الموضوع الأول
نساء في القرآن
المقدمة
الغاية منه :
1 ) الرد على من يهاجم الاسلام من خلال تشويه موضوع المرأة
2 ) لفت نظر المسلمات إلى مواقف المرأة المسلمة على عهد الرسول وعهد التنزيل
3 ) دفع الباحثات عن حقوق المرأة ــ في النصوص التشريعية الوضعية في القوانين الواردة علينا من الغرب ــ إلى العودة إلى النصوص التشريعية السماوية وقراءة النص التشريعي الأول "القرآن الكريم " والتدبر في قراءة نصوصه المتعلقة بالمرأة .
4 ) دفع علمائنا المهتمين بالقرآن إلى شرح آياته وتبسيط معانيه فما كل قارئ له بقادر على فهم بلاغته واستيعاب معانيه، وتوضيح النصوص المتعلقة بالمرأة، ليس فقط في حلقات الدرس أو على منابر الخطابة في المساجد، بل يجب أن يكون ذلك على مستوى كل وسائل الإعلام :السمعية منها والبصرية ،والكتابة حول هذا الموضوع ليس باللغة العربية فقط وإنما باللغات الأجنبية أيضا ، إذ لا يجب أن ننسى أن هذا الدين هو دين الناس كافة ، هو الذي ساوى بين خلق الله ، والذي تسمو تعاليمه على ما تتشدق به بعض الهيآت المطالبة بحقوق الإنسان في وقتنا الحالي .
5 ) الاهتمام بتربية الأبناء ــ فأطفال اليوم هم رجال الغد و أمهاته ــ وتنشئتهم متشبعين فاهمين، مقتنعين بتشريعات الإسلام و أخلاقه ، وهو أمر في نظري يجب أن يكون ناشئا في الأسرة أولا، مصاحبا للنشء منذ البدء ، ومع وعيه بمحيطه الخارجي ، وهو مسؤولية كل أب و أم ، وعلينا ألا يصرفنا عنه السعي وراء الرزق والاشتغال بتوفير سبل الراحة و الرفاهية .
6 ) استخلاص العبرة من النماذج الإسلامية الأولى واتخاذها قدوة .
وضعية المرأة في عهد الرسول
أ ــ الاعتقاد بأن المرأة كانت شخصا غير مرغوب فيه بسبب ما كان يقوم به بعض العرب من الوأد، وهو أمر ارتبط بالظروف الاقتصادية ، خاصة عند طبقة معينة من الناس، وفي فترات معينة أيضا خوفا من الفقر وهو ما نص عليه القرآن الكريم " ولا تقتلوا أولادكم خشية الإملاق نحن نرزقكم و إياهم " ( إن اعتبرنا الواو واو عطف أو واو معية )
ب ــ الاعتقاد أن المرأة كانت شخصا ضعيفا لاحول لها ولاقوة مع العلم أنها كانت عكس ذلك مثل :
ــ خديجة بنت خويلد التاجرة والوزيرة
ــ هند بنت عتبة شديدة في الجاهلية شديدة في الإسلام
ج ــ الاعتقاد أن المرأة لم يكن لها رأي ولم تكن لها حرية الاختيار:
ــ زينب بنت الرسول ص وزوجها أبو العاص ابن الربيع
د ــ دور المرأة المبكر في الإسلام :
ــ أول من أسلم كان نساء : خديجة وبناتها
هـ ــ دور المرأة في التشريع الإسلامي :
الزواج
كثير من الأحكام والتشريعات جاءت نتيجة سعي المرأة و المطالبة بإنصافها من تشريعات الجاهلية المجحفة بحقوقها والتي عاشت عليها العرب حينا من الدهر. مثل الزواج والطلاق والإرث والعدة للمطلقة وللمتوفى عنها حتى لتكاد مدونة الأسرة تدين بوجودها للمرأة
و ــ نساء نزل فيهن قرآن سواء في سن التشريعات أو في مدحهن أو في ذمهن .
صدق أبو الربيع الكلاعي صاحب كتاب : " الاكتفا في مغازي المصطفى والثلاثة الخلفا "حين قال :
" أحصنت ابنة عمران فأنزل الله بثنائها القرآن ، وحاولت امرأة العزيز نكرا فأجرى لها بذلك ذكرا"
لهذا كان محور الكتاب الترجمة لكل امرأة رفعت قضيتها إلى الرسول طالبة حقها الشرعي في الدين الإسلامي ، فنزلت فيها الآيات القرآنية بنصوص تشريعية فصلت الأمر في العديد من المشاكل التي عاشتها المرأة في الجاهلية . وأعطتنا أحكاما قضائية اعتمد في سنها وتشريعها في مدونة المرأة والأسرة على النص القرآني.
الزواج
1 - أمة عبد الله بن رواحة، وكانت أمة سوداء أعتقها ثم تزوجها فاستنكر الناس عليه ذلك .
عبد الله بن رواحة أحد النقباء من الخزرج، شهد مع الرسول (ص) العقبة وبدرا وأحدا والخندق والحديبية وعمرة القضاء، وكان شاعرا لسناً من جملة الشعراء الذين دافعواعن الرسول(ص)، وعن الدعوة الإسلامية، توفي شهيدا يوم مؤتة .
