مقالتان عن الراحل هادي العلوي

2012-05-28

الع//api.maakom.link/uploads/maakom/originals/41c3481b-f9bc-4388-9c11-aa257b37d234.jpeg لوي وفلسفة التاو الصينية : بين المطلق الصيني والآخر الإبراهيمي
لذكرى هادي العلوي في ذكرى رحيله الثالثة عشرة

 في الذكرى الثالثة عشرة لرحيل المفكر العراقي هادي العلوي نقدم هذه البسطة التحليلية في علاقته العميقة وقراءته للحكمة الصينية كما تذرونت في فلسفة التاو ..
المعنى الأصلي للتاو في اللغة الصينية هو الصراط أو الطريق. ومنه استمد الفيلسوف التاوي المؤسس لاوتسه مفهومه للمطلق الكوني بقرينة الطريق المؤدي إلى الاندماج في الكون أو الطريق إلى السلوك القويم. يمكننا أنْ نفهم - ولو بشيء من التحفظ والحذر- أنَّ التاو الصيني هو المقابل للمطلق الكوني في الديانات الإبراهيمية الثلاث اليهمسلامية أي "الله"، مع أخذ الفارق النوعي بين المطلقين الكونيين بالاعتبار والتأمل. فالتاو ليس هو تماما خالق الموجودات كما هو مطلق الديانات الثلاث، البارئ، الخالق، المنشئ والموجِد ... إلخ، بل هو القوة السارية في الموجودات. إنَّ التاو الصيني يختلف عن الهيلوي الأرسطي الإغريقي. فالهيولي هو المادة مع أن الأدق هو القول إنَّ الهيولي هو أصل المادة الذي تصدر عنه الأشياء. وفي علوم الحياة "البايولوجيا" هو السايتوبلازم الذي يملأ كيان الخلية وأصل الكلمة في اليونانية الخشب وفي العربية نقرأ: هَيُولٌ هو هَبَاءٌ مُنْبَثٌّ وهو ما تراه في البيت من ضوء الشمس يدخل من الكوة . وهي أزلية في تصورها بحسب الفلاسفة المشائين. فالهيولي لا تنفك عن الصورة، وهي ليست قوة فاعلة بل منفعلة تتقبل الصورة، والفاعل فيها هي الصورة. أما التاو فهو القوة السارية في الموجودات، ويحققه التاويون كبديل عن فكرة الخلق وهو ما يفسر عندهم مصدر الحركة في الوجود ولكن من داخل الوجود.
و للمطلق التاوي وشيجة تماثل أو تقارب مع لوغوس فيلون الفيلسوف اليهودي المعاصر ليسوع المسيح. واللوغوس هو العقل الأول أو القانون الكوني الكلي عند هيرقليطس. أما عند فيلون فهو روح إلهية كونية غير متشخصة - وبهذا تفترق عن الله المتشخص عند السماويين في الأديان الإبراهيمية - ويلاحظ العلوي أن التاو يمكن أنْ يشبه العقل الأول عند أفلوطين ، ويضيف ( لأن المؤسس - لا أستطيع الجزم إن كان العلوي يقصد لاوتسه أو تشوانغ تسه فكلاهما مؤسس إذا رصدناه من زاوية تاريخية معينة .ع ل - نصَّ على تسلسل (فيضي؟) يولد فيه التاو واحدا ، ومن الواحد يأتي اثنان، ومن الاثنين ثلاثة، ومن الثلاثة تأتي كل الأشياء/ مقدمة التاو ص17) إلى هنا والأمر واضح مضمونيا، ويمكن ان نفهم كيف ابتدأ تسلسل التاو، ولكنَّ ما يضيفه شيخي بعد المقتبس السالف، يشوش هذا الاستنتاج. فهو يقول ( لكنَّ التاوية تتحدث عن الصدور ، عن المبدأ دون أن تدخل في متاهات من نوع "الواحد لا يصدر إلا عن واحد". فكيف يستقيم الصدور بنفي الواحد يأتي من الواحد مع التسلسل الفيضي المولود من واحد ومنه تأتي اثنان .. الخ ؟ بصرف النظر عن هذا التفصيل غير الرئيس، على ما فيه من أهمية، وبالعودة إلى تأرخة التاو، نتعرف على ثلاث مراحل ملتبسة بعض الشيء من حيث التحقيب التأريخي للتاوية :
- المرحلة الأولى : بدأت مع الفيلسوف "ياو تشو" ما بين القرنين الخامس والثالث ق م .
