عن مؤسسة شمس للنشر والإعلام بالقاهرة، صدر للشاعر السوري "راماس" ديوانه الرابع، والذي حمل عنوان "مطارات.. انتظارات مؤسفة".
يقع الديوان في 148 من القطع المتوسط، ويضم 41 نصًا شعريًا مقسمة إلى ستة أقسام، هي: لـقـاء - مطارات - انتظارات مؤسفة - كـاذبـة - تهامى و الشقي - طـريـدة.
في "مطارات.. انتظارات مؤسفة" تتقارب المسافة ما بين الشعر والشاعر، حيث تبرز بوضوح خصوصية التجربة في قصائد الديوان التي تنوعت ما بين الرومانسي والوطني في لغة شعرية تتسم بالبساطة والرزانة، وتنساب حروفها بهدوء وسلاسة، دون تكلف أو تعقيد، في تناغم يربط بين شكل القصيدة ومضمونها
يحفل الديوان بصور الحنين إلى الوطن والطفولة والأهل، في تنويعات على هوامش الغربة والمنفى، كما أن للمرأة حضورها اللافت بين سطور الديوان.
ومثلما تنوعت قصائد الديوان بتنوع تجارب الشاعر؛ اتسمت أيضًا بالتنوع في أسلوبها الشعري وبعدها المعنوي من الرومانسية الحالمة إلى التجريدية المعبرة، ومن التجربة الذاتية إلى التعبير عن الهم الإنساني العام.
من قصائد الديوان : رؤية في الظلام، شاعرة، ابتسمي للصباح القادم، حُبٌّ كنعاني، هروبٌ في النهار، ذهابٌ مبكرٌ مع الحب، تباين، ولادةٌ حزبية، زيارة أخيرة مع عدوان، قُصاصة من كتاب رجل مجهول.
على الغلاف الخلفي نقرأ:
( يا حبيبتي...
إنّ كلَّ المطاراتِ جبانةٌ
وكلَّ الطياراتِ سحيقةٌ
والأرضُ مازالت تدورُ،
ونحن مذْ ولدنا نلاحقُ المطاراتِ
ونركضُ خلفَ الطائراتِ
فاخبريني متى نلتقي ؟
وعلميني كيف نطيرُ ؟ ).
• • • • •
راماس
eng-rami@hotmail.com
• شاعر وكاتب سوري من مواليد منطقة صافيتا.
• نُشرت قصائده في العديد من المواقع والمنتديات على شبكة الإنترنت.
• صدر له :
- مات ما فينا : ديوان شعر ، سوريا 1998 .
- بوح الياسمين : ديوان شعر ، سوريا 2001 .
- شيءٌ لعينيكِ وشيءٌ للوطن : ديوان شعر ، سوريا 2003.
- مطارات .. انتظارات مؤسفة : ديوان شعر ، شمس للنشر والإعلام ، القاهرة 2009.
- البريد الإلكتروني : eng-rami@hotmail.com
• • • • •
هـروبٌ في النهار
من ديوان "مطارات .. انتظارات مؤسفة"
ها قد أتوا
من كلِّ حدبٍ وصوبْ
ولسنا نملكُ سوى الفرارْ،
فانخرطْ في كبدي
أو تعرّى للنهارْ،
ربَّ يومٍ لم نره
بيد أنّه قاتِلُنا لا محالة،
أحبكَ متمنطقًا
فغَنّي مليّا
للشوارع البحرية
والأطفالِ الشاردة
لا تكترثْ لأصحاب القرارْ،
أحبكَ متفلسفًا
فداعب أصابعَكَ
بأفكارٍ من زمانِ يديكَ.
.......
.....
...
يومَ كان الحزبُ الحاكمُ
يدِبُّ فينا الخوفَ
من أعضائِنا البشرية
وكنّا نضاجع السلطانَ بالتصفيق،
لعنَ اللهُ زمانًا لن يعود
لكنَّه يُبكينا،
أتَذْكُرْ ؟
نَقَمَ الزمانُ على طفلِنا
فارداهُ حزينا
بيد أنّ صدري
ما زال يدرّ حليبًا عذبًا.!
.......
.....
...
أغدًا نولَدُ ثانيةً
من رَحَمِ الانتظارْ !
بالَ الزمانُ علينا
وفاتنا القطارْ،
ولن أُنجِبَ لكَ طفلاً
خياليَّ الملامح
رغم أنّا أضحينا
فريسةً لليأس؛
لكنّها نِعمةٌ سوداءُ
ليالي الانتظارْ.