كانت له أمة سوداء أعتقها ثم تزوجها، فاستنكر عليه الناس ذلك، روى ابن عبد البر في الاستيعاب قصة طريفة حدثت له مع زوجته، قال:
" وقصته في حين وقع على أمته مشهورة، رويناها من وجوه صحاح، أنه مشى ليلة إلى أمة له فنالها، وفطنت له امرأته فلامته، وكانت قد رأت جماعه لها، فقالت له :" إن كنت صادقا فاقرإ القرآن، فالجنب لا يقرأ القرآن، فقال :
شهدت بأن وعد الله حق وأن النار مثوى الكافـرينا
وأن العرش فوق الماء حق وفوق العرش رب العالمين
وتحمله مـلائـكـة غـلاظ ملائكة الإلـــــه مـسومـين
وكانت لا تحفظ القرآن ولا تقرأه . (1)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 ــ الاستيعاب 3 من ص 898 إلى ص 901
2-عِناق صاحبة ابن أبي مرتد الغنوي :
كانت ذات حظ وجمال وكانت مشركة، وأحب ابن أبي مرتد أن يتزوجها . (1)
أما مرثد فهو : مرثد بن أبي مرثد كناز بن حصين الغنوي، كان أبوه من صحابة الرسول ص شهد معا بدرا ، وكانا حليفين لحمزة بن عبد المطلب ، آخى الرسول بينه وبين أخي عبادة بن الصامت ، أوس بن الصامت ، توفي شهيدا في يوم الرجيع في صفر في الشهر السادس والثلاثين من هجرة الرسول ص إلى المدينة مع عاصم بن ثابت بن أبي الأفلح، وحبيب بن عدي ، وخالد بن البكير،وزيد بن الدثنة،، وعبد الله بن طارق حليف بني ظفر .
أما عناق فكانت بغيا بمكة، وكانت صديقة لأبي مرثد قبل إسلامه، ولما كان أبو مرثد مكلفا بنقل الأسرى من مكة إلى المدينة، صادف ذات ليلة أن وعد رجلا بحمله إلى المدينة يقول :" فجئت حتى انتهيت إلى حائط من حيطان مكة في ليلة قمراء، فجاءت عناق فأبصرت سواد ظلي بجانب الحائط، فلما انتهت إليَ عرفتني، فقالت مرثد ؟ فقلت : مرثد . قالت مرحبا وأهلا، هلم، فبات عندنا الليلة، قال : قلت يا عناق إن الله حرم الزنا، قالت : يا أهل الخباء، هذا الذي يحمل الأسرى، قال : فاتبعتني ثمانية رجال وسلكت الخندمة حتى انتهيت إلى كهف أو غار، فدخلته، وجاؤوا حتى قاموا على رأسي، وأعماهم الله عني، ثم رجعوا ورجعت إلى صاحبي، فحملته، وكان رجلا ثقيلا حتى انتهيت إلى الأذخر ففككت عنه كبله ثم جعلت أحمله حتى قدمت إلى المدينة، فأتيت رسول الله ص فقلت له : يارسول الله أأنكح عناقا ؟ فأمسك رسول الله ص فلم يرد علي شيئا حتى نزلت الآية " الزاني لا ينكح إلا زانية أومشركة" فقرأها رسول الله عليه وقال : لا تنكحها"(2)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
2 ـ نزلت فيهما الآية 221 من سورة البقرة.
3 ــ الاستيعاب 3 من ص 1383 إلى ص 1386
فيهما نزلت الآية 221 من سورة البقرة
قال تعالى:" ولا تنكحوا المشركات حتى يؤمن ولأمة مؤمنة خير من مشركة ولو أعجبتكم، ولا تنكحوا المشركين حتى يؤمنوا، ولعبد مؤمن خير من مشرك ولو أعجبكم أولئك يدعون إلى النار، والله يدعو إلى الجنة والمغفرة بإذنه، ويبين آياته للناس لعلهم يتذكرون".
3ــ كبشة بنت معن بن عاصم بن الأوس
زوج أبي قيس بن الأسلت الأنصاري، لما توفي زوجها أراد ابن قيس أن يتزوج منها على ما ذهب إليه العرب في الجاهلية، فجاءت الرسول(ص) فأخبرته .
فنزلت في ذلك الآية 22 من سورة النساء .
- قال تعالى:" ولا تنكحوا ما نكح آباؤكم من النساء إلا ما قد سلف إنه كان فاحشة ومقتا وساء سبيلا" .
- ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 ــ أبوقيس بن الأسلت : قال ابن حجر في الإصابة :
"أبوقيس بن الأسلت اسمه صيفي وقيل الحارث، وقيل عبد الله وقيل صرمة،وقيل غير ذلك اختلف في إسلامه.