- المرحلة الثانية ترجع إلى الوراء زمنيا أي إلى الفيلسوف لاوتسه مؤسس التاو الحقيقي، ولكنه عاش في القرن السادس ق م، أي قبل ياو تشو وهو معاصر لكونفشيوس. ونظرا للدور المهم والرئيس الذي قام به لاوتسه في التأسيس والتأصيل الفلسفي للتاو فإن أغلب المؤرخين يعتبرون مرحلته هي الأولى تأسيسيا، رغم تأخرها زمنيا.
- المرحلة الثالثة هي مرحلة الفيلسوف تشوانغ تسه. وهو الداعي إلى إهمال التمييز والفروق بين الأشياء، والتمسك بالمساواة بينهما من أجل تجاوز العالم الكائن إلى عالم آخر تتروحن فيه النفس البشرية.. و للتاوية مراحل أو أطوار فرعية أخرى منها مرحلة "كوو شيانغ" وطور انقسام التاوية إلى فلسفة ودين بعد أن تم تحوير أصول لاوتسه الفلسفية لتكون طقوسا مشوبة بالعقائد والأساطير.
لو قصرنا محاولتنا التحليلية على مقاربة المنحى المشاعي في التاوية كما رصده هادي العلوي - وسنفعل ذلك من خلال استقراء واستنطاق ما كتبه بلغة أكثر بساطة وأقل تركيبية - فسنلاحظ أنَّ الأمر لا يخلو من بعض الغموض، بل والصعوبة، ولكن ليس الاستحالة. فبغض النظر عن التحقيب السالف لمراحل التاوية وتفرعاتها، يمكننا الإقرار على ضوء شواهد كثيرة بأنَّ لاوتسه هو الفيلسوف الأول للتاوية وليس كونفشيوس الأكثر شهرة منه، مع أنَّ الأخير وجد قبل الأول بنصف قرن. والسبب هو أنَّ التأليف الفلسفي الناضج لم يبدأ إلا مع لاوتسه في الـ "تاوتي تشنغ". وقد استمد التاو أصوله الأولية من المرحلة التي يسميها المؤرخون " القبتاوية"، ثم يأتي دور كونفشيوس وكتابه "الأغاني" الذي يضم فلسفاته الأولى و تنظيراته الأخلاقية المستندة إلى تقاليد مجتمعه آنذاك. أما تنظيراته حول الدولة فهي من إبداعه الشخصي كما يؤكد العلوي. وهكذا، بدأت التاوية بمعالجات قضايا المجتمع السياسية والاقتصادية في عهد لاوتسه وكونفشيوس، ثم جاءت مرحلة التاويين الذين انشغلوا بقضايا الوجود والطبيعة "الفيزيقياء" كما في مدرسة "التاو شييه" والتي تسمى أحيانا بالكونفشيوسية الجديدة. عَبَّرَ كونفشيوس عن مرحلة تبلور الدولة، وهي دولة طبقية تحكم مجتمعا طبقيا. واختار أن ينضم هو شخصيا إليها للمشاركة في عملية التأسيس المدني في ميدان التعليم كما يعتقد العلوي وليس لأسباب انتهازية كما يمكن أن يقال ويُفهَم. أما لاوتسه فقد اتجه في نشاطه الفلسفي وغير الفلسفي إلى معارضة الدولة والحضارة معا، وقارب محاولة تأسيس فلسفة قريبة من الناس ومتأثرة بالوضع المشاعي في المجتمع الصيني السابق لمرحلة نضج المجتمع الطبقي. وفلسفة لاوتسه عميقة ومعقدة، تعتمد لغة الديالكتيك لدرجة يمكن اعتباره هو أبا الديالكتيك وليس هيغل الألماني أو هيراقليطس اليوناني الذي يعتبر السلف الأقدم لهيغل.
