تحدثت في مقالات سابقة عن مليارات الدولارات التي تنفقها دول الخليج على فنون الحداثة العبثيّة ... فهنيئاً لريتشارد سيرا، و كريستو جافاتشيف ... وحشد من أمثالهم: عرب، ومسلمون، وغيرهم ... ممّن يغدق حكام مستعمرات الخليج على القُبحِ والضرَر الذي ينتجون. فمن لايُنهب ببيع الأسلحة، فانه يُسرق من خلال منتجات عبثيّة، منها نُصُب حديديّة ... ولا ضير، فكلاهما يُصنع من الحديد الذي يتحوّل الى خُردة صَدِئَة ...
وكان الله في عون سعد الجادر، إذْ يرفضُ مختلف حكام العرب والمسلمين والمسؤولون عن قطّاعات الثقافة والفنون والتراث في عالم يتّسع من بلاد المغرب الى شرق آسيا، ويضمّ 57 بلداً في منظمة التعاون الاسلامي؛ والعديد من هيآتها ومجالسها ... العربية ... والاسلامية ... الاهتمام بهذه المجموعة، المدعومة بمكتبة ومعلومات ومعارف في فنون الصياغة الاسلامية تصلح لتكون قاعدة لتسيير متحف ومعهد متخصّص في فنون الصياغة ...
حيث أتّصِلُ، ومنذ عقود بالعشرات ممّن يعنيهم الأمر، للاهتمام بالتراث الصياغي لشعوب وبلدان يحكمونها، وهم المسؤولون تاريخياً وإسلامياً عن ثقافتِها وفنونِها. والمفروض انّ مِنْ واجبهم الحفاظ على ما تبقّى من تراث المسلمين الذي تستهدفه الصهيونية العالمية بالنهب والحرق والتدمير ...
فهذه المجموعة الفريدة ليس فيها مصوغة واحدة من صُنْعِي.
www.al-jadir-collect.org.uk







علماً بأنها تتكوّن من أكثر من طَنَّيْن من الفضة، وعشرات الكيلوغرامات من الأحجار الكريمة، والثمينة، والذهب، واللؤلؤ، والمرجان، والعنبر، والعاج، وقرن الكركدن ... تُشَكِّل مايزيد على أحد عشر ألف تحفة من التراث الصياغي العربي والاسلامي، الذي يبلغ ثمن مادّتها الخام فقط عدّة ملايين من الدولارات.
وقد جمعتُها عبر عشرات السنين، ودرستُ، وعرضتُ، ونشرتُ عن بعضها، وأحرسُها بالحب والزمن والحياة، وبالتخزين والتأمين. وهي من أنفع وأجمل فنون المسلمين. وبأمسّ الحاجة لتوثيقها؛ كما انّها معروضة لاقامة متحف لها، أو جناح في متحف قائم.
واذا كانت ميزانيات دول الخليج مفتوحة على تمويل الفن الجيد، والعبثي، على حد سواء، فقد كَتَبَتْ:
Catherine Milner, The Kingdom to spend $1.7 bn on building 230 museums, The Art Newspaper, Special Report, Nu.257, May 2014
وبينما ذَكَرَتْ المصادر الاعلاميّة ثمن تمويل عبث وقُبح وضَرَر نَصْب " المصطبة " في رمال الربع الخالي، وهو 340 مليون دولار؛ فلم أجدُ في المقابل مصدراً عن مقدار ثمن تمويل عبث وقُبح وضَرر منحوتة " شرق – غرب / غرب – شرق " في رمال صحراء قطر؛ فإنّ ثمن الحفاظ على " مجموعة سعد الجادر لفنون الصياغة الاسلامية "، الجاهزة، ماهو حتى عشر معشار تمويل فنون الحداثة العبثيّة.
عجبي ... ثمّ عجبي! ... لكن: " إذا عُرف السبب ... بطل العجب "!.