قال أبو عبيد القاسم بن سلام : وكانت له صحبة إنه أسلم ، وعده ابن حجر في القسم الأول الذي جزم بصحبته
وأبو قيس كان من كبار الشعراء الأوس بالمدينة، وكان حسان بن ثابت من شعراء الخزرج ، وكانت بينهما أهاجي كثيرة
واسم الأسلت عامر بن جشم بن وائل بن زيد بن قيس بن عمارة بن مرة بن مالك بن الأوس
أنظر خزانة الأدب للبغدادي ج 3 ص 409 إلى 413
زوج أبي قيس :
" وزوجه هي كبشة بنت معن بن عاصم بن الأوس ، قال أبوعمر بن عبد البر" توفي عنها أبو قيس ابن الأسلت، فجنح عليها ابنه، فجاءت النبي ص فقالت :"يا نبي الله ، لا أنا ورثت ولا أنا تركت فأنكح . فنزلت هذه الآية فيها"
وقال: رواية عن هيثم عن أشعث بن سوار: وحدثنا أشعث بن سوار عن عدي ابن ثابت أنها : لما مات أبو قيس بن الأسلت خطب ابنه قيس امرأة أبيه، فانطلقت إلى النبي ص فقالت : " يا رسول الله إن أبا قيس قد هلك وإن ابنه قيسا من خيار الحي خطبني إلى نفسي فقلت : ما كنت أعدك إلا ولدا، ، قالت وما أنا التي أسبق رسول الله ص بشيء، فسكت عنها ، فنزلت الآية
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الاستيعاب ج4 ص 1735
4- زينب بنت جحش خطبها الرسول وهو يريدها لزيد بن حارثة، فظنت أنه يريدُها لنفسه، فلما علمت بأمر زيد كرهت ذلك وقالت: "أنا خير منه حسبا".
فنزلت فيها الآيتان 36 و37 من سورة الأحزاب فرضيت وسلمت.
قال تعالى:" وما كان لمؤمن أو مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن تكون لهم الخيرة من أمرهم، ومن يعصي الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا".(1)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـ1 ـ سيرة ابن هشام 4 ص 294 هي زينب بنت جحش بن رئاب الأسدي وبنت أميمة بنت عبد المطلب بن هاشم عمة رسول الله . تزوجها الرسول ص بد طلاقها من زيد بن حارثة و آل جحش من أوائل من أسلم قبل دخول الرسول دار الأرقم ، أسلمت مع أهلها وإخوتها وكانوا من أوائل المهاجرين إلى الحبشة .
قال عنها ابن عبد البر في الاستيعاب ص 1851
:"تزوجها رسول الله ص في سنة خمس من الهجرة، هذا قول قتادة، وقال أبوعبيدة : إنه تزوجها في سنة ثلاث من التاريخ، ولا خلاف أنها كانت قبله تحت زيد بن حارثة وأنها التي ذكرالله تعالى قصتها في القرآن بقوله عز وجل :
" فلما قضى زيد منها زوجناكها" فلما طلقها زيد وانقضت عدتها تزوجها رسول الله وأطعم عليها خبزا ولحما، ولما دخلت على رسول الله ص قال لها : ما اسمك ؟ قالت : برة، فسماها زينب، ولما تزوجها رسول الله ص تكلم في ذلك المنافقون وقالوا : حرم محمد نساء الولد، وقد تزوج امرأة ابنه، فأنزل الله عز وجل :" ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ... إلى آخر الآية . وقال تعالى :" أدعوهم لآبائهم الآية فدعي من يومئذ زيد بن حارثة، وكان يدعى زيد بن محمد" الاستيعاب 4 ص1850
قال عنها الرسول ص لزوجاته " أولاكن لحاقا بي أطولكن يدا"
قالت عنها سيدتنا عائشة رضي الله عنها :" لم يكن أحد من نساء النبي ص تساميني في حسن المنزلة عنده غير زينب بنت جحش، وكانت تفخر على نساء النبي ص فتقول، إن آباءكن أنكحوكن، وإن الله أنكحني إياه من فوق سبع سماوات "
وذكر ابن عبد البر أنها كانت أول نساء النبي وفاة ولحوقا به،
قالت عنها عائشة رضي الله عنها :"ولم تكن امرأة خيرا منها في الدين وأتقى لله تعالى، وأصدق حديثا، وأوصل للرحم ، وأعظم صدقة، و أشد تبذلا لنفسها في العمل الذي تتصدق به، وتتقرب به إلى الله عزوجل" المصدر نفسه ص 1851
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
5- أم هانئ بنت أبي طالب، طلبها الرسول للزواج فنهي عن ذلك لأنها لم تكن من المهاجرات وكانت تقول :
في نزلت الآياة 50 من سورة الأحزاب.
قال تعالى:" يا أيها النبيء إنا أحللنا لك أزواجك اللاتي آتيتَ أجورهن وما ملكت يمينك مما أفاء الله عليك، وبنات عمك وبنات عماتك وبنات خالك وبنات خالاتك اللاتي هاجرن معك، وامرأة مؤمنة إن وهبت نفسها للنبيء إن أراد النبيء أن يستنكحها خالصة لك من دون المؤمنين، قد علمنا ما فرضنا عليهم في أزواجهم وما ملكت أيمانهم لكي لا يكون عليك حرج وكان الله غفورا رحيما".(1)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 ــ أم هانئ بنت أبي طالب عم الرسول ص . وهي أخت وشقيقة علي بن أبي طالب، وأخت عقيل وجعفر وجمانة، أمها هي فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبد مناف، وهي التي ربت النبي ص . أسلمت و هاجرت إلى المدينة وبها توفيت
" ألبسها رسول الله قميصه ودعا لها وقال : رحمك الله من أم كنت خير أم واضطجع معها في قبرها ، فقالوا : ما رأيناك صنعت ما صنعت بهذه. فقال :إنه لم يكن أحد بعد أبي طالب أبر بي منها ، إنما ألبستها قميصي لتكسى من حلل الجنة، واضطجعت معها ليهون عليها " الاستيعاب 4 ص 1891
اختلف في إسم أم هانئ ، قال ابن قتيبة : اسمها فاختة " المعارف 120
وقال ابن عبد البر" اختلف في اسمها فقيل هند" الاستيعاب 4 1963
أسلمت عام الفتح وكانت متزوجة من هبيرة بن أبي وهب بن عمرو بن عائد بن عمران وولدت له :عمر وهانئ ويوسف وجعدة بني هبيرة بن أبي وهب الذي هرب إلى نجران بعد أن فتح الله على رسوله ص مكة وقال :
لئن كنت قد تابعت دين محمد ........6 أبيات
"الاستيعاب ج4 ص 1964
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
6- أم شريك الدوسية (1) التي سماها الله سبحانه المرأة المؤمنة وهي غُزيَّة بنت جابر ابن حكيم الدوسية، عرضت نفسها على الرسول (ص) قالت عنها عائشة: " ما في امرأة تَهبُ نفسها لرجل خير". فقالت: فأنا تلك. فسماها الله امرأة مؤمنة.
