنة له بحجة أنه يريد ابن لكي يخلد اسمه واسم عائلته . يعتبر عنف من أنواع العنف التي تواجه الطفلة أو المرأة من أول يوم لها في الحياة لمجرد قدوم المولود أنثى وليس ذكر .

واتسائل من الذي أعطى الرجل اليد العليا في استخدام المرأة واستغلالها , أنه المجتمع، نعم المجتمع للأسف .

فالمجتمع بتقاليده وقيمه الذي جعل خيوط المرأة كلها بيد الرجل يحركها كيف يشاء . وكثيرا ما يقال أن المرأة الشرقية لم تنل حقوقها التي نالتها المرأة الغربية . والواقع أن الرجل الغربي أعطى للمرأة من الحقوق ما يرضى ليستخدمها كوسيلة إعلانية ناجحة وكعملة رخيصة , وهذا الأستغلال يعتبر أيضا عنف من أنواع العنف الموجه ضد المرأة . والمشكلة الكبرى هي أن المرأة عادة ما تماطل في طلب المساعدة أو تأكيد ذاتها أملا في أن ينصلح حال هذا الرجل . وفي مجتمعنا الشرقي المرأة تخاف من الفضائح وشماتة الناس كل هذه الأمور تجعل المرأة تصبر وتستمر في الصبر ولا تدري أن هذا العنف مدمرا لها ولأطفالها الذين تصبر لأجلهم .

الحل : يجب أكثار الجمعيات النسائية التي تهتم بشؤون المرأة واقتراح الحلول الملائمة لها إلى جانب إنشاء مراكز لحماية الزوجة التي تتعرض للعنف أو الضرب أو الطرد من المنزل في حالات التفكك الأسري . حيث تستضيف المرأة لفترة معينة , وتساعدها على تخطى المشكلة وتوفر لها الرعاية الاجتماعية والنفسية وتستثمر قدراتها في مشروعات صغيرة وأن القانون بمفرده لن يحمي المرأة . بل لابد من تغيير نظرة المجتمع لها .

والقرأن الكريم والدين الاسلامي عموما , يؤكد ان على المساواة بين الرجل والمرأة في التكاليف والثواب والعقاب أمام الله والناس . واحترام المرأة وأن المرأة لها مكانة خاصة ويجب توضيح هذه النقطة للناس . ويجب استغلال الأعلام وتسخيره من أجل رفع الظلم والعنف ضد المرأة . من قبل الرجل خاصة والمجتمع عامة . وفي النهاية . أكرر يجب أن نكثر من انتشار الجمعيات النسائية والمنظمات غير الحكومية , من مؤسسات في مساعدة النساء على مواجهة العنف الذي يقع عليهن من مؤسسات المجتمع مثل : استبعاد المرأة من مراكز السلطة . أو حرمانها من الترقي في مجال عملها لأسباب تتعلق بنوعها . حيث تشكل النساء نسبة بسيطة من الوظائف العليا. هذا إلى جانب نسبة البطالة بين النساء ويجب تحسين وتعديل صورة المرأة في وسائل الأعلام ووضع برامج خاصة بالأسرة ككل لدمج قضايا المرأة مع قضايا المجتمع . تنظيم برامج توعية . متنوعة في جميع وسائل الأعلام والجمعيات الأهليه للقضاء على كافة أشكال التميز ضد المرأة . ونشر ثقافة العمل التطوعي بين النساء وتشجيعهن على الانضمام للجمعيات الأهلية من خلال أجهزة الأعلام الأخرى .

معكم هو مشروع تطوعي مستقل ، بحاجة إلى مساعدتكم ودعمكم لاجل استمراره ، فبدعمه سنوياً بمبلغ 10 دولارات أو اكثر حسب الامكانية نضمن استمراره. فالقاعدة الأساسية لادامة عملنا التطوعي ولضمان استقلاليته سياسياً هي استقلاله مادياً. بدعمكم المالي تقدمون مساهمة مهمة بتقوية قاعدتنا واستمرارنا على رفض استلام أي أنواع من الدعم من أي نظام أو مؤسسة. يمكنكم التبرع مباشرة بواسطة الكريدت كارد او عبر الباي بال.

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
©2024 جميع حقوق الطبع محفوظة ©2024 Copyright, All Rights Reserved