أقتطفُ من مقالٍ سبقَ أنْ نشرتهُ على صفحات: "معكم " الالكترونية الغرّاء، بعنوان: " أهداف فرض فنون الحداثة العبثية على مجتمعات العرب والمسلمين "، ( القسم السادس ):
" ... والقائمة طويلة... أجيال من الأموات والأحياء... أفراد من مختلف المشارب والإختصاصات والمناصب، أسر وزيجات، تنظيمات متنوعة، منها على سبيل المثال بعيدا عن الحصر: مجموعات " الاستهداف والتفرقة والاستفزاز"، وفصائل " فتيات الإغراء والإيقاع "، وفِرَق " نساء السيطرة "، وأفراد عمليات " اقتناص صداقة المستَهْدَف "، وطوابير " استنفاذ طاقات المُسْتَهَدفِيْن وتشويه سمعتهم "، و " الأقارب العقارب "، و " الأصدقاء الأعداء "، و " الأصحاب الكائدين "، و " دوائر صناعة الأكاذيب وتأجيج الفتن "، وفِرَق " افتعال الأحداث والنزاعات "، وبلطجية " التنكيل والبطش والتصفية "... وتعمل هذه الفصائل وغيرها، مما يشير اليه الأستاذ طارق المهدوي: " ...لإنهاك وتشتيت واستنزاف المُسْتَهْدَف وإهدار وقته وطاقته وتحطيم روحه المعنوية وإتلاف حالته النفسية والصحية وإحكام الحصار والسيطرة وتجويعه اجتماعيا وعاطفيا وجنسيا بتفكيك أسرته وإفشال علاقاته الخاصة لمنعه من تكوين أسرة طبيعية.... وإجباره على الإستسلام والخضوع المهين للجهات المعنية أو البقاء قابعا ومقيدا داخل دائرة الحصار الى نهاية عمره إن لم تفلت إحدى عمليات السيطرة تحت تأثير زيادة الجرعة وتتسبب في مقتله!!....".
أي إحاطة المُسْتَهْدَف بصورة تامة وشاملة: لتجميده بهدف رضوخه ومساومته، أوقتله، أو انتظاره يموت. وهو ماأتعرَّض له ولغيره من جرائم الإستهداف منذ أكثر من أربعين عاما، التي تكثَّفت بالترغيب والترهيب والتهديد بعد غزو العراق عام 2003، لإجباري للإنخراط في دعم الغزاة في متاهة " العملية السياسية " التي تقودها مجهريا أجهزة المخابرات العالمية . علما بأني تركتُ العراق للدراسة في عام 1959. لكنهم يبحثون دائما عن الأدوات المناسبة لاستغلالها، ظنا منهم ان كل من يقع عليه اختيار " الادارة العالمية لصيد الرؤوس " التابعة لحكام الأرض ال300 يمكن استعباده دُمية طيِّعة تُحَرِّكُها النخب الغربية الصهيونية كيفما تشاء لخدمة مصالحها.
ومن يجد في هذا شيئا من سريالية وتخيُّل وخيال، فليستزد بالاطلاع على أدبيات مثل:
- NEXUS, The world's No. 1 magazine for alternative news, health, future science and the unexplained;
- Dr. John Coleman, The Conspirator' Hierarchy: The Committee of 300, Fourth Edition, USA 1997;
- Dr. John Coleman, Diplomacy by Deception, USA 1993.
- طارق المهدوي، حكاياتي مع السيد عمر سليمان، مجلة أدب ونقد، يناير 2012 - العدد 315، القاهرة، ص. 90 - 107.
وهذه المصادر، على قلَّتها، كافية لفهم ان ما يجري على الأرض عبارة عن مسرحية لهدر أزمان وطاقات وكرامة وأحلام ... الأجيال. وان المسيِّرين والمُخرجين هم فئاتٌ خبيثة تتحكم بالظاهر على الأرض بما يسمى: " الأيادي الخفية "، و " ماسونيات المتنورين "، و " حكومة تحت الأرض ". ... ومن يرغب الاضافة لمعارفه فسيجد بعضها في المقالات السابقة للمجلة؛ وفي المصادر الملحقة بالكتابَيْن؛ وفي مقالة الأستاذ طارق المهدوي. "
... وبالفعل، فان هذا ما أتعرّضُ له: التهديد، والترهيب والترغيب، والمراقبة المستمرّة، وكسر أبواب شقتي، ومحاولات الايقاع ... وفرض العنف والاكراه والأذى والضرر والتهميش، وممارسة الضغوط النفسية والاقتصادية والثقافية ... ولسعات زنابير وعقارب وأفاعي الاستفزاز والتسويف والإشغال واستنزاف الطاقة والتعويق والتأميل والتيئيس ... وغيرها من مفردات القاموس الاستعماري للاستهداف ... ومنع تنفيذ أي نشاط ثقافي – صياغي، ووأده في مرحلة ما من مراحل تطوّر التفاوض لتنفيذه، كفرصة للضغط والمساومة التي لم أقبلها يوماً ولن أقبلها... فيفشل المشروع ... ويستمرّ الحجب والحجز ... وتشويه السمعة بشتّى صنوف الهجمات الدعائية الخبيثة وأساليبها الفاسدة اللاأخلاقية الرخيصة والوضيعة ...