فنزلت الآية 50 من سورة الأحزاب.
قال تعالى:" وامرأة مؤمنة إن وهبت نفسها للنبيء إن أراد النبيء أن يستنكحها خالصة لك من دون المومنين، قد علمنا ما فرضنا عليهم في أزواجهم وما ملكت أيمانهم لكي لا يكون عليك حرج وكان الله غفورا رحيما "
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 ــ قال السهيلي :
" اختلف فيها فقيل هي أم شريك الأنصارية اسمها غزية، وقيل : غزيلة وقيل هي ليلى بنت حكيم، وقيل : بل هي ميمونة بنت الحارث حين خطبها النبي ص فجاءها الخطب وهي على بعير، فقالت :"البعير وما عليه لرسول الله ص . وقيل : هي أم شريك العامرية، وكانت عند أبي العكر الأزدي، وقيل : عند الكفيل بن الحارث، فولدت له شريكا، وقيل : إن رسول الله ص تزوجها ولم يثبت ذلك والله أعلم "
ذكر أبو عمر بن عبد البر في : الاستيعاب ج4 ص 1832:
" أم شريك القرشية العامرية إسمها غزية بنت دودان بن عوف بن عمرو ابن عامر بن رواحة بن حجر، ويقال حمير ابن عبد معيص بن عامر بن لؤي ...... يقال إنها التي وهبت نفسها للنبي ص، واختلف في ذلك، وقيل في جماعة سواها ذلك، روى عنها سعيد بن المسيب.... وقد روى عنها جابر ابن عبد الله" الاستيعاب ج 4 ت 1943 . وشكك بن عبد البر في زواجها من الرسول ص لكثرة الاضطراب في خبره وذكر أنها كانت متزوجة حسب الرواية الأولى من أبي العكر بن سمي بن الحارث الأزدي فولدت له شريكا، وحسب الرواية الثانية أنها كانت تحت الطفيل بن الحارث فولدت له شريكا، ورجح بن عبد البر الرواية الأولى وقال عنها أصح" وقيل إن أم شريك الأنصارية تزوجها رسول الله ص ولم يدخل بها لأنه كره غيرة نساء الأنصار" المصدر نفسه 4 ص 1943
وقيل : أم شريك هي " خولة بنت حكيم بن أمية بن حارثة بن الأوقص بن مسرة بن هلال السلمية امرأة عثمان ابن مضعون تكنى أم شريك وهي التي وهبت نفسها للنبي ص في قول بعضهم ، وكانت امرأة صالحة فاضلة " المصدر نفسه ص 1832
وذكره البخاري في الصحيح 7 ص 16 وأبو السعادات في جامع الأصول 2 ص 388 عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت : كانت خولة بنت حكيم من اللائي وهبن أنفسهن لرسول الله ص ، فدل أنهن كن غير واحدة والله أعلم " السهيلي ص 261
- الطلاق:
اــ الرجعي:
7- أم جُمَيْلُ أخت معقل ابن يسار، قيل اسمها ليلى، أراد زوجها أبو البداح أن يردها بعد تطليقها، فرفض أخوها ردّها إليه رغم أن المرأة كانت تريد الرجوع إلى زوجها .
فنزلت الآية 232 من سورة البقرة.
قال تعالى:" وإذا طلّقتم النساء فبلغن أجلهن فلا تعضلوهن أن ينكحن أزواجهن إذا تراضوا بينهم بالمعروف ذلك يوعظ به من كان منكم يؤمن بالله واليوم الآخر ذلكم أزكى لكم و أطهر و الله يعلم و أنتم لا تعلمون".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الاستيعاب 4 ص 1801
التعريف والإعلام ص 69
ب- العدة
8- أسماء بنت يزيد الأنصارية التي قالت طُلِّقتُ على عهد الرسول (ص) ولم يكن للمطلقة عدة، فأنزل الله العدة للمطلقة في الآية 228 من سورة البقرة.
قال تعالى:"والمطلقات يتربصن بأنفسهن ثلاثة قروءٍ ولا يحل لهن أن يكتمن ما خلق الله في أرحامهن إن كن يُؤمن بالله واليوم الآخِر، وبعولتهن أحق بردهن في ذلك إن أرادوا إصلاحا ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف وللرجال عليهن درجة والله عزيز حكيم".