تبدأ التعقيدات والغموض مع التاو عند لاوتسه الذي هو الأقرب لمراد هادي العلوي المشاعي حين ننطلق من أن فلسفة لاوتسه تصرح بعدائها للدولة والمدينة والحضارة ولكن ليس لأسباب عدمية كما هي الحال في بعض الفلسفات الوجودية الغربية الحديثة، بل ضمن عدائها لما هو "غير بسيط". فما المقصود بالبسيط وغير البسيط والمركب و كيف فكَّ العلوي التناقض القائم ما بين عداء لاوتسه صريح للمَدَنية والحضارة يقربه من العدمية و صداقة لدرجة التبني للمشاعية والحرية و كيف جعل التاو رمزا للحكمة الصينية الواجبة إدراجها أو إدماجها في محاولته التنظيرية التركيبية؟
إن البسيط محموله "البساطة" في التاو.و هي بساطة الجوهر المحرك للأشياء والساري فيها ولكن ليس هو خالقها. يلاحظ العلوي أنَّ الفيلسوف المسلم الملا صدرا الشيرازي الذي كان قد دَرَسَهُ في بداياته البحثية في بغداد السبعينات، وأَلَّفَ عنه كتابه الأبكر "نظرية الشيرازي في الحركة الجوهرية" أقرب في فلسفته لبسيط التاو. فالبسيط عند الملا صدرا هو أصل الأشياء. كما أن الأمر ذاته تؤيده الفيزياء الحديثة من حيث الشكل والتقنيات الدالة - في الجزء الذي لا يتجزأ - على جهة التخصيص.
لكن ما الفرق بين تاو الطبيعة وتاو المجتمع؟ بساطة التاو في الطبيعة نجدها في بساطة العالم المادي الصرف " الفيزيقي"، وبساطة تاو المجتمع تستمد مادتها وتستند إلى الإنسان . إنها تجعل الإنسان مادتها وتعتبر بساطة الإنسان في حالة اللافعل.



العلوي بين فلسفة التاو الصينية والمتصوف النُفّري

لذكرى هادي العلوي في ذكرى رحيله الثالثة عشرة


علاء اللامي
إنَّ مبدأ اللافعل في فلسفة التاو لا يعني العدم الحدثي أو الفعلي بل شيئا آخر أقرب إلى سلب الفعل "السلب هنا وفي مواضع أخرى هو مقابل ونقيض الإيجاب". اللافعل هو الصفة المشتركة للتاو ومنتجاتها العشرة آلاف شيء في لغة الفلسفة الصينية ومعناها الكثرة الكاثرة من الشيء. أصلها في اللغة الصينية كما يقول العلوي في أحد هوامشه للتاو هو "وانغ" ومعناه عشرة آلاف. وهو أعلى رقم في اللغة الصينية ولذلك يستخدمه الصينيون للكتابة عن الكثرة أو العدد اللامتناهي . ومن تطبيقات ذلك قولهم في الهتاف : " وان سوي = يعيش " ومعناه الحرفي يعيش عشرة آلاف سنة ..هامش على ص 130 / التاو - لاوتسه .
ومنها الإنسان وهو بذلك سبب الأبدية ومنه تستمد الأشياء خلودها. وسلب الفعل يتسع عند التاويين يتسع ليشمل سلوبات "جمع سلب" أخرى . يقول التاو:
- باللارغبة يصل المرء إلى المحجوب. وبالرغبة يصل المرء إلى المشهود .
والمعنى هو أن الطريق لمعرفة الغيب هو انعدام الرغبة فيه والعكس صحيح.
- ويقول : اللا اسم هو بداية السماء والأرض .
والمعنى أن اللا اسم هو بداية الوجود كله، فالوجود يبدأ من السلب وينتهي إليه. ويزيد العلوي شارحا بأنَّ السلب هو جوهر الوجود وحقيقته.هل يمكن أن نفهم من ذلك أن التاو يعتبر العدم "اللااسم" هو بداية الوجود؟
- أما في الميدان الاجتماعي وفي حياة البشر، وهو الذي يخصنا هنا، فإنَّ سلب التاو يقترب حتى يتماهي مع جوهر "اللاتملك" من حيث أنَّ عليه يقوم مبدأ المشاعية، ولكن من باب التطابق حيث ( أن يتعرى الإنسان من الرغبة والثروة يصبح سلب الملكية وفاء - ولا أدري هل يعني شيخي كلمة وفاء أم أن ثمة خطأ مطبعيا فربما قصد "دواء" كما يشير السياق العام ع ل - دون الاضطراب والانتهاك . فعدم رؤية المرغوبات يمنع تشوش القلب كما يقول التاو وعدم جمع الكنوز يمنع السرقة / كتاب التاو ص37 ) ولما كان التاو عند لاوتسه هو السلب المطلق فهو لا ينفد ، ولا يستهلك، لأنَّ سرَّ العالم هو "الخلاء" ومقابله أي عكسه هو الملاء أو الامتلاء، وهو سرُّ بقائه ولا تناهيه. وصولا إلى تطبيق السلب على الفيلسوف أو الحكيم ذاته، وفيه يبلغ التاو أقصى تجلياته باندماج الحكيم وفلسفته تاوه في السلب المطلق كما يندمج المتصوف في السرِّ الإلهي ساعة الكشف. والحكيم، لذلك، هو بدوره سلب مطلق فهو فارغ كالتاو وتلخص إحدى آيات التاو هذه الذورة حين تقول ( تَخَلَّوا عن الحكمة. تخلصوا من الفطنة يسعد بكم الناس أكثر مئة مرة / م س ) وصولا إلى الفراغ العظيم : اللاشيء وهي ماهية التاو الأبدي المُعَرّى من الأسماء والصفات والأفعال. بكلمات أخرى فالحكيم حين يبلغ هذه المرحلة فإنه يكون التجسيد البشري للتاو ولابد هنا من أن يلغي ذاته كي تتحقق فيه ماهية السلب المطلق.