وكلّما تعلو نبرة التهديدات وتتقوّى حدّتُها، يُزِيدون في جرعةِ الاستهداف بشاعةً وخطورةً، مما عرّضني لأربع محاولات اغتيال: اثنتان للترهيب، واثنتان انتهيتا الى المستشفى؛ وقادتني الأخيرة الى الإنعاش في غاية الخطورة. ولا أزال أعجب كيف نجوتُ منها، إنْ لم يكن بإرادة الله، ومجموعة الأطباء النبلاء والممرضات النبيلات الذين أنقذوا حياتي.
وهكذا أعيش تَدَفُّقاً استهدافياً بدون انقطاع، يظهر غالباً ويختفي حيناً، وذلك حسب تقنية تتراكم عبر قرون من التجارب الاستعمارية.
وبهذا التنغيص والوخز والعدوان والاستهداف المتواصل لمعيشتي، فقد حرموني ليس من نوعيّة جيّدة من الحياة، أستحقُّها وعملتُ عليها؛ بل سرقوا نصيبي من الزمن السعيد الذي لن يعوِّضه " ملءُ الأرضِ ذهباً " ... فقد فرضوا عليّ حصاراً جعلني أعيش فقيراً، بينما أمتلكُ مجموعة نفيسة محاصَرة ... لا يُسَرُّ الناس بنفعها وجمالها والاستمتاع بها، وأُمْنَعُ من قطف ثمارها!. تماماً كالأموال المحجوزة في البنوك!.
وبعد فشل شتّى أنواع الضغوط، والترهيب والترغيب والايقاع ... بانتظار الاستسلام، تحوّلَ الأمر الى الصراحة الصارخة؛ في مواجهة بائسة يائسة:
هذه مئتي مليون دولار ... تذهب رئيساً للعراق في العمليّة السياسية على أن تطبِّق أجندة خارجيّة ...
صِمْت ...
إقبلْها. وإذا لم توافق ... ستُقْتَل ... ستُخْتَطَف الى مستشفى الأمراض العقليّة ... سنُعَوِّقكَ فتقضي بقيّة حياتك أشدّ تعاسة على كرسي متحرك ... سنسلب النوم من عينيك، وستعيش فقيراً ... سيبقى إسمُك على القائمة السوداء ( وتعني غير المرغوب فيهم )، و ستُكدَّر حياتك، وتُسَمّم معيشتك حتى الممات ... وستتمّ السيطرة على مجموعتك ...
مما حدا بي ألإتصال بعشرات مؤسسات الثقافة والفنون والمال في الغرب، والعالم للاعلام عن المجموعة، وإيوائها حتى بأقل من سعر تكوينها، أو سعر مادتها الخام. ولم يرد عليّ أحد أصلاً ... وإنْ حَدَثَ فبالرفض!.
ووجدتُ انّ ممّن تفاوضتُ معهم يريدون شرائي، وليس الاهتمام بالمجموعة. ممّا يُظْهِرُ بجلاء ووضوح: بَيِّن ويَقِيني إحْكام تنظيم شبكات الاستهداف وخضوعها لمركزٍ واحد. وانّ ( القائمة السوداء ) نافذة المفعول عالمياً شعاراً عنصرياً مطلقاً لالهة الأرض، وظلمها وقهرها واستكبارها: معنا أو ضدّنا. والتصريح الصريح: نحن هنا في أي مكان تتّصل به!.
بالضبط كما قالها مندوبيهم مراراً: " لن ندعك تمرّ "!. الموت أو التعاون!.
تُرى هل انّ العالم يُحْكَم ويُدارُ بالظلم من غرفة واحدة؟!. وانّ ما على الأرض ملهاة لإشغال البشر في مسرحيّة التداول الدموي: القويّ مُحِقٌ. والأقوى أحقّ. وليس للشعوب، ولا للأفراد، من الحقوق غير سرابها وظلال ِ كلِماتِها ؟!.