أسماء بنت يزيد الأنصارية ، تكنى أم سلمة، و أم عامر وهي ابنة عمة معاذ بن جبل . ذكر ابن عبد البر:" أنها أتت النبي ص فقالت :إني رسول من ورائي من جماعة نساء المسلمين ، كلهن يقلن بقولي ، وعلى مثل رأيي: إن الله تعالى بعثك إلى الرجال والنساء، فآمنا بك واتبعناك ، ونحن معشر النساء مقصورات مخدرات، قواعد بيوت، ومواضع شهوات الرجال، وحاملات أولادهم ، وإن الرجال فضلوا بالجمعات، وشهود الجنائز والجهاد، وإذا خرجوا للجهاد حفظنا لهم أموالهم ، وبينا أولادهم، أ أ فنشاركهم في الأجر يا رسول الله؟ فالتفت رسول الله ص بوجهه إلى أصحابه فقال: " هل سمعتم مقالة امرأة أحسن سؤالا عن دينها من هذه؟ فقالوا : بلى والله يارسول الله، فقال رسول الله ص :" انصرفي يا أسماء ، واعلمي من وراءك من النساء أن حسن تبعل إحداكن لزوجها، وطلبها لمرضاته، واتباعها لموافقته يعدل كل ما ذكرت للرجال. فانصرفت أسماء وهي تهلل وتكبر استبشارا بما قال لها رسول الله ص"(1)
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 ــ الاستيعاب 4 ص 1787
ج- الخلع:
9 ــ حبيبة (1) : زوجُ تابث ابن قيس، ذهبت إلى الرسول وشكت إليه زوجها فسألها إن كانت ترد عليه حديقته، فقبلت ، فكلمه الرسول في ذلك ، فسأله إن كان يحل له ذلك فقال: نعم.
فنزلت في ذلك الآية 229 من سورة البقرة.
قال تعالى:" الطلاق مرتان فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان ولا يحل لكم أن تأخذوا مما آتيتموهن شيئا إلا أن تخافا ألا يقيما حدود الله، فإن خفتم ألا يقيما حدود الله فلا جُناح عليهما فيما افتدت به. تلك حدود الله فلا تعتدوها. ومن يتعدَّ حدود الله فأولئك همُ الظالمون".
" حبيبة بنت سهل الأنصارية التي اختلعت من ثابت بن قيس فيما روى أهل المدينة ، روت عنها عمرة، وجائز أن تكون حبيبة هذه وجميلة بنت أبي سلول اختلعتا من ثابت بن قيس بن شماس
وقيس (2) هذا هو قيس بن شماس بن ظهير بن مالك بن امرئ القيس ابن مالك الأغر بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج، كان خطيب الأنصار ويقال له خطيب رسول الله ص كما يقال لحسان شاعر الرسول ص
قتل يوم اليمامة في خلافة أبي بكر
وذكر مالك في الموطأ في كتاب الطلاق 2 \ص 564 عن قصة طلاقها:
" أنها كانت تحت ثابث بن قيس بن شماس، وأن رسول الله ص خرج إلى الصبح فوجد حبيبة بنت سهل عند بابه في الغلس، فقال لها رسول الله ص
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1ــ ترجم لها ابن عبد البر في الاستيعاب 4 ص 1809
2 ــ المصدر نفسه 1 ص 200
" من هذه؟" فقالت: أنا حبيبة بنت سهل يا رسول الله" قال:" ما شأنك؟ قالت : لا أنا ولا ثابت بن قيس لزوجها"، فلما جاء زوجها ثابت بن قيس قال له رسول الله ص :"هذه حبيبة بنت سهل قد ذكرت ماشاء الله أن تذكر" فقالت حبيبة:" يا رسول الله كل ما أعطاني عندي " فقال رسول الله ص لثابت بن قيس " خذ منها " فأخذ منها و جلست في بيت أهلها"
وقد خالف البصريون أهل المدينة فقالوا: إنها جميلة بنت أبي بن سلول " وكانت تحت ثابت بن قيس بن شماس، فنشزت عليه، فأرسل رسول الله ص فقال : يا جميلة، ما كرهته من ثابت؟ فقالت : والله ما كرهت منه شيئا إلا دمامته. فقال لها : أتردين عليه الحديقة؟ قالت : نعم " ففرق بينهما.(1)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1ــ الاستيعاب 4 ص 1802
د- الطلاق البائن:
10- عائشة بنت عبد الرحمان بن عتيك، كانت متزوجة من ابن عمها وهب بن عتيك، فطلقها طلاقا بائنا، وتزوجت بعده عبد الرحمان بن الزبير القرظي، فطلقها قبل الدخول بها، فسألت إن كانت تستطيع ابن عمها.
فنزلت فيها الآية 230 من صورة البقرة.
قال تعالى:" فإن طلقها فلا تحل له من بعد حتى تنكح زوجا غيره، فإن طلقها فلا جناح عليهما أن يتراجعا إن ظنا أن يقيما حدود الله، وتلك حدود الله يبينها لقوم يعلمون".