بالابتعاد قليلا عن ذروة السلب التاوية، وبالتمعن في بسيط التاو الذي انطلقنا منه، نجد أنَّ التاوي الحقيقي هو البسيط في كل شيء، والمتعارض مع كل ما هو مركب ومعقد وفيه غلو وإفراط. يدعو فيلسوف التاو الأشهر تشوانغ تسه إلى تحرير الناس من الخوف من القمع السياسي والأخلاقي، وتركهم على طبيعتهم، فمع (كثرة الأوامر والنواهي يكثر الاضطراب والتشوش ) كما يقول لاوتسه. لا يكتفي تشوانغ تسه بتقليص الدولة أو تبسيطها لمصلحة الإنسان بل يطالب بإلغائها والاستغناء عنها. يقول ( إذا لم يُدنس الناسُ جبلتهم - طبيعتهم - ولزموا جانب الـ..تي "الأخلاق"، فهل من حاجة إلى الحكومة ؟ ) ثمة شيء من وحدة الاستذهان البشري الآسيوي نجده هنا جامعا فلاسفة التاو بمفكري الخوارج والمعتزلة المسلمين الذين قالوا ( إذا اتفقَ الناسُ على التناصف - الأخذ بمبدأ الإنصاف والعدل بينهم ع ل- استغنوا عن الأمير) أي عن الدولة. ومن المفيد لنا أن نطلع على الصورة التي تخيلها فلاسفة التاو للعصر المشاعي الذهبي والحكم المثالي الذي أرادوه هدفا والذي يسميه العلوي مجتمع المساواة المشاعي. لنقرأ النص التالي للأمير التاوي "ليو آن" صاحب "التوهج العظيم" و تلميذ الفيلسوف لاوتسه حول استشرافه لمجتمع السلام والوفرة التاوي المستقبلي ولكننا نلحظ أنه يتلكم عنه بصيغة الماضي المنقضي في ما يشابه مما يسميه البلاغيون خروج الحال عن مقتضى الظاهر، إنه يتكلم عن الحلم البشرية الذهبي في مجتمع المساواة المشاعي في المستقبل ولكن بصيغة الماضي. يقول ليو آن:
( دخل القدماء في حكم التاو: الرغبة منضبطة والعاطفة مسيطَر عليها، فلم تسقط الروح في الغربة. استمدوا الراحة من سكون الخلق فلم يزعجهم تأثير المذنبات ولا ذيل بنات نعش ... خلال هذه الحقبة كان الناس في حالة من البساطة التامة ، يأكلون ويتنزهون، يمتعون بطونهم ويتمتعون، ينعمون معا في بركات السماء ويأكلون من ثمرات الأرض ، لا يتشاحنون ولا يتبادلون التهم ولا يتنازعون على الحق والباطل.. وفي أيديهم السلام والوفرة / مقدمة التاو ص38 ترجمة العلوي).