أُدخل معنا نحلّ كل مشاكلك: من الشقّة ... الى الثروة، والشُهرة: تَنْتَقِل الى قصر. ونُوثِّق مجموعتك الصياغيّة؛ ونقيمُ لها متحفاً. ونطبعُ جميع مخطوطات كتبك غير المنشورة ... نقيمُ معرضاً لأعمال أخيك ( الفناّن العراقي الراحل خالد الجادر )، ونضعها في دُور المزاد التي ستبيع اللوحة منها بمئات آلاف الدولارات ... ( إذْ ترفض دُور المزاد، ومنذ أكثر من 15 عاماً، قبول أي لوحة من من أعمال أخي خالد ،مِنّي، لعرضها للبيع )!!!.
نعم من الشِقّة ... وما أدراك ماالشِقّة المستباحة!. وعن الثروة فأنا بحمد الله ثري، لكنهم يمنعوني من ثروتي. أما الشهرة فلا تهمّني، ولا تعنيني، ولا أسعى لها ... كما انّ لامشكلة لديّ إلاّ من صناعة هذه العصابة الاستعماريّة العنصريّة الشيطانيّة وزبانيتها ... المَدْهوشُون المُسْتَغْرِبون: كيف انّ الكرسي ومئات ملايين الدولارات لاتُطَوِّعُ كلّ مَنْ يَسْتَهْدِفُون؟!.

صِمْتٌ ثقيل ... قَطَعَهُ نادل مقهى الفندق حاملاً صينيّة الشاي...
" ... ورحمتُ ربِّكَ خيرٌ ممّا يَجْمعونَ ... ".
وإذا تصوّر القارئ بأني فريدُ زمانِه، ووحيدُ قومِه في هذا الظلم والجَور الوحشي الشنيع، وهذه الكارثة المأساوية الخفيّة عن الآخرين، وراء جدران وأحجبة شديدة الكثافة ... فليقرأ ... فقط على سبيل المثال لا الحصر:
Kerry Cassidy and Bill Ryan, Interview with Benjamin Fulford, An Eastern Ultimatum to The Western Illuminati: Part 1 : Nexus, June – July 2008. P. 11 -17 + P. 73.
Part 2 : Nexus, August – September 2008. P. 17 – 22 + P. 72 – 73.
الذي يمكن تقصِّيه والاطلاع عليه كاملاً على الانترنيت ... وهو يستعرض أسراراً مذهلة لايعرفها جلُّ الناسِ، ومنهم شعوب الغرب المظلّلَة والمخدوعة بالاعلام الغربي الارهابي الكاذب، العامل الأساسي لتمرير المؤامرات ... وبملوك وسلاطين الاحتيال والخداع والخُبث من آلهة الأرض.
... ومن ذلك ... ان " فولفورد "، الخبير في التاريخ الاقتصادي للعالم، والمطّلع جيداً على الثقافتين الشرقية والغربية، والمحب للسلام ، والذي كان، ومنذ 500 سنة، أول غربي يدخل المنظمات السريّة الشرقيّة؛ وأصبح في عام 2007 أول متحدث غربي الأصل باسمِها ... قد تمّ تكليفُهُ بتوجيه رسالة من المنظمات السرية الشرقية الى المنظمات السرية الغربية، بأنّ عليهم الاعتراف بانتهاء هيمنتهم على العالم، وعليهم التنازل طوعاً ومن غير حرب؛ والسماح للشعوب بالتحرّر والتطوّر الطبيعي الانساني ... وبدونه، فان على النخب الغربية مواجهة جمعيّة آسيويّة سريّة تضمّ ستة ملايين عضواً بينهم 100.000 قاتل محترف ممّن لم يعد باستطاعتهم تحمّل أسلوب النخب الغربية في حُكْم العالم.
وفي حديث " فولفورد " مما تعلّمه في اليابان انّ:
“ … that the so – called “ legal democratic system “ was a “ front “ for a very different, real power structure “...
وهو يقصّ الحقائق التي عرفها، والأحداث التي مرّت عليه ... وكأنه يستعرض فيلماً سينمائياً " شيّقاً " بثراء معلوماته، وتغاير غرائبها ... وعن كيفيّة حماية نفسه وضمان سلامته، فقد أخفى مذكّراتهِ بالأسماء والتاريخ عن الأسرار والأحداث الخطيرة التي عايشها، وكوّن نظاماً للاحتفاظ بها بعيداً ...