11 ــ تميمة بنت وهب
وفي الموطأ :
" أن رفاعة بن سموأل طلق امرأته تميمة بنت وهب في عهد الرسول ص ثلاثا، فنكحت عبد الرحمان ابن الزبير، فاعترض عنها، فلم يستطع أن يمسها ففارقها، فأراد رفاعة أن ينكحها وهو زوجها الأول الذي كان طلقها، فذكر ذلك للرسول ص فنهاه عن تزويجها وقال :" لا تحل لك حتى تذوق العسيلة"(1)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 ــ الموطأ كتاب النكاح ص 531
هـ - الظهار:
12- خولة بنت ثعلبة وكانت زوجا لأوس بن الصامت فطلقها، فجاءت إلى الرسول تشتكي زوجها فقالت له:" يا رسول الله أكل شبابي ونثرت له بطني حتى إذا كبُرَ سني وانقطع ولدي ظاهَر مني، اللهم إني أشكو إليك.
فما برحت حتى نزَلَ جبريل بالآيات من 1-4 من سورة المجادلة.
بسم الله الرحمان الرحيم. " قد سمع الله قول التي تجادلك في زوجها وتشتكي إلى الله، والله يسمع تحاورَكما. إن الله سميع بصير. الذين يظَّاهرون منكم من نسائهم ما هُنَّ أمهاتهم. إنْ أمهاتُهم إلا اللائي ولدناهم. وإنهم ليقولون منكرا من القول وزورا. وإن الله لعفو غفور. والذين يظاهرون من نسائهم ثم يعودون لما قالوا فتحرير رقبة من قبل ان يتماسا ذلكم توعظون به والله بما تعملون خبير. فمن لم يجد فصيام شهرين متتابعين من قبل أن يتماسا. فمن لم يستطع فإطعام ستين مسكينا.ذلك لتومنوا بالله ورسوله وتلك حدود الله وللكافرين عذاب أليم".
خولة هي :"خولة بنت ثعلبة ، وقيل : بنت حكيم ، وقيل : اسمها جميلة و خولة أصح ما قيل في ذلك، وزوجها أوس بن الصامت أخو عبادة بن الصامت ــ رضي الله عنهم جميعا ــ وقد مر بها عمر بن الخطاب رضي الله عنه في خلافته فاستوقفته طويلا ووعظته وقالت له : يا عمر قد كنت تدعى عميرا، ثم قيل لك عمر ، ثم قيل لك : أمير المؤمنين، فاتق الله ياعمر ، فإنه من أيقن بالموت خاف الفوت ، ومن أيقن بالحساب خاف العذاب ، وهو واقف يستمع لكلامها، فقيل له :" يا أمير المؤمنين ، اتقف لهذه العجوز هذا الوقوف ؟ فقال : والله لو حبستني من أول النهار إلى آخره لا زلت إلا للصلاة المكتوبة ، أتدرون من هذه العجوز؟ هي التي سمع الله قولها من سبع سماوات ، أيسمع رب العالمين قولها ولا يسمعه عمر؟"(1)
أما زوجها أوس بن الصامت فهو ابن قيس بن أصرم بن فهر بن ثعلبة بن تميم ابن سالم ابن عوف بن الخزرج الأنصاري ، أسلم وشهد الغزوات مع الرسول ص وعاش حتى حكم عثمان بن عفان رضي الله عنه. قال عنه ابن عبد البر:" وهو الذي ظاهر من امرأته فوطئها قبل أن يكفر، فأمره رسول الله ص أن يكفربخمسة عشر صاعا من شعير على ستين مسكينا"(2)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 ــ الاستيعاب لابن عبد البر4 ص 1830
2 ــ المصدر نفسه 1 ص 118
3-الإرث:
13ــ عمرة بنت حزم (1) زوج سعد بن الربيع(2) استشهد في أحد وترك لها بنتين فجاء عمهما وأخذ مالهما ولم يترك لهما شيئا، فذهبت إلى الرسول وقالت له: " يا رسول الله هاتان ابنتا سعد بن الربيع، قتل أبوهما معك شهيدا، وعمهما أخذ مالهما ولم يدع لهما مالا، ولا تُنكحان إلا ولهما مال، فقال (ص) يقضي الله في ذلك.
فنزلت آية الميراث الآية 11 من سورة النساء.
قال تعالى: " يوصكم الله في أولادكم للذكر مثل حظ الأنثيين فإن كن نساء فوق اثنتين فلهن ثلثا ما ترك، وإن كانت واحدة فلها النصف ولأبويه لكل واحد منهما السدس مما ترك إن كان له ولد، فإن لم يكن له ولد وورثه أبواه فلأمه الثلث، فإن كان له إخوة فلأمه السدس من بعد وصية يوصي بها أو دين. آباؤكم وأبناؤكم لا تَدرون أيهم أقرب لكم نفعا فريضة من الله. إن الله كان عليما حكيما".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 ــ هي عمرة بنت حزم الأنصارية روى عنها جابر بن عبد الله رضي الله عنهم ، عن النبي ص في ترك الوضوء مما مست النار
الاستيعاب 4 ـ 1887
1 ــ سعد بن الربيع الخزرجي أحد نقباء الأنصار، كان كاتبا في الجاهلية ، شهد بيعة العقبة الأولى والثانية ، وحارب في بدر و أحد، وفيها قتل" وخلف ابن الربيع ابنتين فأعطاهما رسول الله ص الثلثين، فكان ذلك أول بيانه للآية في قوله عز وجل :" فإن كن نساءا فوق اثنتين فلهن ثلثا ما ترك"
2 الاستيعاب 2 ــ 591
14-أم كَحَّة زوج عبد الرحمان بن تابث الأنصاري وهو أخو الشاعر حسان، توفي تاركا لها خمس بنات.
