امسية ثقافية لكسر جليد الغربة

2014-03-04

 صفوة من المفكرين والأدباء والشعراء والتربويون؛ اجتمعوا  في بيت القنصل العراقي جاسم نعمة مصاول الذي تحول في بادرة غير مسبوقة الى صالوناً ثقافياً لتناول مواضيع أدبية وثقافية وتربوية واجتماعية تثري فكر المغترب وثقافته, سيما وأن الأوضاع التي نعيشها تَحول دون الانفتاح والتواصل بين الناس، مما قد يؤدي الى خنق الانسان وقتل مواهبه وطاقاته وتجميد فكره، انها تجربة ثقافية رائدة تنم عن اصالة وايمان بأن المعرفة والثقافة هما رسول سلام بين الشعوب، تجربة ترفل بحلة نسجت من صفاء السرائر المؤمنة بخدمة الثقافة العربية والعمل على رقيها، وبالتالي فانها تساهم فى إحداث حالة من الحراك الثقافى، يساعد في كسر جليد الغربة .

//api.maakom.link/uploads/maakom/originals/c0c9079b-3552-4160-af82-aa3b89f97652.jpeg 

بدات الأمسية بمقدمة اعدها الأستاذ جاسم نعمة قال فيها :

نحن فخورون بحضوركم ومتابعتكم للثقافة التي هي الغذاء الروحي لنا جميعاً، هي تنشيط لذاكرتنا، بل لحياتنا، الى عوالم اخرى غير العالم الذي نعيشه، عوالم مليئة بالتأمل والأنفراد مع الذات الإنسانية النقية ...

اليوم نحلق، ولكن ليس بعيداً، على بساط الف ليلة وليلة من بغداد الدلال الى بيروت الجمال ... نسافر من ارض حضارة وادي الرافدين الى ارض حضارة الفينيقيين ... انها عروس البحر المتوسك، انها البحر والنهر والثلج والربيع، لها سحرٌ وجمالٌ يأخذ الألباب، انها مهدٌ للحضارة، ومنبعٌ للثقافة، كلُ شئٍ فيها جميل، الأرضُ والشجرُوالزهرُ والبشرُ وحتى الحجر، ان لطعامها نكهة تختلف عن اية نكهة ... انها لبنان التي يقال عنها ان تُراب الجنّة فيه من ارضها، زانَّ عَرشَ الله مصنوعٌ من خشب الأرز الذي فيها ... وفي لبنان تجد رؤى ما وراء الطبيعة وأحلام وقصائد معتقة برحيق الحب والسحر والعذوبة والرقة، حتى باتت القصائد فراشات وبلورات وطيوراً واشجاراً وعطوراً كأنها جاءت مع آدم عليه السلام من الفردوس الى ارض لبنان ...

ومن لبان نحتفي اليوم بالأديبة والشاعرة الدكتورة رُلى الجردي ابي صعب، رُلى حفيدة بل وريثة جبران خليل جبران واليا بو ماضي وميخائيل نعيمة وامين اليحاني والشاعر القروي ( رشيد سليم الخوري ) وسعيد غقل وخليل حاوي وناصيف اليازجي ويوسف الخال ... هي لبنانية المولد، كتبت الشعر مبكراً ونشرته في مجلة مدرستها في بلدة الشويفات وفي مجلات محلية، حازت على المرتبة الثانية في امتحانات البكالوريوس للفلسفة في لبنان، درست علم الأجتماع في الجامعة الأمريكية ببيروت وانهت دراسة الماجستير والدكتوراه في التاريخ الإسلامي والأدب العربي المعاصر في جامعة يال بأمريكا سنة 1998 ودَرَّست اللغة العربية ايضاً .

//api.maakom.link/uploads/maakom/originals/466a3d7f-50ed-467a-9d60-351511791db2.jpeg  

ساهمت بإنشاء الرابطة العربية في جامعة يال وترأستها، عُنيت الرابطة بشؤون ثقافية وسياسية خاصةً دعم القضية الفلسطينية .نشرت مقالات حول " المتشائل" لإميل حبيبي، وترجمت قصائد لخليل حاوي ومحمود درويش الى اللغة الإنكليزية، صدرت لها رواية بعنوان " الكثافة " قصة حرب لبنانية سنة 2007 .

بعد الإنتهاء من نشر كتابها حول السلطة والدين في إيران الصفوية ومقالات اخرى، رجعت الى القصائد ونُشر لها أربعةٌ منها في الصفحة الثقافية قي السفير في الحوار المتمدن، وسوف تصدر قريباً مجموعتها الشعرية الأُولى .

