نحو النهوض بالحركات الشبابية ..!!

2011-04-21

لا م//api.maakom.link/uploads/maakom/originals/9e90557d-160b-4c34-a301-110b03dcf369.jpeg راء أن الحرية رأس الخيرات للأمة , وأعني بالحرية في العادة تلك الخاصة التي تميز الكائن الناطق من حيث هو موجود عاقل تصدر أفعاله عن إرادته هو لا عن أية إرادة أخرى غريبة عنه , بينما ليس على الأرض إنسانا له الحق في أن يملى على الآخر ما يجب أن يؤمن أو يحرمه من حق التفكير وحرية الكلمة والعقيدة , وما دام الإنسان على وفاق مع ضميره فإنه يستطيع أن يستغني عن كل من يعارضه في ذلك , ولعل ظهور الحركات الشبابية بمختلف مسمياتها ومبادئها , هي نتاج طبيعي لسعي الإنسان دائما وأبداً إلى التطور والتحول محاولاً اكتساب عناصر جديدة وعديدة وهذه هي طبيعة الحياة نحو التغيير والتطور. ولكن حجم تجاربنا العميقة تزيدنا يقيناً بأنه لا يضمن الحرية للأفراد إلا حكومة قوية , حيث علّمنا الاختبار الطويل أن الشعب متى كانت حكومته ضعيفة ظلم واضطهد , ولذا فإن أولئك الخطابيين الذين يعملون على تقييد حرية الفكر يرتكبون أشنع الجرائم ..! أما والقانون موضوع لحماية المجتمع فلا يمكن أن يكون أقرب إلى معنى العدل من المجتمع نفسه . وما دام المجتمع قائما على الظلم فستظل القوانين عاملة على حماية الظلم وتأييده , وهنا حق على كل عالم ومواطن يؤمن بحرية الفكر أن يبدي رأيه مهما يكن , فالمجاهرة بالرأي لذة غالية الثمن لا يجب العفّ عنها , وهذا ما توجبه كرامة العقل البشري باعتبار ذلك وسيلة لحماية حقوق الإنسان في مختلف أماكن تواجده , واحترام إنسانية الإنسان و دعم حريته، واستنهاض الهمم وتجمع الجهود الفردية الايجابية في بوتقة واحدة ليستظل في دفئها كل من يرغب في خدمة الإنسان بما فيه نفسه ، بعيداً عن الفروق والحواجز التي تنتجها الطوائف والأحزاب وتضعها بين الإنسان والإنسان . وذلك من خلال السعي لتشكيل تجمع فاعل للنضال المجتمعي السلمي الايجابي عن طريق ممارسة العمل الثقافي , السياسي , الاجتماعي , بالإضافة إلى مختلف أنواع الإبداع الفكري . وتحريك الأغلبية الصامتة التي يتناوب على حكمها فئات ترعى مصالح أعضائها فقط، وتهمل هذه الشريحة التي لولاها لا تصل أي فئة للسلطة. كما يتوجب محاربة أي انتهاك للحريات العامة والحريات الشخصية والحريات السياسية وحرية التعبير وكل حقوق الإنسان الثقافية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية ، وذلك من خلال كافة الطرق بما فيها الطرق السلمية الراقية , ونبذ العنف المجتمعي كحل للتعامل مع قضايا الفكر والانتماء . كما أن ذلك يؤدي أيضاً إلى تثقيف المجتمعات عبر عصف للأفكار الايجابية وكيفية تحويلها إلى أفعال تخدم المجتمع , وانطلاقاً من ذلك أيضاً يأتي ضرورة الوعي الشبابي بواجباته ومسؤولياته تجاه التطورات الوطنية والمجتمعية ، وأهمية اتخاذه موقفا ايجابياً فاحصاً لشتى المتغيرات ..! ومن منطلق الحرص على حرية الفكر, فإن العمل الشبابي بمختلف حركاته وتجمعاته هو فهم للماضي وإصلاح للحاضر ونهضة للمستقبل , وفهم الماضي هو فهم التاريخ وإصلاح الحاضر عن طريق نشر التوعية وحرية الفكر والنهضة بالمستقبل من خلال إعداد جيل واعي وقادر على بناء المجتمع , وبالتالي بناء الوطن , وذلك

