
في السنة الماضية ،من الكتب التي أنشددت ُ لها رواية أسمها ( صداقة ) تأليف ( توماس برنهارد ) روائي للأسف لم أقرأ له من قبل .. تأخذ الصداقة مذاقا متفردا في التعامل بين السارد وبين ( باول ) صديقه الثري، والاختلاف بينهما يتحدد بالمنظوريقول السارد ( هذا هو مايميز صديقي : إنه يرى فقط مايظهر على السطح /33) أما السارد يقول ( أنني أحتفظت ُ بملاحظاتي لنفسي حتى أحمي صديقي ) ؟! ترى يحميه ممن ؟ ربما عرف ان صديقه يعرف المشهد كاملا لكنه طيلة حياته ِ كان يمتنع عن رؤية المشهد كاملا !! والامتناع يقصد منه ، حماية ذاته ، وهنا أتساءل هل هي ضرورة حماية ؟ أم ضرورة حياة ؟ باول.. يكتفي بالظاهر من المشهد !! والسارد ايضا يمارس حماية ذاته هو، وذلك من خلال رؤية المشهد كاملا..كقارىء أكتشف في العلاقة بين السارد وصديقه عقد أجتماعي شفاهي، والعقد فعّله السارد وحده .. ربما سيقول أحدنا : أين النصيحة اذن ؟ ولماذا السارد يعتبر كل تصرفات صديقه مبررة ضمن منطق ( حماية الذات )؟! ولماذا لايعينه في توسيع هذا المنطق من خلال محاورتهما ؟! أليس الصديق، وأقصد تحديدا الصديق الحقيقي وليس الافتراضي نطفة الفيسبوك وتويتر ومشتقاتهما، اليس الصديق هو أناي الاحرص مني عليّ عندما تقتضي الضرورة؟!
*طريق الشعب / 22- تموز – 2014