ومما يتحدّث عنه " فولفورد "، عن العلاقة بين عصابات القتلة ورجال الأعمال والساسة يَذْكُر: انه ليس هناك خطاً فاصلاً بين السفّاحين وبين الحكومات، بل تواصُل وتداخُل. ومن ذلك: انّ أحد رؤساء الوزراء في اليابان والمعروف عالمياً قتل ثلاث نساء ... وان حُكْمُ العالم في الحقيقة هو في قبضة عصابات من القتلة الذين يحرسون ويحمون آلهة الأرض ... كما فضحَ مؤامرة آلهة الأرض للنشر الدوري للفيروسات الوبائية، مثل " الأيدز "، و " السارس " لابادة البشر ...
... تسلّم " فولفورد " عدّة تهديدات بالقتل ... ويتحدّث عن مقتل صحفيين عقاباً على مقالات نشروها تضرّ بآلهة الأرض ... وعن اختفاء آخرون لم يظهروا أبداً ... ويستعرض بإسهاب طرق الضغط التي تعرّض لها، وعن لقاآته في الفنادق مع أفراد لايعرفهم، لكنّهم يفرضون وجودهم عبر وسطاء آخرين ...
ومن ذلك يذكر " فولفورد " موقفاً مركزياً له مع مرسول من آلهة الأرض:
Mr. Fulford, if you want to be a muckraking journalist, go a head and do so, but you will die at age forty – six…. You have a choice. You can become Finance Minister of Japan …So he was offering me a choice between death or the job of Finance Minister.
But I guess a lot of people of the very elite … some day they’re given the same kind of ultimatum – death or cooperation…. I was offered the job before on the condition that I participate in genocide….
وغير ذلك الكثير مما لا مجال للتفصيل فيه بُغية التركيز على صُلب موضوع استهداف " لجنة صيد الرؤوس " في منظومة آلهة الأرض لنُخْبة من الموهوبين من حول العالم، وتسميم حياتهم باستمرار حتى إخضاعهم قهراً وجبراً ... للعمل بهم لتمرير وتنفيذ الأجندات السوداء من جرائم النخب الغربية.
قصّ لي جنرال متقاعد، أنه وبعد تنصيب سلطة جديدة في بلده، استدعوه ذات يوم. فلمّا حَضَر، وجدَ ضابِطَين آخرَيْن يعرفهما. فدخل عليهم بضعة أشخاص مُدجّجين بالسلاح، وطلبوا من أحدهم التعاون معهم؛ ولمّا رفضَ أردوه قتيلا في الحال. وهكذا كان الأمر مع الثاني. فقال صاحبي: أمّا أنا وقد شاهدتُ ماحصل، فقد وافقتُ على التعاون معهم ... فسمحوا لي بالبقاء على قيد الحياة على أن أنفّذُ، أنا وأولادي وأحفادي من بعدهم كلّ مايطلبون من برامج آلهة الارض ووكلائها!.
وذكرَ لي مُطَّلِعٌ في بلد عربي أقمتُ فيه، عن طالبٍ استهدفتهُ سلطات بلدهِ ... وبعد تخرّجه ضغطوا عليه للعمل معهم لوطنيّتهِ وذكائهِ وكفاءتهِ وسمعتهِ واستقامتهِ وشعبيتهِ ... وهو يرفض أن يكون بضاعة ودِرْقَة وواجهة تنفعهم في تمرير مخطّطاتهم وجرائمهم باسمه. ولمّا لم تفلح جميع وسائل الاستهداف، فقد وَقَفَت، ذات يوم أمام منزله المتواضع في حيّ فقير، سيّارة الأمن ودخلَ عملاؤهم داره وقادوه مُهنْدماً بالبدلة الأنيقة والقميص الأبيض والرباط والحذاء ... التي أحضروها معهم، وعلى مقاسِهِ ... واصطحبوه وأجلسوه على كرسي رئيس بلدية!.
فبينما هناك عبيداً ومطايا وكلاب تتسابق لخدمة الاستعمار، الذي يفتح لهم الأبواب ويغدق عليهم بما تهوى أنفسهم ... من ماديات، وعِزّة مزوّرة، و " نَفْخَة " كاريكاتوريّة ... يُمَتِّعُون بها وجودهم الى حين ... فان هناك أقماراً تلهثُ آلهة الأرض وراء نورها بالاستهداف والايقاع والاستخدام ... لتُبَيِّض بها سواد قلوبها، وقُبح وجوهها، ونجاسة أبدانها، وخُبث نفوسها، وخساسة أخلاقها... في ثنائية تطبيقات وتلازُم الاستبداد والفساد.
