نازك 2

2024-08-27

درست نازك اللغة العربية وتخرجت عام 1944، انتقلت إلى دراسة الموسيقى ثم درست اللغات اللاتينية والإنجليزية والفرنسية في الولايات المتحدة الأمريكية، عملت في التدريس في جامعة بغداد ثم جامعة البصرة ثم جامعة الكويت. انتقلت للعيش في بيروت لمدة عام واحد ثم سافرت عام 1990 إثر حرب الخليج الأولى إلى القاهرة حيث أقامت هناك حتى توفيت في صيف عام 2007م .حصلت نازك على جائزة البابطين عام 1996، كما أقامت دار الأوبرا المصرية يوم 26 مايو/أيار 1999 احتفالاً لتكريمها بمناسبة مرور نصف قرن على انطلاقة الشعر الحر في الوطن العربي والذي لم تحضره بسبب المرض وحضر عوضاً عنها زوجها الدكتور عبد الهادي محبوبة، لها ابن واحد هو البراق عبد الهادي محبوبة.

حين يذكر تاريخ الشعر العربي في القرن العشرين لابد أن يذكر اسم نازك الملائكة، التي ولدت في العراق البلد الذي أنجب العديد من كبار الشعراء في القرن المنصرم البياتي والجواهري والسياب وسعدي يوسف وغيرهم.

سافرت عام 1990 على خلفية حرب الخليج الأولى إلى القاهرة، وحصلت نازك على جائزة البابطين عام 1996، كما أقامت دار الأوبرا المصرية يوم 26 مايو/أيار 1999 احتفالاً لتكريمها بمناسبة مرور نصف قرن على انطلاقة الشعر الحر في الوطن العربي والذي لم تحضره بسبب المرض وحضر عوضاً عنها زوجها الدكتور عبد الهادي محبوبة، ولها ابن واحد هو البراق عبد الهادي محبوبة، وتوفيت في القاهرة في صيف عام 2007 .