 يأخذنا العالم الشعري للشاعرة رُلى ابي صعب الى عوالم اخرى غير عالمنا الحالي، تسافر بنا في عالم الكلمات والقصائد، تنبع كلماتها من ضمير الشعر الذي يعبر عن حالة الإنسان الوجدانية، تقترب من القلب لتصبح غلافاً له، وتؤكد ان الحب بين المرأة والرجل هو أزلي، احدهما يسقي الآخر من رحيق الحب، ألم تقل في احدى قصائدها :

                                    بدونك ايها الرجلُ الجميلُ

                                  سيتساقط الّليلُ عليَّ دُفعةٌ واحدة

ولا تنسى طبعاً الأم، تلك المرأة التي نقف لها إجلالاً، وهي أوكسجين الحياة بالنسبة لنا، لذا نظل نبحث عن حديث لها، كما تقول الشاعرة :

                               ابحث في صباحات بيتنا

                                 عن حديثٍ لكِ

                              أُقلبُ صوتَكِ المعقود فُلَّتينِ

                               على خاصرة الشُّرفةِ 

 هي دائمة البحث بين بغداد وبيروت وبقية عالمنا العربين ترحل في التاريخ لترى زرياب يعدُ الأوتار، وترجع الى مظفر النواب الذي يحمل حسينهُ معه من المولد .

بعد المقدمة جاء دور الشاعرة الدكتورة رُلى لتمتع الحاضرين وتحلق بهم عبر عالمها  الشعري بألوانه المختلفة ولغته المتزنة

 وعاطفته القوية ...

                                                          غلاف القلب

 

حملت شهيدها الصغير

الى قمم الأرض ودخلته

على قاب قوسين أو أكثر

شاهدت النار الأبدية

كرابعة حين رمت على نفسها الصوف

 وصارت رجلاً أطول من الرجال

 

العنكبوت العسلي يُقفل هواءَ المغارة

     يتحدث النبي بكتابٍ

فتمتنع شجرة اللوتس عن الكلام الجميل

النبيّ يقول للنبيّ : امح طريق القبلة

    وخذ المواقيت كي أصلي

  وانقل مكان الكعبة الى مكانها 

   ضعها امام المرآة المبتسمة 

     وعلى يديها شهيدها

 

    الى سماء الطين خرجت

     كورت وحيدها كالعجينة المختمرة

     ورمته محرمة 

فطار حول شعرها وغنى

 لم يكن رجلاً ولا بنتاً

   كان شهيداً

    فأعطته الحروف

   واخذت كل السماوات

 بعثرت شعرها في الطين

 فقال : هذه رمانة لي ولك

    فتركته يذهب

 

    اقفل صندوق الوقت 

    وترك الشهيد لينام

      فألبسته امه

     احمرار الشفق

  ودمعة فضّت سر الخلافة

  فخرج بدمه هازجاً وحيد

 كالتوّاب الأخير في عين الوردة

 

 وجهها لانكسار هلال يستفيق

   بينها وبينه غلاف القلب

  تحييه من زرقة المتوسط

    وتموت

   وجهها كلمتُهُ الجميلة

   وكلمتُهُ كوكب، ضفيرة

   بين اصابعه الصغيرة 

 

 وقصائد اخرى :

سلفي الفصحى 

اصفهان

خطيب مصر

مراتب الحب

لمالك الحزين

رثاء لها في مقام المجاز

ايقاعك في صدر رادود

الناصري

//api.maakom.link/uploads/maakom/originals/6c1d4351-353b-49bb-9745-f3054978ec80.jpeg

السلاحف تضحك

هلاك

مدار العصر

جرت مداخلات من الحاضرين . وقدم الاستاذ مصاول لوحة تقديرية للدكتورة ابي صعب تقديرا لمشاركتها. وتم تقديم الطعام والحلوى 

وختامها كانت فقرة موسيقية للاستاذ عصام حداد، فقدم عدداً  من المعزوفات الموسيقية العراقية ..

//api.maakom.link/uploads/maakom/originals/96e5bf01-84d3-4636-9690-ac93c375d7b0.jpeg



 

 

 

 

 

معكم هو مشروع تطوعي مستقل ، بحاجة إلى مساعدتكم ودعمكم لاجل استمراره ، فبدعمه سنوياً بمبلغ 10 دولارات أو اكثر حسب الامكانية نضمن استمراره. فالقاعدة الأساسية لادامة عملنا التطوعي ولضمان استقلاليته سياسياً هي استقلاله مادياً. بدعمكم المالي تقدمون مساهمة مهمة بتقوية قاعدتنا واستمرارنا على رفض استلام أي أنواع من الدعم من أي نظام أو مؤسسة. يمكنكم التبرع مباشرة بواسطة الكريدت كارد او عبر الباي بال.

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
©2024 جميع حقوق الطبع محفوظة ©2024 Copyright, All Rights Reserved