ولآلهة الأرض في تنفيذ هذه الجرائم أيادي لجيوش من العملاء، من رؤساء الدول، والوزراء ... والعلماء، والمثقفين، والاعلاميين، ومدراء ورؤساء الشركات والمؤسسات والبنوك ... الذين يُغَيَّرونَ دورياً بجواسيس آخرين ... وكلّهم كالبقر الذي يحرث أرض سيّدهِ في مرعى قطعان أغنام وخنازير المزرعة ... وعلى كافة المستويات العالميّة، والاقليميّة، والمحليّة ...
ومنهم من العملاء المُتَسَفِّلين، والعبيد الخانعين من ذوي النفوس الدونيّة، و " كلاب حراسة " وكلباتها من مزامير المخابرات وقالة السوء والشر والافتراء والعواء، الذين يقبلون على المنكر بحماس الذئاب والضباع التي تأكل لحوم المُسْتَهْدَفين بعظامها ... ومن المُسْتَهْدِفين حملة شهادات دكتوراه، لكنّ مثَلَهم " ... كَمَثَلِ الحمارِ يحملُ أسْفاراً ... " ممّن لا يصدّق عينيه ودماغه وقلبه وذاكرته، ولكنّه يتبع سيّده الذي يرسله كالدابّة والبهيمة ... لاقتراف جرائم الاستهداف: " ... ولإنْ أطَعْتُم بَشَراً مثلكُم إنّكُمْ إذاً لخاسِرونَ ". ( راجع: سلام عبود، الزمالات الحزبية والتربية الشيوعية: مذاق الشر!. الحوار المتمدن، العدد 4176 – 06/08/2013 ) ... من المستهدِفين والمستهدِفات، والمُفْسدِين والمُفْسدات ... وبالعشرات ممّن يملأ خزائن أحذية آلهة الأرض ودهان تلميعها ... من الزعانف ... ومن الصغار المجهريين ... من الدمى والمسوخ، الذين يسجدون لأربابهم المجرمين ... ممّن اشترى الكفر بالايمان ... والتجسُّس بالوطنيّة ... من القواويد الأنذال، والبغايا العاهرات ... مطايا وأدوات وكمّاشات أجهزة المخابرات العالمية، الذين يُقَدِّمُون أنفسهم وطنيين يُحبّون شعوبهم وأوطانهم التي يخونونها ... ويشوِّهون سمعة الوطنيين الشرفاء: أحياناً حتى بواسطة " الأصدقاء "، و " الأصحاب "، بل ومن " الأقارب " ... ولا شك: " ... ياأيّها الذين آمنوا إنّ مِنْ أزواجِكُم وأولادِكُم عَدواً لكم فاحذروهمْ وإنْ تعفوا وتَصْفَحوا وتَغْفروا فإنّ الله غفورٌ رحيم ".
كما انّ هذا الاستهداف الاجرامي: الكمّي والنوعي، الشامل والمسترسل والمتواصل والمتتابع والمُزمن ... مُنافي للقوانين الدولية، التي وضعتها آلهة الأرض وتتشدّقُ بها على انّها من أعلى ثمار الحرية والديموقراطية وحقوق الانسان التي يقدّمها الغرب الى العالم واجهة لثقافته: حريّة غزو البلدان وتخريبها ونهبها بالكذب والمكر والحيلة والخبث ... وكوارث " التَدْعيش " ... وديموقراطيّة استهداف الأفراد لتدميرهم!!!.
فاللاجيء يُحْمى: لا يستهدفوه، ولا يسمحون باستهدافه. وإلاّ ما لجأ؛ ولما استجار من الرمضاء بالنار.
لكن هذه القوانين تضعها آلهة الأرض للرقص حولها بأغصان الزيتون، كما بأعواد المشانق: في السرّ والعلن والستر والقناع والنقاب واللثام ...