مهما حاولت بعض الأيادي الخفية القضاء أو السيطرة على الحركات الشبابية وأفكارها النيّرة - وهنا فإن انطلاق الحركات الشبابية في وقتنا الحالي سببه الرؤية العميقة بحجم المشاكل الموجودة والواقع المؤلم من مختلف جوانبه ، والخوف من الغد والمستقبل , فالشباب طاقة إنسانية تتميز بالحماسة، الحساسية، الجرأة والاستقلالية وازدياد مشاعر القلق إزاء الوضع القائم , بحيث أن يكون لدى الشاب القدرة على التحمّل والصبر ومواجهة الضغط والقهر مهما كانت الجهة التي ترأس هذا الضغط عليه سواء كانت حكومة أو فصائل أو حتى أسرة ، وهذا السلوك جزء من العنفوان الداخلي للشباب والاعتداد بالنفس من خلال شعوره بالحيوية فكراً وحركة ، وبما يشكل طاقة جبارة نحو التقدم ، فالشباب المتقد بحيوية في تفاعله مع معطيات السياسية ومتغيراتها ومع معطيات المجتمع ومتطلباته هو الضمانة للتقدم بثبات فيما تبقى مختلف الحركات التي لا تحظى بهذه الطاقة الخلاقة فإنها مهددة بالانهيار والموت أو على أقل تقدير التقوقع والمراوحة في ذات المكان ..! . ورغم تباين الرأي بيني وبين الأصدقاء حول أهمية وجود مرجعيات سياسية أو فكرية من أجل مد هذه الحركات بالأفكار والتصورات التي تضمن استمرارها , حيث استند بعض الأصدقاء في تقييمهم لذلك بمثابة انتزاع لحرية وفكر الشباب إذا ما خضع إلى مرجعيات , إلا أنني - بكل تواضع - أرى ضرورة في ذلك لفهمي العميق لطبيعة الواقع الحالي ومتطلباته في هذه الفترة , وبالتالي يجب التمسك بهذا الانجاز قبل الاندثار بسبب قوى متسلطة حتى تمكين أنفسنا نحن الشباب , وتبقى شعلة ثقافتنا متقدة نحو مزيد من الأنشطة والتصورات وإعطاء فرصة لأكبر عدد ممكن من الشباب للانطلاق على ذات الطريق النيّر المضيء بعنفوان الشباب وطاقاته بعيداً عن أيدي وخفايا الظلاميين ..! فرأيت بضرورة الحاجة في هذا الوقت لهذه الحركات والتجمعات الشبابية الثقافية إلى مرجعية سياسية أو مرجعية فكرية قوية لتستمر , لأن هذه المرجعيات تمد التجمعات بالأفكار والتصورات الجديدة التي تضمن استمرارها .

معكم هو مشروع تطوعي مستقل ، بحاجة إلى مساعدتكم ودعمكم لاجل استمراره ، فبدعمه سنوياً بمبلغ 10 دولارات أو اكثر حسب الامكانية نضمن استمراره. فالقاعدة الأساسية لادامة عملنا التطوعي ولضمان استقلاليته سياسياً هي استقلاله مادياً. بدعمكم المالي تقدمون مساهمة مهمة بتقوية قاعدتنا واستمرارنا على رفض استلام أي أنواع من الدعم من أي نظام أو مؤسسة. يمكنكم التبرع مباشرة بواسطة الكريدت كارد او عبر الباي بال.

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
©2024 جميع حقوق الطبع محفوظة ©2024 Copyright, All Rights Reserved