هذا النص التاوي يذكرنا بنص شبيه للقطب الصوفي الجنوب عراقي محمد بن عبد الجبار النُفَّري المنسوب إلى مدينة "نُفَّر" في جنوب العراق وهي ذاتها مدينة نيبور السومرية القديمة. لنلحظ أيضا أن محمد النفري يبدأ كلامه عن الحلم الذهبي بصيغة الماضي لينتقل بعدها فورا إلى صيغة الحاضر الوصفي مما يعطي الانطباع لسامعه بأنه على حافة قيام الثورة المشاعية الكبرى إن لم تكن ثورته قد انطلق قبل قليل..فهو يقول ( قد جاء وقتي، وآن لي أنّ أكشف عن سُبُحاتي، ويتصل نوري بالأفنية وما وراءها، وترى عدوي يحبني وترى أوليائي يحكمون "يقيمون دولة العدل" فأرفع لهم العروش ويرسلون النار فلا ترجع... وأعمر بيوتي الخراب وتتزين بالزينة الحق وترى قسطي "عدلي" كيف ينفي ما سواه وأجمع الناس على اليسر فلا يفترقون ولا يذِلون فأستخرج كنزي وتحقق ما أحققتك به من خبري وعدتي وقرب طلوعي فإني سوف أطلع وتجتمع حولي النجوم وأجمع بين الشمس والقمر وأدخل في كل بيت ويسلموا عليَّ وأسلم عليهم ... / الغلاف الثاني للمدارات)
ثمة مثال قوي جدا على وحدة الاستذهان البشري الآسيوي في ميدان الفلسفة أيضا فقد قال فيلسوف مسلم : ويحسب أنك جرم صغير وفيك انطوى العالم الأكبر . هذه الفكرة الفلسفية والتي تعني أن الكون كله ملخص في بدن الإنسان نجدها في الفلسفة الصينية فالتاويون يقولون : الجسد كون صغير .إنه صورة مصغرة للعالم!
وما دمنا في معرض الحديث عن الحكمة الصينية متذرونة بالتاو وعن علاقاتها بالتصوف القطباني لا يمكن إلا أن نتوقف مرة أخرى عند لاوتسه . فيلسوف التاو الأول، وهو أيضا عند هادي العلوي أول الأبدال في التاريخ.
عاش لاوتسه في القرن السادس ق م. عاصر ازدهار الفلسفة الصينية عهد ذاك، وأسس المدرسة التاوية وجمعت تعاليمه في كتاب "تاوتي تشنغ". وهناك اختلاف بين المؤرخين في مَن كتب هذا الكتاب هل هو لاوتسه نفسه أم تلاميذه كما فعل حواريو يسوع في الأناجيل بعد إعدام معلمهم من قبل الرومان. يعتبر العلوي هذا الكتاب ( المصدر الأم للتاوية الاجتماعية وبالتبعية للتصوف الاجتماعي في الإسلام ) وفيه دعا إلى :
- تبسيط الدولة للتذليل من جبروتها وصولا إلى إلغائها كما ورد في مواضع أخرى من النصوص التاوية مثلما مر بنا.
- إشاعة الأموال وتحريم اكتنازها لفئة قليلة من الأغنياء وأرباب الدولة.
- عارض الإسراف في التمدن على حساب جوهر الإنسان الذي يجب أن يبقى بسيطا و صافيا من إضافات المدنية عدا الضروري منها.
- عارض الحرب وعاداها ورفع شعار: حولوا السيوف إلى محاريث!
- عارض الدولة ودعا المثقفين إلى مقاطعتها وعدم التعامل معها وأعلن تحديه للإمبراطور حين خاطب مواطنه الصيني قائلا:
عند تتويج الإمبراطور
أو تنصيب الوزراء الثلاثة
لا تبعث هدية من اليشب
أو فصيلا من أربعة خيول
بل إلزم مكانك وأظهر التاو.
ويختم العلوي عرضه لمبادئ البديل المشاعي لاوتسه بالقول وهكذا ( جعل لاوتسه راية التاو ضد راية الدولة. والتاو هو المطلق الصيني الذي يتحد فيه التاوي كما يتحد الصوفي بالمطلق الإسلامي . الاتحاد البديل عن الاتحاد بالدولة. ص 113 وما بعدها. مدارات)

معكم هو مشروع تطوعي مستقل ، بحاجة إلى مساعدتكم ودعمكم لاجل استمراره ، فبدعمه سنوياً بمبلغ 10 دولارات أو اكثر حسب الامكانية نضمن استمراره. فالقاعدة الأساسية لادامة عملنا التطوعي ولضمان استقلاليته سياسياً هي استقلاله مادياً. بدعمكم المالي تقدمون مساهمة مهمة بتقوية قاعدتنا واستمرارنا على رفض استلام أي أنواع من الدعم من أي نظام أو مؤسسة. يمكنكم التبرع مباشرة بواسطة الكريدت كارد او عبر الباي بال.

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
©2025 جميع حقوق الطبع محفوظة ©2025 Copyright, All Rights Reserved