  • في ظل عائلةٍ من الشعراء لم يكن مفاجئًا أن تكتب نازك أول أشعارها في سن العاشرة، بعدها كتبت شعرًا بمساعدة أمها وعمّها تحت عنوان “بين روحي والعالم”. نشرت المجموعة الشعرية الأولى “عشاق الليل” عام 1947، حيث كتبت تلك المجموعة بالأسلوب الشعري الكلاسيكي (الشعر العمودي)، وقد تأثرت بحبها للموسيقى التقليدية وجمال منزلها.
  • درست نازك العود على يد مدرس موسيقى ذو مكانة كبيرة وغالبًا ما كانت تمضي ساعات في العزف على العود وحيدةً في حديقة المنزل، ومثلت مجموعتها “عشاق الليل” ردة فعل هادئة على تأملها وعلاقتها الخاصة بالطبيعة، ووفقًا لداني غالي من جريدة النهار فإن النقاد لم يوافقوا على خروج الملائكة عن الإيقاع المعتاد وقالو بأنها تفتقر إلى الإيقاع العاطفي الذكوري المعاصر.
  • في نفس العام نشرت الملائكة شعرًا إبداعيًا بعنوان “الكوليرا” وقد استلهمت ذلك من الأخبار التي كانت تذاع عبر الراديو عن ارتفاع عدد الوفيات بسبب هذا المرض في مصر، حيث تقول في حديثها عن الإبداع الشعري المقتبس من سيرتها الذاتية التي كتبتها بنفسها ونشرت في مجلة إيلاف الالكترونية: “خلال ساعة واحدة انتهيت من كتابة القصيدة وركضت مسرعةً إلى بيت أختي إحسان، قلت لها لقد كتبت شعرًا مختلفًا من حيث الشكل وسوف يسبب جدلًا كبيرًا”، وحالما قرأت إحسان الشعر أصبحت من أشد الداعمين لها، بينما تقبلت والدتها الشعر ببرودة وقالت ما هي القافية في هذا الشعر إنه يفتقر إلى الموسيقى الشعرية، وكذلك الأمر بالنسبة لوالدها الذي انتقد وسخر من جهدها المبذول كما توقع لها الفشل. لكنها حالما فهمت الوضع قالت بوضوح: “قل ما شئت أن تقول إنني واثقة من أن شعري سوف يغير خارطة الشعر العربي”.
  • كانت توقعات الملائكة صحيحة، فبالرغم من أنه في نهاية الأمر سيصبح الشعر الحر بشكله الجديد مشهورًا جدًّا  ومنتشرًا بشكل أوسع إلا أن شعرها في بداية الأمر لم يلقَ استحسانًا وقبولًا سريعين حيث نشأت الملائكة في عالم أدبي مرتبط جدًا بالطرق القديمة ويعتبر التجريب نوع من رفض التقاليد وأنه ضيف غير مرحب فيه. كانت عملية تجاوز النظرة المحافظة في غاية الصعوبة وكانت بداية الشعر الحر محفوفة بخيبات الأمل المتوقعة والمفهومة وفقًا للبيئة المحيطة والغالبة، ووفقًا لما قاله عبد القادر الجنابي في صحيفة إيلاف: “لقد واجهت الملائكة سيفًا ذا حدين بالرغم من أن البيئة الفكرية فتحت الأبواب إلى الابتكار إلا أن الطابع المحافظ للمجتمع قمع النزعات نحو الحداثة”.
  • بالإضافة إلى أن جدلًا كبيرًا دار حول قصيدة “كوليرا” فيما إذا كانت أول قصيدة كتبت بنمط الشعر الحر، وبالتالي فإن الملائكة هي من أنتجت هذا النوع، لكنها لم تكن قائدة هذا النمط لوحدها، فوفقًا لوسائل الإعلام كان هنالك حرب بين بدر شاكر السياب ونازك الملائكة، حيث أن السياب قام بنشر قصيدة “هل كان حبًا” (من مجموعته أزهار ذابلة) في 29 تشرين الثاني/ نوفمبر عام 1946 أي قبل أن تنشر الملائكة قصيدتها “كوليرا” بعام. وقد اعترفت الملائكة نفسها بأن لها محاولات شعرية بالشكل الحر قرابة عام 1932، وبالنسبة للجدل حول من هو المبدع والمبتكر الأول للنمط الجديد من الشعر لايزال قائمًا حتى أيامنا هذه، وفي الوقت الذي كان يعني لها التحدي نوعًا من الإهانة لإنجازها، أشعل فيها الرغبة بالتراجع عن الحياة الأدبية العامة، ووفقًا لصلاح حسن في صحيفة النهار: “لقد أغلقت الباب خلفها إلى الأبد بعد أن تجاهلها العالم بأسره ولم يعترف بها كرائدة حقيقية”.
  • ومن سخرية القدر أن الملائكة وبعد 20 عام أطلقت ثورة مضادة للشعر الحر عام 1967 مدّعية أن الجميع سوف يعودون إلى الشكل الكلاسيكي، ووفقًا لما ذكرته سعدية مفرح في صحيفة “الحياة”: “من خلال قيامها بذلك الأمر خيبت الآمال ونبذت نفسها من بعض أقرانها ومن الهيئات الأدبية”. وبحسب فخري صالح من جريدة “المستقبل” لم تكن الملائكة تنوي الذهاب إلى الحداثة بالقدر الذي فعلته.