خَلَقَ الله الانسان مكرّماً: " ولَقَدْ كَرَّمْنا بني آدمَ ... "، لذلك فان معاملته بالاستهداف الاجرامي هو انتهاك للكرامة الانسانية؛ ومنع الانسان من القيام بنصيبه شرعاً في تعمير الأرض، وفي حفظ غائية الحياة بوجودها ومعناها وعطائها: " أفَحَسِبْتُمْ أنّما خلقْناكُمْ عَبَثاً وأنّكُمْ إلينا لا تُرْجععونَ. "
فهل الاستهداف مفيد للبشرية؟. وهل هو بنّاء في نظام أخلاق أي قوم وشعب؟. وما هو معنى الحياة لديك أيها الجاسوس؟. هل هو في تدمير حياة الاخرين؟. ومنه حياتك في الوقوع في بئر إدمان الاجرام ... والغفلة والظَلال والشرّ والعذاب والمعاناة والحيرة والفجيعة والرعب والغم والقلق والاضطراب ... التي تجعلك تحصل على ماديات تعمي بصرك وقلبك؛ ولكن تبقى نفسك فارغة، وقلبك هواء ميِّت، إلاّ من الألم والإثم... وبالتأكيد ليس بينكم أيها الجواسيس سعيداً. وهذه النقيصة هي التي تشعل نار الحسد والكراهية والحقد ... وتدفعكم لارتكاب مزيداً من الشرور.
كما انّ الجواسيس الذين يحملون أحقاداً سياسيّة وثقافيّة ونفسيّة ضدّ كل وطني يرفض المساومة ... يتصرّفون بولاء مطلق وأعمى لأربابهم من دون الله ... وكوحوش أشدّ ضراوة من الوحش الكبير الذي يديرهم، ويبيعهم، ويشتريهم كالماشية والخراف والدجاج المُرَحّلين بين خطوط المخابرات العالمية؛ دون استشارة ومعرفة العملاء أنفسهم، الذين يواصلون خدمة أسيادهم ... ومَنْ لايعرفون!. لذلك يرسلونهم الى حفلات الاستهداف اما بالزوج، أو فرادى حاملين مسجّلات مخفيّة. إذ لا احترام لهم، ولا ثقة فيهم. ولا شك فان من يبيع نفسه لهذا الخط أو ذاك من المخابرات، فانه يبيعها لآخرين كذلك. ومن هنا انتشرت ظاهرة العميل المزدوج، أي ذلك الذي يخدم جهازي مخابرات أو أكثر في آن واحد.
يتكوّن المجتمع من نُخْبة، وجماهير. والنُخْبة هي المؤثِّر الرئيسي في التغيير؛ كونها أعلى وعياً ومعرفةً وثقافةً، وأكثر فاعليةً وحركةً وإقداماً، مما يؤهلها لقيادة الشعب. لذلك يستهدفها الاستعمار بالعمالة لإعطال وإبطال أي نزوع للتطوير في المستعمرات.
وهذه هي محنة ومأساة وكارثة بلاد العرب مابعد " سايكس - بيكو ": انّ نُخَبها منخوبة بأجهزة المخابرات العالمية، التي لامصلحة لها إلا باستمرار حالة الاستعمار والتخلّف والتبعية والاستغلال.
وإلّا هل يُعْقَل ويُصَدّق انّ أرضاً عربيّة بهذا الاتّساع، والثراء، ووحدة المعتقد والثقافة واللغة ... وفي عصر التواصل الاجتماعي العالمي السريع، والتقدم العلمي والتقني ... لاتزال شعوبها مُغَيّبة عن الوعي، ويعيشون حروبا قبليّة وطائفيّة وحزبية ... تقودها آلهة الأرض مباشرة، ومن خلال عملائها وجواسيسها؟!.... " ... فإن أردتَ تحرير وطنٍ فضع في مسدسكَ عشر رصاصات: تسعة للخونة، وواحدة للعدو "!.
لذلك فانّ شعوب وأوطان العرب هم ضحايا خيانة العملاء من مثقفيهم.
إنّ الله يدعو الى السلام في العالم، وليس الى إغراقه بالتجسس على الطريقة الأمريكية العدوانية البشعة: " ... ولا تجسّسوا ... "، و " ... إنّ اللّهَ لا يُحِبُّ منْ كانَ خَوّاناً أثيماً ".
ايها المُسْتَهْدَفون الصامتون: ... قولوها تموتون؛ لكنّكم سَتُنَوِّرون العالم، وبالحُسنى سوف تُذكَرون.
لاتقولوها: بالحسرة والغصّة تموتون.
فأيهما أفضل: الشجاعة والتنوير، أم الجُبْنُ والرُّعْب؟.


