مثل ظباء المروج

2017-08-25
كان علينا أن نحزم أرواحنا
قبل أن نخلع عيوننا
وأن لايشيخ جدارنا
على مقربة من ولادتنا
بعيداً عن موج الموانئ
حيث نلملم صدأ الرحيل
حد القارب
وحيث ينكمش الدفء
حد الغياب
ربما كان علينا
أن نموت كل غياب
بسبعة دروب
كي تتدحرج الخطى
على خد السنبلة المائلة

رغم أني لم أكن يوماً
زاهداً مثل جميع الأولياء
في كل ليلة أحلم
إني أوزع حبّات العنب
على ملائكة الله
أقطف الكستناء لهم
من حوائط الضوء
مثل طائر الفضة
أقشّر الجنة للصغار
مثل اليتامى هم
يمسكون بذيل الغيمة
أرواحهم فقدت جبهتها
والرائحة تنتظر على الجدران
شاحبة وباردة

مثل ظباء المروج
تتفيأ شراع الصَّحو
يبحث الصغار في سفر الفراشة
عن رؤيا التراب
وحده ريحان طفولتهم
كالدروب بلا سراج
تشخص عيونهم ناحية السماء
وحين تنمو رائحة المطر
يغلق الغيم نوافذه
يجرون بعيداً
بعيداً كثيراً 
لكنهم لايغادرون
حسن العاصي
كاتب وصحفي فلسطيني مقيم في الدانمرك
 

 

معكم هو مشروع تطوعي مستقل ، بحاجة إلى مساعدتكم ودعمكم لاجل استمراره ، فبدعمه سنوياً بمبلغ 10 دولارات أو اكثر حسب الامكانية نضمن استمراره. فالقاعدة الأساسية لادامة عملنا التطوعي ولضمان استقلاليته سياسياً هي استقلاله مادياً. بدعمكم المالي تقدمون مساهمة مهمة بتقوية قاعدتنا واستمرارنا على رفض استلام أي أنواع من الدعم من أي نظام أو مؤسسة. يمكنكم التبرع مباشرة بواسطة الكريدت كارد او عبر الباي بال.

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
©2024 جميع حقوق الطبع محفوظة ©2024 Copyright, All Rights Reserved