  • بالرغم من تغيير رأيها إلّا أن شهرتها في حركة التجديد قدمت لها فرصة فريدة، حيث سمح لها ذلك بأن تكون ملهمًا حقيقيًا للمرأة؛ كانت مفكرة مستقلة وباحثة ومدرسة محترمة وكاتبة غنيّة عبرت عن نفسها بشكلٍ بليغ، حيث خططت لتتفوق في المجال الذي لطالما سيطر عليه الرجال، وكان من المهم بشكلٍ خاص تفوقها في المجال الأدبي، حيث أن ما واجهته المرأة في المجتمع العربي في ذلك الوقت كان دافعًا للقمع لا للتعبير عن مشاعرهم وحياتهم الداخلية.
  • لقد أصبحت صوت أولئك الذين لا يملكون الحق والقدرة على التعبير عن أنفسهم، يقول شوقي بزاي في صحيفة “المستقبل”: “لقد ساهمت بشكلٍ هام في أن يكون للمرأة العربية دور في اللغة، لقد جاءت لتضفي على الحداثة أنوثة، ولتكسر الحدود بين الكتاب من الرجال والنساء، وقد مهدت الطريق لشعراء المستقبل”.
  • عام 1953 ألقت الملائكة محاضرة في نادي الاتحاد النسائي بعنوان “المرأة بين قطبي السلبية والأخلاق” طالبت فيها المرأة أن تتحرر من الركود والسلبية اللذان تعيشهما في المجتمع العربي، وقد تحدّت بذلك النظام الاجتماعي الأبوي السائد في وطنها وأصبحت صوتًا هائلًا يقوم بتحليل وتشريح البناء الاجتماعي لمجتمعها وسلبياته. وفي قصيدتها “لغسل العار” والتي تطرقت فيها إلى موضوع القتل من أجل الشرف نالت انتباه وسائل الإعلام العالمية، كما أسست جمعية للنساء اللواتي يعارضن الزواج، مقدمة بذلك الملاذ للواتي يرفضن الانصياع لتقاليد المجتمع حول دور الزوجة والأم التقليديان. وقد تفككت الجمعية في نهاية الأمر، ووفقًا لتقديرات كريم مريوح في صحيفة “الحياة” لقد اختاروا في النهاية الدور التقليدي للمرأة بما فيهم الملائكة التي تزوجت من زميلها عبد الهادي محبوبة عام 1961.
  • وبالرغم من أن الملائكة اختارت لنفسها الدور التقليدي إلا أنها استمرت في الكتابة عن موضوع غير تقليدي، حيث أخذت تكتب أكثر فأكثر عن الذات وقد امتلأت كتاباتها بالرومنسية الفردية.
  • بقي التكوين العقلي للملائكة موضع جدل في العالم الأدبي. كانت الملائكة مدركة لفلسفتها الذاتية ولحالتها النفسية الأمر الذي دفع بها إلى تناول تجربتها في مواجهة الاكتئاب ضمن سيرتها الذاتية التي قامت بكتابها حيث تقول: “كما أذكر لقد غصت عميقًا في التحليل النفسي، وقد اكتشفت أنني لا أجسد أو أعبر عن أفكاري ومشاعري كما كان يفعل الآخرون من حولي، لقد اعتدت الانسحاب وأن أكون خجولة، وقد اتخذت القرار بأنني سوف أنتقل من هذه الطريقة السلبية في العيش، وتشهد مذكراتي على ذلك الصراع الذي خضته مع نفسي أملًا ببلوغ ذلك الهدف، حيث أنني ما كنت أتخذ خطوة إلى الأمام حتى أتخذ عشر خطوات إلى الوراء، وهذا يعني أن التغيير بشكلٍ كلي استغرق معي سنوات طويلة، أما اليوم فقد أدركت أن التغيير النفسي هو الأصعب”.
  • وفقًا لبعض المصادر فإن الاكتئاب والحزن كانا صديقين لها منذ طفولتها بعد وفاة والدتها التي كانت صديقتها الوحيدة حيث تقول أنها بعد وفاة والدتها بقيت تبكي ليل نهار حتى صار الحزن مرضها وتجاوز ذلك إلى حد الاكتئاب.
  • عام 1970 غادرت الملائكة العراق إلى الكويت بعد عامين من وصول الرئيس صدام حسين إلى السلطة، ومن ثم غادرت الكويت إلى القاهرة بعد غزو العراق للكويت عام 1990، ومع مرور الوقت أصبحت انعزاليةً أكثر، وقد تركت إرثًا كبيرًا من القصائد مثل “عاشق الليل” عام 1947، “شظايا الرماد” عام 1949، “قرارة الموجة” عام 1957، “شجرة القمر” عام 1968، و”يغير ألوانه البحر” عام 1970، “مأساة الحياة وأغنية الإنسان” عام 1977، “الصلاة والثورة” عام 1978، بالإضافة إلى آخر قصائدها “أنا وحيدة” والتي كتبتها كتأبين لزوجها.
  • اسم الأب: صادق الملائكة.
  • اسم الأم: سلمى عبد الرزاق الملائكة.
  • اسماء الأخوة: نزار وعصام.
  • أسماء الأخوات: احسان وسعاد ولبنى وسهى.
  • اسم الزوج: عبد الهادي محبوبة.
  • أسماء الأولاد: البراق محبوبة.
  • الديانة: مسلمة.
  • الأصل: من أصول عراقية.
  • أقارب مشاهير: كانت والدتها “سلمى الملائكة” شاعرة وكاتبة نسوية تنشُر قصائدها تحت اسم “أم نزار الملائكة”، كما كان كلّ من والدها “صادق الملائكة” وخالها “عبد الصاحب عبد الرزاق” الذي اشتُهِرَ باسم “عبد الصاحب الملائكة” أيضًا شعراء، أمّا زوجها “عبد الهادي محبوبة” فاشتُهِرَ كونه أوّل رئيس لجامعة البصرة في العراق، والمفكّر والسياسي العراقي “محمد مهدي كبة” يكون خال والدتها.

