يعتبر عصر الباروك من العصور الزاخرة بالتطور والاستحداث في الموسيقي الغربية، مقارنة بما قبلة من العصور . فكلمة باروك معناها الحرفي ( شكل غريب ، غير متناسق ، معوج ) وهو اصطلاح مستعمل في فن العمارة والتصوير .
وترجع أسباب التحول نحو الفن الباروكى في منتصف القرن السادس عشر ، للتغير الذي حدث في الأحوال الاقتصادية والاختراعات التكنيكية والميكانيكية الجديدة والاكتشافات الجغرافية ، مما أسفر عن تأثير عميق في عقلية شعوب أوروبا بشكل خاص . ويمتد عصر الباروك من سنة 1550 إلى سنة 1700.
بدأت أول العلامات الدالة على العصر الباروكى تظهر في الموسيقي الإيطالية بشكل خاص، وهي التأثيرات اللونية التي ظهرت في صورتين
1- تعدد مجاميع الكورس أي كتل الأصوات البشرية التي تتبادل الغناء أو تتجاوب أو تتداخل مع بعضها
2- استعمال الهرمونية الكروماتيكية التي تميز بها المادريجال الإيطالي المتأخر. وقد أكسب هذا التلوين النغمي شكلاً خاصاً للموسيقي في ذلك العصر. وأصبحت الأوبرا من أهم إنجازات العصر الباروكي في الموسيقى، وساعد ذلك على افتتاح عدد من دور عرض الأوبرا في مختلف أنحاء أوروبا؛ تلبية للرغبة الملحة عند الطبقة الأرستقراطية والتجار الأثرياء في التمتع بالاستماع إلى الدراما الموسيقية، وهذه الدور هي:
•دار الأوبرا في فينسيا سنة 1637.
•دار الأوبرا في لندن سنة 1656.
•دار الأوبرا في روما سنة 1671.
•دار الأوبرا في هامبورج سنة 1678 .
و لعل أعظم ما تحقق في عصر الباروك في ميدان التأليف الموسيقي للآلات، هي تلك الحلول التي أوجدها المؤلفون للمشكلة التي قامت بعد فطام موسيقيا الآلات من الغناء، وتتلخص هذه المشكلة في كيفية كتابة مؤلفات طويلة بحيث تستطيع أن تستحوذ على انتباه المستمع ومشاعره. وكانت أهم تلك الحلول هي إيجاد تعادل مقنع بين العنصرين الجوهريين في كل عمل فني يقوم على الإنشاء و البناء و هما( الوحدة ، التنوع في التكرار و التجديد )
ومن أهم المؤلفين في ذلك العصر
كلاوديو مونتيفردي - يوهان سيباستيان باخ -هنري بورسيل - أليساندرو سكارلاتي -أنطونيو فيفالدي - جورج فيليب تيليمان - جورج هيندل( وسوف أقوم بإذن الله لاحقا بالكتابة عن كل شخصية علي حدة )
وفي هذا العصر أيضا ً، وجدت جذور القوالب الموسيقية، التي تختص بالهياكل الإنشائية للمؤلفات الموسيقية المتنوعة مثل ( السوناتا ، الكونشيرتو ، الفوجا )
__________________