ويا أيها الجواسيس بمختلف معاطفكم وأرديتكم الحربائية التي تتستّرون بها: التقدمي، والرجعي، واليميني، واليساري، والقومي، والوطني، والشيوعي، والعلماني، والاسلامي ... هل تعلمون من يديركم، ويبيعكم ويشتريكم في سوق نخاسة المخابرات العالمية ودهاليزها وأعماقها الوحشية الموحشة؟. هل عرفتم أو رأيتم تلك الوحوش الكبيرة التي ترسلكم للتجسّس والاستهداف ...؟. لتنتهي تراتبيّة حكم العالم الى العين المراقِبة في أعلى الهرم المرسوم على الدولار: عيون القبيلتين الأمريكية، والبريطانية؛ الذين زوّروا منظومة الاعتقاد والايمان والأخلاق واحترام انسانية الانسان ... فهُجِر الحقّ الصحيح؛ وأصبح المُشَوّه الذي زيّنوه للناس نموذجاً سادَ منذ قرون: بالطغيان والعدوان، وحشر مليارات البشر في أقصى درجات فقدان العدالة وانعدام المساواة ...
وفي المقابل تحتكر آلهة الارض المال والقوّة والمعرفة، وتمنع تراكمها لدى الشعوب، لأنها أساس التطوّر والتغيير وتحرير الأوطان وبناء دولة القانون والمؤسسات المستقلة، التي تَهِب الشعوب حياة سعيدة في ظل قيم أخلاق تضمن الحرية وثقافة المواطنة والأمن والمساواة الوظيفيّة بين الناس في حقوق الانسان الاقتصادية والسياسية والثقافية والمدنية والمباديء الانسانية للعدالة...
لن تتحرّر البلدان بالعمل من خلال أجهزة المخابرات العالميّة. ولا بجعل الخيانة قرين الوطنيّة. فالوطنيّة لاتعوَّضُ بالتجسّس والوهن والسراب , والوهم. بل تتحرّر الأوطان، وتُسْعَد الشعوب ... فقط ... وفقط ... من خلال المرجعيّة الوطنيّة، والايمان والعلم والعقل والارادة. فالعبوديّة لله، والإخلاص للشعب والوطن: صادقاً وصافياً، لاغرض فيه ولا عوض... وما عدا ذلك فهراء.
يَزْهَقُ الباطل عاجلاً أم آجلاً: " فَذَرْهُمْ يخوضُوا ويَلْعَبوا حتّى يُلاقوا يومَهُمُ الذي يُوعَدُونَ .... الذي فيه يُصْعَقونَ ... ".
والجميع سيموت: " أينَما تكونوا يُدْرِككُّم الموتُ ولو كُنتمْ في بُروجٍ مُشيّدةٍ ... "، و " كلٌ نفْسٍ ذائِقةُ الموتِ وإنّما تُوَفَّوْنَ أجورَكمْ يومَ القيامةِ فمن زُحْزِحَ عن النار فقد فازَ وما الحياةُ الدنيا إلا مَتاعُ الغُرور " ...
لكنّكم ، أيها العملاء، سَتُنْسَوْنَ حالما تَخْتَفون، ولن يكون لكم من الذاكرة غير سوادها وخِزْيها وعارها ... فاستمتعوا بِظُلْمِكُم وظلامكم واستهدافكم حتى حين ...
" فقد تساوى في الثرى راحلٌ غداً وماضٍ من ألوف السنين ".
فأين أصحاب الملايين والمليارات؟. وهل هم أكثر من أبدان خالدة في جِيَفِها: مُوَزّعة بين أحياء مرضى، لاقيمة ولا قدر عندهم للشعوب ولدمائها المهدورة وكرامتها المَستباحة، الذين مهما بلغوا من ثراء وقوّة وظلم وقهر ... فانهم ليسوا مُعْجِزين في الأرض... وبين أموات من عظام تافهة لاتساوي قِشّة تِبْنٍ حقيرة ليس في نسيجها سوى صدأ الشرّ والخيانة المنبوذة.
لقد نشرتُ وصيّتي في: معكم الالكترونية، وفي جريدة القدس العربي، وفي ايلاف الالكترونية.
ووصيتي محفوظة لدىGattas Denfield, The White House, 301a Kingsbury Road, Kingsbury, London NW9 9PE, DX: 42800 Kingsbury.
وأشهدُ أن لا إله الا الله، وأن محمداً رسول الله.