عملت الشاعرة نازك الملائكة في جامعة بغداد أستاذة مساعدة، ثم انتقلت للتدريس في جامعة البصرة بعد زواجها بالدكتور عبد الهادي محبوبة الذي كان أستاذا في جامعة بغداد ثم أصبح رئيسا لجامعة البصرة عند انتقالهما معا.

نحّي زوجها عن رئاسة جامعة البصرة، ونحيت هي كذلك عن تدريس الأدب العربي، فمضيا إلى الكويت ودرّسا في جامعتها، ثم غادرت إلى القاهرة بعد غزو العراق للكويت عام 1990، لتكمل حياتها هناك وتموت بهدوء في القاهرة يوم 20 يونيو/حزيران 2007.

نازك ثائرة على التقاليد البالية -كما يصفها الظفيري- والتي عكست ذلك في شعرها، فكان كثير منه صرخة ضد ما تعانيه المرأة العربية، فحين تقيد المرأة عن الحب بصورة عامة تتوقف عن حبها للحياة والوطن والأشخاص، وأورد مقطعا لها من قصيدة " الزائر الذي لم يجئ" تقول فيه:

إن قيدي عار
وجمودي انتحار
ودمي صامت، والتقاطي معطل
آه لو أتحلل
من قيودي لكي أتذوق ضوءك
وأشارف نوءك
إن عطرك أعذب من كل شيء وأجمل

قدمت الملائكة العديد من النتاجات الأدبية للعالم الشعري الجديد من خلال دواوين "عاشقة الليل" 1947، و"شظايا ورماد" 1949، و"قرارة الموجة" 1957، و"شجرة القمر" 1968، إضافة إلى دراستها النقدية "قضايا الشعر المعاصر" 1962، ولها أيضا "الأدب والغزو الفكري" (1965) و"محاضرات في شعر علي محمود طه" (1965).

وقد أصدرت ديوان شعر بعنوان "مأساة الحياة وأغنية للإنسان" (1970)، ولها أيضا "التجزئة في المجتمع العربي" (1974)، و"للصلاة والثورة" (1977)، ثم ديوان "يغير ألوانه البحر".

 

ولدت نازك الملائكة في بغداد لأسرة مثقفة،[4] كانت والدتها سلمى الملائكة تنشر الشعر في المجلات والصحف العراقية باسم أدبي هو «أم نزار الملائكة» وكانت تحبب إليها الشعر مما كان له أكبر الأثر في تنمية موهبتها، وكانت تحفظها الأوزان الشعرية المشهورة (التي حددها علم العروض)، أما أبوها صادق الملائكة فترك مؤلفات أهمها موسوعة «دائرة معارف الناس» في عشرين مجلداً. اختار والدها اسم نازك تيمناً بالثائرة السورية نازك العابد، التي قادت الثوار السوريين في مواجهة جيش الاحتلال الفرنسي في العام الذي ولدت فيه الشاعرة. جدتها لأمها هي الشاعرة هداية كبة ابنة العلامة والشاعر الحاج محمد حسن كبة، وخالاها «جميل الملائكة» و«عبد الصاحب الملائكة» وهما شاعران معروفان وخال أمها الشيخ محمد مهدي كبة شاعر وله ترجمة رباعيات الخيام نظماً.

