بينما تصر دول عظمى على تعجل دمار البشرية، نجد أن كوريا الجنوبية تدعو العالم كله إلى هذا المنتدى أو الملتقى العالمي من أجل شئ واحد فقط هو التنمية البشرية، وهكذا يمكن لدول العالم أن تجلس معا وتتأمل كيف تنمي مستقبلها البشري وترفع من مستوى طاقاتها الإبداعية.
من آجل تنمية آلمستقبل آلبشري ورفع آلطآقة آلإبدآعية
عقد في العآصمة سيول المنتدى العالمي للتنمية البشرية، شارك فيه اكثر من الفين وخمسمائةشخص من مختلف التخصصات البشرية، إدارية، صنآعية، تعليمية، علمية، ثقافية، تكنولوجية ... وقد اعد لهذا المنتدى منذ فترة طويلة، وبذلت جهود كبيرة كي يخرج بشكله المنظم الرئع ...
حضورالشرق الأوسط والعرب والمسلمون
ولم يغب الشرق الأوسط والعرب والمسلمون عن هذا المنتدى العالمي، حيث وجدوا اهتماما من الحكومة الكورية الجنوبية على اعتبار أن تلك المنطقة تمدها بنسبة 82% مما تحتاجه من الطاقة، فدعت كلا من خبراء الاقتصاد والطاقة والصيرفة الإسلامية من أمثال: سمير عبدالمعطي، ومحمد عبدالستار، ومصطفى البحر، وغيرهم، ليتحدثوا عن مجال الطاقة والقوى العاملة، وتأهيل العمالة.
كما دعت عبدالحميد موسى محافظ بنك فيصل الإسلامي ليتحدث عن تجربة الصرافة الإسلامية، باعتبار أن كوريا تعد لافتتاح مصرف إسلامي بها.
وحددت جلسة خاصة بالعرب والشرق الأوسط وأفريقيا في هذا المنتدى العالمي أدارها كن وو بارك وتحدث فيها كل من: د. جابر عصفور (مصر)، والمنجي بوسنينة (تونس)، وأيوب محمد أحمد الكاظمي (الإمارات)، وعبده دياب العجيلي (العراق)، ومحمد يوسف عبدالله (السودان). فضلا عن مشاركة عرب آخرين في جلسات أخرى بالمنتدى مثل محمد رضا الطايفي (السفير المصري لدى كوريا الجنوبية).
وقد بدأ حفل الافتتاح بكلمة بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة الذي كان من قبل وزيرا للخارجية الكورية، كما قدمت رقصات شعبية وموسيقى كورية أمتعت الحاضرين.
وفي اليوم الثاني، بدأت الفعاليات العلمية للمنتدى، بكلمة متلفزة وجهها الرئيس الأميركي السابق بل كلينتون للمنتدى، حدد فيها، من وجهة نظره، الخطوات التي يمكن اتباعها للوصول إلى هذه التنمية البشرية وسط المخاطر التي تهدد العالم.
وكان المفكر الأميركي العالمي فرانسيس فوكوياما صاحب كتاب "نهاية التاريخ والإنسان الأخير"، وكتاب "مستقبلنا بعد البشري: عواقب ثورة التقنية الحيوية" وغيرها من الأبحاث، أحد أهم المتحدثين في الجلسة الأولى لهذا المنتدى.
واستهل فوكوياما حديثه بالتجربة الكورية، ثم تحدث عن الثقة والمؤسسات العصرية. وتناول طبيعة المؤسسات الاقتصادية الكبرى في العالم، وأوضح أنها كانت تدار في السابق بنظام أقرب إلى السخرة، وتحولت في وقتنا الحاضر إلى نظام أكثر موضوعية نظرا لوعي القوى البشرية في المؤسسات، كما أن ارتفاع المستوى العلمي لمعظم العاملين في هذه المؤسسات، وتعاملهم مع التقنية الحديثة، أسهم في تغيير طبيعة إدارة معظم المؤسسات الاقتصادية في الوقت الحالي.