أمسية للشاعرة عائشة الحطاب

2008-12-10

استضاف المعهد الدولي لتضامن النساء ضمن فعاليات برنامج الأربعاء الثقافي أمسية شعرية للشاعرة الأردنية عائشة الحطاب،تلاها حفل توقيع لديوانها الأول الصادر عن بيت الشعر الفلسطيني " أصابع تبتكر النار". وقد قدّم الشاعرة في أمسيتها الأديبة د. سناء الشعلان التي قالت في معرض الأمسية:"هذا المساء تتسع عباءة الليل لتكون شفيفة كأشعار ضيفتنا التي لا تتقن من لغة الكلام إلاّ الجميل،ولا تعرف من الهديل إلاّ الشّدو،ولا تحترف من الألم إلاّ رسمه بحروف الفرح... تحبّ الأحزان هي؛لأنّها تصنع منها ترانيم الفرح،تحبّ الأفراح هي؛لأنّها تهديها لكلّ البشر في كلماتها...تتقن الحياة بوجه مشروع؛لأنّها تتقن الشّعر،وتحترفه،وترعاه وتكافحه،وتشتهيه وتلعنه في آن...
تدرك أنّ من يملك موهبتها يملك الحياة،ولذلك هي قادرة على بعث الحياة فيها وفينا وفي الكلمات ؛ أليست هي من سلسلة برومثيوس الذي سرق النّار والحكمة وأهداهما للبشرية التعساء؟! أخال أنّها سليلته،وذلك حق لها أن تملك أصابع تبتكر النّار الذي تضعها في شعرها، أو تضع الشعر فيها...أيّاً كان الحال،فهي قادرة على أن تشعل في دواخلنا حرائق اسمها جمال الكلمة...
لن أطيل عليكم بوصف دفء الشمس،وهي ستحتويكم بعد قليل... ومعها سيطيب اللقاء... ولكن يكفي أن أقول في إطلالة خاطفة متلصّصة على حياة ضيفتنا الشاعرة عائشة الحطاب إنّها شاعرة وكاتبة، من مواليد الأردن،تعمل نائب رئيس تحرير وكالة أنباء الرابطة (وار)
وأمين مساعد الرابطة العربية للثقافة والأدب. متخصصة في التجارة، لكنها منحازة إلى الأدب،تعمل في القطاع الخاص،،نشرت وتنشر العديد من نصوصها الشعرية وغير الشعرية في عدةصحف ومجلات محلية وعربية ومواقع إلكترونية.صدرت لها مؤخرًا مجموعتها الشعرية الأولى بعنوان "أصابع تبتكر النار".

وقال الشاعر الفلسطيني محمد حلمي الريشة رئيس بيت الشعر الفلسطيني في ورقة نقدية حول ديوان الحطاب:" عَائِشَة الْحَطَّاب؛ صَوْتٌ شِعْرِيٌّ آنِيُّ المُسْتَقْبَلِ، يَخْطِفُكَ شَدًّا مِنْ حَوَاسِّكَ بِحَنَانٍ أُنْثَوِيٍّ بَلِيغِ النَّحْتِ فِي فَضَاءِ الْقَصِيدَةِ، مُنْذُ مَا قَبْلَ الْجُمْلَةِ الشِّعْرِيَّةِ الْأُولَى فِي "خَارِجِ المَتْنِ"، وَ"قَبْلَ الْجَحِيمِ"، وَآنَاءَ الْقَصِيدَةِ، وَإِلَى مَا بَعْدَ مُحَاوَلَةِ الْخُرُوجِ مِنْ بَابٍ كُنْتَ ظَنَنْتَ، أَيُّهَا الْقَارِئُ، أَنَّكَ وَلِجْتَ مِنْهُ، لِأَنَّكَ سَتَجِدُ الذَّاتَ الْقَارِئَةَ فِيكَ فِي حَدِيقَةِ عَاطِفَةٍ لُغَوِيَّةٍ (نَفْتَقِدُهَا فِي كَثِيرٍ مِنَ الشِّعْرِ) فِي فَضَاءٍ شِعْرِيٍّ مُتَضَمِّخٍ بِالانْدِهَاشِ الْحَادِّ، حَدَّ الصَّدْمَةِ، وَالذُّهُولِ، فَلَذَّةِ الْغَيْبُوبَةِ، لِأَنَّ عَمَلَ المُخَيَّلَةِ فِيكَ لَا يُمْكِنُهُ إِدْرَاكَ التَّوَقُّفِ، بِلْ يَصِيرُ فِيكَ كَكُرَةِ الْقَصِيدَةِ حَطَّهَا الشِّعْرُ مِنْ عَلٍ.
كما أشاد الشاعر الناقد محمد سمحان بتجربة عائشة الحطاب،وقال في ورقة نقدية عنها إنّها تعدّ واحدة في سلسلة للشعراء المجددين في شعر الحداثة ومابعد الحداثة الذين يعانون من أزمة ومعاناة شرعية قصيدة النثر،في مشهد ثقافي ليس مستعداً بعد كما يجب لهذه الموجات الحداثية،مشيراً إلى القدرة الاستثنائية عند الحطاب لبناء علاقات غير طبيعية واستثنائية وصادمة بين المفردات.
في حين أشاد السيد غبرائيل أبو مينا بتجربة الحطاب الشعرية مشيراً إلى خصوبتها واستثنائيتها.
وقد قرأت عائشة الحطاب في الأمسية من ديوانها القصائد النثرية: ثورة،ودع النقاط على دمي،وغموض اجتاح نفسي". تلا هذه القراءة حفل توقيع الديوان.

أحمد الدمناتي(شاعر وناقد من المغرب)
demnati@yahoo.fr

 

معكم هو مشروع تطوعي مستقل ، بحاجة إلى مساعدتكم ودعمكم لاجل استمراره ، فبدعمه سنوياً بمبلغ 10 دولارات أو اكثر حسب الامكانية نضمن استمراره. فالقاعدة الأساسية لادامة عملنا التطوعي ولضمان استقلاليته سياسياً هي استقلاله مادياً. بدعمكم المالي تقدمون مساهمة مهمة بتقوية قاعدتنا واستمرارنا على رفض استلام أي أنواع من الدعم من أي نظام أو مؤسسة. يمكنكم التبرع مباشرة بواسطة الكريدت كارد او عبر الباي بال.

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
©2024 جميع حقوق الطبع محفوظة ©2024 Copyright, All Rights Reserved