  • خال أمها الشاعر الشيخ محمد مهدي كبة، وله ترجمات رباعيات الخيام.
  • أتقنت اللاتينية والإنجليزية والفرنسية.
  • حصلت على العديد من الجوائز والتكريمات.
  • دخلت معهد الفنون الجميلة وتخرجت من قسم الموسيقى عام 1949.
  • قبل وفاتها؛ كانت نازك الملائكة تكتب رواية وتَنوي عنونتها يـ “ظل على القمر” لكنّها لم تكتمل.
  • منذ عام 1760 كان اللقب الحقيقي لعائلة نازك الملائكة هو “الجلبي”؛ إلى أن أطلقَ عليهم الشاعر ورئيس التحرير العراقي “عبد الباقي العمري” لقب الملائكة نظرًا لهدوئهم الذي يشبه هدوء الملائكة؛ وبالفعل استحسنت عائلة نازك هذا اللقب واعتمدوه بشكل رسمي ودائم.

في العشرين من شهر حزيران 2007 داهمنا خبر وفاة الشاعرة  نازك الملائكة، وبغياب  ام البرّاق تنطوي رحلة اكثر من نصف قرن من الإبداع والعطاء، وبرحيلها نودع آخر من تبقى من كوكبة رواد الشعر الحر، وبذا تنتهي حياة شاعرة شهدت أول ولادة لمرحلة مختلفة للشعر العربي منذ العصر الجاهلي وحتى العصر الحديث، كما شهدت منافٍ وأحزان ومسرات .

لم نُعفَ من الدهشة والغصة عند معرفتنا خبر وفاة الشاعرة نازك الملائكة، رغم انها رحلت في زمن دمار الإنسان وتمزيق انسانيته، زمنٍ اصبح فيه الموت سمةً، وأصبحت مناظر الأشلاء والجثث مشاهد يومية مألوفة، ولون برك الدماء لايبعث على الغثيان !!

ومع هذا كله فإن خبر موتها فرض الدهشة لأنه موت شاعرة كانت رمزاً لمرحلة مخاض الشعر العربي الحر، الشاعرة التي كتبت بصمت، ومهدت بصمت، ورحلت بصمت ... ماتت على أرض اختارتها ملاذاً تستكين به بعيداً عن ما يشوه الإنسانية، رحلت في جنازة مصنوعة من يأس وحنين بلا حدود . ان موت المبدع له صدى حزن عميق، عمق مأساته،عمق معاناته، عمق شوقه، عمق حيرته أمام همجية العالم الحديث ...

بموت الشاعرة نازك الملائكة، يكون الشعر قد فقد شعاعاً من أشعته، ولابد من أن موتها يفرض الحزن العميق والأسى لانقطاع العطاء الذي أصبح ضمير ووجدان أجيال وأجيال، وسيبقى حاضراً رغم غيابها، وسيبقى ابداعها لبنة قوية في مراحل الشعر العربي تُذّكر بحضور شاعرة مبدعة مخلصة لشعرها ومرحلتها .

تحية لك ايتها الشاعرة انسانيةً وإبداعاً . نحييك ولانُعفى من غصة لموت شاعرة أملها لم يتحقق، وشوقها لم يطفأ، وكاننا نراها رحلت وهي تردد :

أي غبن ان يذبل الكائن الحـي ويذوى شبابه الفيـــــنان
ثم يمضي به محبوه جثمـــاناً جفته الآمال والألحــــان
ذلك الميت الذي حمــــلوه جثةً لاتحس نحو القبـــــور
كان قلباً له طموح فمــــاذ ترك الموت من طموح الحـياة

