ولد موسيقار "عصر الباروك"، جورج فريدريش هينديل، عام 1685 م في مدينة هاله الألمانية. كان أبوه يعمل حلاقا وطبيبا مرموقا في عصره، إذ كان يطلق عليه "الطبيب المعجزة"، وكان يعمل في قصر دوق فايسنفيلز، بينما كانت أمه تنتمي لعائلة دينية. بدأ ميول جورج إلى الموسيقى يتبلور وهو لا زال في سنوات طفولته الأولى. لكن أبوه لم يكن متحمسا لفكرة ان يخوض ابنه في عالم الموسيقى، وإنما كان يفضل له دراسة القانون. غير أن الفتى الولِع بالموسيقى كان يتحين الفرصة ويسرق آله عزف تقليدية صغيرة ويتسلل بها إلى سقف المنزل ثم يظل هناك يحاول التدرب على العزف سرا. كان جورج هينديل موهوبا بالفطرة، حيث استطاع ان يتعلم العزف بنفسه دون معلم. وفي يوم ما وأثناء حفلة بحضور دوق فايسنفيلز عزف جورج مقطوعات موسيقية نالت إعجاب الحاضرين وفي مقدمتهم دوق فايسنفيلز. وشكل عزفه مفاجأة للجميع لاسيما وهو لم يبلغ بعد الثامنة من عمره كما انه لم يتعلم العزف على يد أحد. فما كان من دوق فايسنفيلز الذي أعجب بموهبة جورج هينديل الا ان أمر بتدريس الفتى الموسيقى وخصص له مدرسا خاصا قام بتعليمه أصول وأبجديات الموسيقى. وحينما مات ابوه وهو لم يبلغ بعد سن الثانية عشر كان هينديل ينظم حفلات موسيقية للكنيسة كما عزف في تأبنة ابيه وكتب شعرا وهو في هذا العمر المبكر.
رحلته إلى عالم الموسيقى والإبداع
بعد وفات والده انتقل جورج هينديل إلى هامبورج الألمانية التي كانت حينها مركزا مهما للفن والموسيقى الأمر الذي شكل بالنسبة له فرصة للاحتكاك بالفنانين الكبار آنذاك، كما وجد الفرصة لمواصلة تعلم الموسيقى والتدرج إلى عالم الشهرة. بعدها انتقل جورج إلى إيطاليا ومكث فيها فترة بسيطة حيث كتب ولحن وعزف هناك مقطوعات موسيقية شهيرة. أنتقل بعد ذلك إلى لندن ليلاقي في مدينة الضباب نجاحا وشهرة فاقت كل التوقعات، كما حصل فيما بعد على الجنسية البريطانية وعاش في بريطانيا بصورة دائمة حتى وفاته عام 1759م. كتب معظم روائعه الموسيقية في لندن وتحولت موسيقاه هناك في بريطانيا إلى ما يشبه الطقوس الدينية. بل ان بعضا من مقاطعة الموسيقية ما تزال تصدح حتى اليوم في أرجاء العرش الملكي البريطاني كلما كان هناك حفل ملكي.
أعماله الموسيقية
فن الأوبرا كان من ضمن إبداعات هينديل كان جورج هينديل من أنجح موسيقي الأوبرا والموسيقية الدينية الكنسية في القرن الثامن عشر. كتب ما يقارب 80 مقطوعة موسيقية خلال فترة حياته. أهم أعماله الموسيقية التي خُلدت في سجل التاريخ الموسيقي هي "موسيقى الماء"، و "موسيقى الألعاب النارية"، و "ميسايز". كما ان له أعمال موسيقية خالدة أخرى لأتقل أهمية عن تلك الإعمال الخالدة مثل: سيلا، اوتونا، يوليوس قيصر، اليساندرو، ريكاردو، إيزيو، إمينيو، إيستر، سيسيلياندا، وسوزانا.
يذكر أن محبي ومقتفي أثر جورج هينديل أسسوا جمعية عالمية تهتم بتراثه الفني وتحمل إسمه، وأختاروا ان يكون منزله في مدينة هاله، مسقط رأسه، مقرا لهذه الجمعية. كما ان هناك صاله عرض تحتوي على ثراث هينديل الموسيقي الكلاسيكي.