وفيهن نزلت الآيتان 11 و12 من سورة النساء.
قال تعالى: "يوصكم الله في أولادكم للذكر مثل حظ الأنثيين فإن كن نساء فوق اثنتين فلهن ثلثا ما ترك، وإن كانت واحدة فلها النصف ولأبويه لكل واحد منهما السدس مما ترك إن كان له ولد، فإن لم يكن له ولد وورثه أبواه فلأمه الثلث، فإن كان له إخوة فلأمه السدس من بعد وصية يوصي بها أو دين. آباؤكم وأبناؤكم لا تَدرون أيهم أقرب لكم نفعا فريضة من الله. إن الله كان عليما حكيما.11 ولكم نصف ما ترك أزواجكم إن لم يكن لهن ولد، فإن كان لهن ولد فلكم الربع مما تركن من بعد وصية يوصين بها أو دين، ولهن الربع مما تركتم إن لم يكن لكم ولد، فإن كان لكم ولد فلهن الثمن مما تركتم من بعد وصية توصون بها أودين، وإن كان رجل يورث كلالة امرأة وله أخ أو أخت، فلكل واحد منهما السدس، فإن كانوا أكثر من ذلك فهم شركاء في الثلث من بعد وصية يوصي بها اودين غير مضارٍ غير وصية من الله. والله عليم حليم12".
4-التحريم:(4 ن)
تحريم الزوجة
15-أم الحكم بنت أبي سفيان(1) ارتدت عن الإسلام فحرمت على زوجها فتزوجت من رجل ثَقَفيّ.
فنزلت الآية 11 من سورة الممتحنَة.
قال تعالى:" وإن فاتكم شيء من أزواجكم فعاقَبتم فأتوا الذين ذهبت أزواجهم مثل ما أنفقوا، واتقوا الله الذي أنتم به مومنون".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 ــ هي بنت أبي سفيان بن حرب بن أمية بن عبد شمس ، من مسلمة الفتح، كانت في حين نزول قوله عز وجل " لا تمسكوا بعصم الكوافر" تحت عياض بن عنم الفهري فطلقها حينئذ فتزوجها عبد الله بن عثمان الثقفي . وهي أم عبد الرحمان بن أم الحكم"
الاستيعاب 4 ــ 1932
16- مارية القبطية (1) دخل عليها الرسول (ص) في بيت حفصة، فجاءت فوجدتها معه فقالت: يا رسول الله في بيتي دون بيوت نسائك. قال: فإنها حرام علي أن أمسها يا حفصة واكتمي هذا علي، وأخبرت عائشة.
وفيها أنزل الله تعالى الآيات من 1 إلى 5 من سورة التحريم.
قال تعالى:" يا أيها النبيء لما تحرم ما أحل الله لك تبتغي مرضاة أزواجك والله غفور رحيم. قد فرض الله لكم تَحِلة أيمانكم. والله مولاكم وهو العليم الحكيم. وإذا أصر النبيء إلى بعض أزواجه حديثا . فلما نبَّاَتْ به وأظهره الله عليه عرف بعضه وأعرض عن بعض فلما نبأها به قالت
من انبأك هذا قال نبَّأنيَ العليم الخبير. إن تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما . وإن تظاهرا عليه فإن الله هو مولاه وجبريل وصالح المومنين والملائكة بعد ذلك ظهير. عسى ربه إن طَلَّقكُنَّ أن يُبدله أزواجا خير منكن مسلمات مؤمنات قانتات تيباتٍ عابدات سابحات ثيبات وأبكاراً".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 ــ هي مارية بنت شمعون ( والمارية بتخفيف الفاء هي :البقرة الفتية) و بالتشديد الملساء من جفن من تربة من ترب قرى الصعيد من كورة أنصنا ، سرية النبي ص ، أهداها له المقوقس جريج ، وكان الرسول أرسل إليه حاطب بن أبي بلتعة،وجبرا مولى أبي رهم العغاري ، فقارب المقوقس الاسلام و أهدى معها للنبي بغلة ومارية وقدحا من قوارير" الروض الأنف للسهيلي الأندلسي
وفي رواية أخرى أهداها وغلام اسمه مابور وبغلة اسمها دلدل
المعارف لابن قتيبة 143
"أهدى أمير قبط إلى رسول الله ص جاريتين أختين وبغلة ، فكان يركب البغلة في المدينة، واتخذ إحدى الجاريتين فولدت له إبراهيم ، ووهب الأخرى لحسان ابن تابث.
وقال غيره : كان اسم الجارية سيرين وهي أم عبد الرحمان بن حسان ، ويقال إن مارية أم ولده ماتت بعده بخمس سنين "
5- تحريم الزنا:
17ــ مسَيْكة(1) وأميمة (2) وكانتا جاريتين لعبد الله بن أبي، وكان يُكرهما على الزنا، فشكتا إلى الرسول (ص)
فأنزل الله الآية 33 من سورة النور.