سكَن الليلُ

أصغِ إلى وَقْع صَدَى الأنَّاتْ

في عُمْق الظلمةِ, تحتَ الصمتِ، على الأمواتْ

صَرخَاتٌ تعلو، تضطربُ

حزنٌ يتدفقُ، يلتهبُ

يتعثَّر فيه صَدى الآهاتْ

في كل فؤادٍ غليانُ

 في الكوخِ الساكنِ أحزانُ

في كل مكانٍ روحٌ تصرخُ في الظُلُماتْ

في كلِّ مكانٍ يبكي صوتْ

هذا ما قد مَزّقَهُ الموتْ

الموتُ الموتُ الموتْ

نازك صادق الملائكة، شاعرة عراقية ، ولدت في بغداد ولدت نازك الملائكة، في بغداد، جانب الرصافة بمحلة العاقولية الواقعة خلف تمثال الرصافي في شارع الرشيد في 23 - 08 - 1923، تخرجت من دار المعلمين العالية عام 1944. من أم شاعرةً وأب كاتب . دخلت معهد الفنون الجميلة، وتخرجت من قسم الموسيقى عام 1949،  وفى عام 1959 حصلت على شهادة ماجستير فى الأدب المقارن من جامعة ويسكونسن-ماديسون فى أمريكا، وعينت أستاذة فى جامعة بغداد وجامعة البصرة ثم جامعة الكويت.  .

 
 

عاشت في القاهرة منذ 1990 في عزلة اختيارية، وتوفيت بها في 20 يونيو 2007 عن عمر ناهز 83 عامًا، بسبب إصابتها بهبوط حاد في الدورة الدموية ودفنت في مقبرة خاصة للعائلة غرب القاهرة ,

يعتقد الكثيرون أن نازك الملائكة هي أول من كتبت الشعر الحر في عام 1947 ويعتبر البعض قصيدتها المسماة الكوليرا من أوائل الشعر الحر في الادب العربي. وقد بدأت الملائكة في كتابة الشعر الحر في فترة زمنية مقاربة جداً للشاعربدر شاكر السياب وزميلين لهما هما الشاعران شاذل طاقة وعبد الوهاب البياتي، وهؤلاء سجلوا في اللوائح بوصفهم رواد الشعر الحديث في العراق بعد صراع طويل دار بينهم حول بداية كتابة الشعر الحر أو الحديث .

ويرى الناقد الدكتور سمير خليل أن "تجربة الشاعرة تكتسب خصوصية وتفردا وعمقا في مجمل مشروعها الريادي وتوجهها النقدي في تأسيس وعيٍ موازٍ لما أنجزته على مستوى التجديد والتجريب"؛ لذا فإن المقاربة تكون -حسبما يقول خليل- "بينها وبين جيل الريادة وسيلة للكشف عن قدرتها وتمكّنها الذي كان يرتكز على ثقافة شعرية، إلى جانب الوعي بتلك الثقافة".

والتجديد عندها، حسب خليل، ارتبط "بنقلة نوعية وانبثاق شيء مغاير على مستوى الشكل الشعري الذي كان منفتحا على وعي متعال واستلهام البعد الفكري والمعرفي في الصياغة الشعرية، وهنا سرّ تفردها"، ويرى أن المغايرة عندها "تختلف عن الآخرين الذين بدت عليهم نزعة حلحلة الموروث العمودي واللهاث خلف قصيدة النثر الغربية تماهيا وتناصا معها، من دون أي إفادة أو استثمار لمزايا وخصائص الموروث الشعري".

ويعتقد أن التجربة لديها كانت "ترتكز على ملكة الشعر وتتمثل في المنجز العمودي إلى جانب نشوء وعي فكري اتسم بالنضج والانفتاح".

معكم هو مشروع تطوعي مستقل ، بحاجة إلى مساعدتكم ودعمكم لاجل استمراره ، فبدعمه سنوياً بمبلغ 10 دولارات أو اكثر حسب الامكانية نضمن استمراره. فالقاعدة الأساسية لادامة عملنا التطوعي ولضمان استقلاليته سياسياً هي استقلاله مادياً. بدعمكم المالي تقدمون مساهمة مهمة بتقوية قاعدتنا واستمرارنا على رفض استلام أي أنواع من الدعم من أي نظام أو مؤسسة. يمكنكم التبرع مباشرة بواسطة الكريدت كارد او عبر الباي بال.

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
©2024 جميع حقوق الطبع محفوظة ©2024 Copyright, All Rights Reserved