من أشعار ليوبولد سنجور

2008-07-16

1- ليلة من ليالي السين (نشرت في الهلال)

أيتها المرأة

مسي بيديكِ الشافيتين الناصعتين جبيني

ثمة نخلات تتناغى في النسمات العالية الليلية

عن بعدٍ... مرضعة تترنم لوليد

لا يشغلنا الصوت المبهم في الريح

وليحملنا الصمت المتناغم، ولنسمع دمنا الداكن

ولنصغِ إلى أفريقيا

نبضات الأرض المحجوبة بضباب قراها المختفية

ثمة قمر يتحدر نحو سرير البحر الساكن

ونعاس يلوي أعناق الضحكات

ورواة يغلبهم طيف النوم كطفل تحمله أمه

تتثاقل قدما الراقص ولسان المنشِد

هذا وقت النجم الساهر

والليل الحالم يتراءى مكتئبا فوق روابي الغيم

ومرتديا جلباب حليب

تلمع أسطح أكواخ القرية،

ماذا تبغي الأكواخ البوح به للنجمات؟

في الداخل... ينطفئ الموقد وقد ائتلفت

رائحة عاطرة بروائح حريفة

فأضيئي بالزيت الصافي مصباحا كان الأسلاف

يحيطون به في ألفتهم والأطفال نيام

ولنسمع أصوات أهالي إلسا المنفيين

لم يكن الموت هوايتهم لكن الرمل

ابتلع الحب المبذور

في هذا الكوخ الداخن يجدر بي الإصغاء

للأرواح الطاهرة ورأسي في صدرك

ولأستنشق عبق روائح موتانا

ألتقط وأتلو وأردد صوتهم الحي

ولأتعلم أن أحيا قبل نزولي كالغواص

إلى أعماق النوم العليا

 

2- المرأة السوداء

يا امرأة ً عارية ً

يا امرأة ً سوداء

تـتغطين بثوبك وهو حياة

وبتكوينك وهو جمالْ

وأنا حيث درجت بظلكِ، ونعومة كفيكِ تغطي عينيّ

إذا بي أكتشفكِ يا أرضَ الوعد، بقلب الصيف ، ورائحة الظهر

ومن قمة جبلٍ متكلسةٍ أرقبكِ

جمالكِ يصعقني، برقا يصعق نسراً

يا امرأة عاريةً

يا امرأة غامضةً

يا فاكهة ناضجة، متماسكة التكوين، فتية

يا نشوة خمر قاتمة سوداء

ثغرك يغري بالشدو فمي

يا أرضا مترامية تحت الآفاق الصافيةِ وترتعد لهدهدة الريح الشرقية

يا طبلة غزو نحتت نحتاً

شدت كي تهدر تحت أصابع منتصر ٍ

صوتكِ حاد ومرنٌّ فهو غناء روحي من محبوبة

يا امرأة عارية

يا امرأة سوداء

يا زيتا لا تجرح صفحته الأنفاس

زيتا من خاصرة مصارع

أو أحضان أمير من مالي

وغزالا والقيدُ سماويٌّ

ولآلئ بسمتك نجوم تتناثر فوق ليالي بشرتكِ

وعذوباتُ مراح الروح

لمعات الذهب الأحمر، يتضوأ جلدكِ ، أما شعركِ

فعذابي يتألق في ظل الخصلات شموسا دانية في عينيكِ

أيا امرأة عارية

يا امرأة سوداء

إني لأغني حسنك وهو العابر لأثَـبته في الأبدية

كي لا يختصرك هذا القدر الغيران إلى ذرات رماد

أو يجعل منها طعما لجذور حياة.

 

 

معكم هو مشروع تطوعي مستقل ، بحاجة إلى مساعدتكم ودعمكم لاجل استمراره ، فبدعمه سنوياً بمبلغ 10 دولارات أو اكثر حسب الامكانية نضمن استمراره. فالقاعدة الأساسية لادامة عملنا التطوعي ولضمان استقلاليته سياسياً هي استقلاله مادياً. بدعمكم المالي تقدمون مساهمة مهمة بتقوية قاعدتنا واستمرارنا على رفض استلام أي أنواع من الدعم من أي نظام أو مؤسسة. يمكنكم التبرع مباشرة بواسطة الكريدت كارد او عبر الباي بال.

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
©2024 جميع حقوق الطبع محفوظة ©2024 Copyright, All Rights Reserved