....اليوم

افقت منزعجاً من كابوس رهيبٍ، زارني مسؤول كوردي رفيع المستوى مع نائبه في الحلم، قال لي : ارجع يا بدل نريد ان نبني الوطن ونحن بحاجة الى كفاءات الخارج وهو يبتسم لي مع نائبه، وفي الحلم صرخت من الفرح بان المسؤولين يعشقون الثقافة ولم يخيبوا ظننا وبانهم سيبنون الوطن وبحاجة الى ابناء جلدتهم في المهجر وانا معهم انه الوطن الوطن.. نداء الوطن، واخيرا تذكرنا الوطن ..!!

واذا بي افيق من جراء صرختي وانا اصيح وطن وطن وقد تصببت عرقا... 

اعددت فطوري، تناولته في الشرفة .. بعدها قرات الرسائل الواردة في صندوق بريدي واذا بوزارة الثقافة شوهت كتابي  اطفال الهند وبترت وشطبت قصائد الديوان حفاظاً على الامن القومي !!

تصفحت جريدة اليوم،  وقرأت عن احوال المهاجرين في النمسا.. كان مجرد حلم فالوطن صار حلما..!!

هنا تعلو الاصوات

لا للفاسدين ولا للتهميش ولا للاقصاء

نعم للعدالة 

وكم هو مؤلم ان تسرق بلاداً وشعباً باسم الدين

وتتسلق اكتاف الفقراء باسم القومية 

والطائفة والمذهب

اطلقوا اصواتكم عاليا لا لا لا

لم اعرف يوما ما!!

بأن الكلاب تتغرب 

وتحن لأوطانها،

مَن اخبركم بان الكلاب 

لا تحن لاوطانها!! 

لذكريات اماكن الميلاد.

من لا يحب بهلوان فهو لايعشق العمادية 

بهلوان جمال ( العمادية ــ ئاميديى ) في زمن الفوضى

ان زرت (العمادية \ئاميديى) ولم تلتق ب ( بهلوان ) زيارتك غير مقبولة وهذا يعني انت لم ترى المدينة ووجهها الرائع الانساني.. 

مثل ان تزور باريس من دون زيارة اللوفر وبرج ايفل وان تزور الهند من دون تاج محل والنمسا من دون زيارة بيت ( موزارت ) في سالزبورغ ...لان الانسان هو الحضارة ..خدرو ومقسود وبهلوان خير امثلة للارث الانساني ولمحبة الناس لهم .

مدينة العمادية واحدة من اجمل 28 مدينة صغيرة في العالم من دون بهلوان..!!

ولكن مع بهلوان تعد اجمل مدينة تاريخية عرفتها الانسانية .. بهلوان .. رجل بسيط واشهر شخصية شعبية ئاميدية حاليا في كوردستان .. يعشق الثقافة والفن والادب والهدوء والرومانسية والخير لكل البشر .. خلال زياراتي للمدن والبلدان التقي بالناس البسطاء وربما اتعلم منهم . بهلوان مع الطيبين و .. بهلوان .. اول الحاضرين في المناسبات والمواجع والاحتفالات والماسي ، اذن انه الاول في التلاحم الانساني، بهلوان .. من لا يحب بهلوان فهو لايعشق العمادية .. ببساطة انه من زمن الطيبة والانسانية ..

 

 

في الغرب وخلال الانتخابات البرلمانية تبحث الاحزاب عن شخصيات لها وزنها في المجتمع لتمثل الحزب وفي الشرق كل رئيس عشيرة وشيخ قبيلة له ممثله في البرلمان والاحزاب تتنافس على رؤوساء العشائر والشيوخ والمستقلين واصحاب الكفاءات محاربون ومهمشون ( والله خوش رايح يبنا الوطن ) .

في الغرب حين يولد الطفل يعمدونه بحب الوطن والانسانية والخير والسلام وفي شرقنا المهترئ يعمدونه بحب القائد الاوحد والحزب الواحد والطائفة الواحدة .

 

 

الشعراء المجانين هم من يحافظون على مواقفهم بجنونهم وخيالهم وانسانيتهم واما العقلاء فهم يمرحون في بلاط السلطان بزهو وفخر وهم ابطال اليوم ودكي دكي يا ربابة .

اطفال الهند علموني مالم يقدر عليه العالم

اطفال الهند رغم فقرهم الشديد فهم يعشقون الحياة بصورة جنونية ورغم مآسيهم فهم يتوقون لتحقيق احلامهم ورغم كل شئ فهم يغنون للحياة والانسان وهم لا يحقدون ولا يحسدون ورغم كل شئ فهم عشاق الطفولة وقد تعلمت من اطفال الهند ما لم اتعلمه من بعض رحلاتي

باريس 

البلاد التي انارت العالم بالثقافات والفنون فلن تقدر حفنة من الجبناء ان يطفئوا القها..!!

اليوم وامس 

كنا بحاجة الى الحرية وكنا نملك حرية الذات واليوم فقدنا حرية الذات وصار ناسنا اسرى لنزواتهم المريضة..

وابراجهم العاتية وشهاداتهم المزورة 

يطلقون حرب الاخوة من نوع قذر بمحاربة المبدعين والاقلام الشريفة ويرفعون شعار الوطن من اجل بطونهم العفنة.. 

ذمم تشترى وتباع وبلادا تحتضن المنافقين والانتهازيين وتودع محبيها وعشاقه.

المافيا العالمية والمافيا العراقية

خلال رحلتي الى جزيرة (صقلية)الايطالية وبعد جولة مع الاثار التاريخية وكتابة مشاهداتي عنها قادني الفضول بان اعرف شيئا عن المافيا وان كان خطرا على حياتي وانا في قلب المافيا(صقلية) .طرقت باب مقهى شعبي وشاركت رجلين طاعنين في السن جلستهما وبعد سلسلة احاديث شيقة عن العالم والجزيرة والعراق وكردستان اخبرتهم ان كان بالامكان ان يحدثانني عن المافيا فقالا لي بكل سرور بأن المافيا عندنا تساعد الفقراء والمساكين والمشردين وتلتقط اولاد الشوارع وتأمن لهم حياة حرة كريمة وتفتح الملاجئ للايتام ولكنها تأخذ من الطبقة البرجوازية والشركات الكبيرة ولكنها لاتنسى شعبها!!

اندهشت لاحاديثهم وقالا لي حدثنا عن مافيا بلادك واصابتني الحيرة عن ماذا احدثهم فبلادي تسبح في بحيرات المافيا فاجبتهم ما قلتهم انتم حول مافيا بلادكم عندنا بالعكس وبالضبط ففي بلادي يأخذون من الفقراء والمساكين ونصف شعبنا نازج والاخر مشرد في وطنه وحتى المساعدات الانسانية تستلمها شخصيات نافذة كي تشبع الطبقة البرجوازية وهكذا بدوري انا ايضا ادهشتهم و هزوا رؤوسهم بتعجب  وانا ايضا غادرتهم وهزيت راسي وتذكرت ياس خضر وهو يغني مرينا بيكم حمد واحنا بقطار الليل