قال تعالى:" وليستعفف الذين لا يجدون نكاحا حتى يغنيهم الله من فضله، والذين يبتغون الكتاب مما ملكت أيمانكم فكاتبوهم إن علمتم فيهم خيرا. وآتوهم من مال الله الذي أتاكم .ولا تكرهوا فتياتكم على البغاء إن أردن تحصنا لتبتغوا عرض الحياة الدنيا ، ومن يكرههن فإن الله من بعد إكراههن غفور رحيم.ولقد أنزلنا إليكم آيات مبينات ومثلا من الذين خلوا من قبلكم وموعظة للمتقين".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 ــ معاذة بنت عبد الله، وقيل مسيكة وهي مولاة عبد الله بن أبي ابن سلول ، وكانت ابنة لعبد الله بن جبير بن الضرير بن أمية بن خدارة ابن الحارث بن الخزرج، سبيت ضمن ما كان بسبي من نساء بين الأوس والخزرج ، كان ابن أبي يكرههما على البغاء، وكانت تأبى لإسلامها. قال عنها ابن شهاب الزهري :
"كانت معاذة مولاة عبد الله بن أبي بن سلول امرأة مسلمة فاضلة ، وكانت تأبى عليه مما يدعوها إليه. قال :ثم إن معاذة أعتقت فكانت فيما بلغني ممن بايع النبي ص بيعة النساء ، فتزوجها بعد ذلك سهل بن قرظة أخو بني عمرو بن عوف ، فولدت له : عبد الله بن سهل ، و أم سعيد بنت سهل ، ثم هلك عنها أو فارقها ، فتزوجها الحمير بن عدي القاري ، أخو بني خطمة فولدت له توأما :الحارث بن الحمير وعدي بن الحمير، و أم سعد بنت الحمير، ثم فارقها فتزوجها عامر بن عدي رجل من بني خطمة ، فولدت له أم حبيبة بنت عامر"
الاستيعاب :4 ــ 1913
2 ــ ذكر السهيلي : " أنهما أمتان لعبد الله بن أبي بن سلول ، اسم الواحدة معاذة و الأخرى مسيكة ، وكان يكرههما على البغاء وهو الزنا من أجل ما كان يعطيان عليه " أي ما يدر البغاء عليهما من مال.
6- تحريم قذف المحصنات:
18-عائشة (1) بنت أبي بكر الصديق ، زوج الرسول(ص) لما خاض الناس في أمرها أرسل الرسول (ص) إليها فقال: عائشة ما يقول الناس؟ فقالت لا أعتذر بشيء حتى ينزل عذري من السماء.
فأنزل الله فيها 15 آية من سورة النور (11 إلى 25)
قال تعالى:" إن الذين جاؤوا بالإفك عُصبة منكم، لاتحسبوه شرا لكم بل هو خير لكم، لكل امرئ منهم ما اكتسب من الإثم والذي تولى كِبره منهم له عذاب عظيم 11 لولا إذ سمعتموه ظن المومنون والمومنات بأنفسهم خيرا. وقالوا هذا إفك مبين 12 لولا جاءوا عليه بأربعة شهداء فإذا لم ياتوا بالشهداء فأولئك عند الله هم الكاذبون 13 ولولا فضل الله عليكم ورحمته في الدنيا والآخرة لمسكم في ما أفضتم فيه عذاب عظيم 14 إذ تلقونه بألسنتكم وتقولون بأفواهكم ما ليس لكم به علم وتحسبونه هينا وهو عند الله عظيم 15 ولولا إذ سمعتموه قلتم ما يكون لنا أن نتكلم بهذا سبحانك هذا بهتان عظيم 16 يعظكم الله أن تعودوا لمثله أبدا إن كنتم مومنين 17 ويبين الله لكم الآيات والله عليم حكيم 18 إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة والله يعلم وأنتم لا تعلمون 19 ولولا فضل الله عليكم ورحمته وأن الله رؤوف رحيم 20 يا أيها الذين آمنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان ومن يتبع خطوات الشيطان فإنه يأمر بالفحشاء والمنكر ولولا فضل الله عليكم ورحمته ما زكى منكم من أحد أبدا ، ولكن الله يزكي من يشاء والله سميع عليم 21 ولا يَأتَلِ أولو الفضل منكم والسعة أن يوتوا أولي القربى والمساكين والمهاجرين في سبيل الله وليعفوا وليصفحوا ألا تحبون أن يغفر الله لكم والله غفور رحيم 22 إن الذين يرمون المحصنات الغافلات المومنات لعنوا في الدنيا والآخرة ولهم عذاب عظيم 23 يوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون24 يومئذ يوفِّيهم الله دينهم الحق ويعلمون أن الله هو الحق المبين25."
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 ــ بنت أبي بكر الصديق وهي التي قالت " وأيم الله لأنا كنت أحقر في نفسي و أصغر شأنا من أن ينزل الله في قرآنا "
وكان من تولى كبر اتهامها عبد الله بن أبي بن سلول مما قاله مسطح بن أثاثة وحمنة بنت جحش وهي بنت عمة الرسول ص وأخت زينب بنت جحش ضرة عائشة بنت أبي بكر ، وحسان بن ثابت شاعر الرسول ،بعد نزول آية براءتها أمر الرسول ص بمسطح وحسان وحمنة فضربوا حدهم
أما حسان فقال شعرا يعرض فيه بصفوان ابن المعطل الذي اتهموه بعائشة رضي الله عنها فلما بلغه شعره اعترضه وضربه بالسيف ثم قال :
تلقى ذباب السيف عني فإنني غلام إذا هوجيت لست بشاعر
انظر خبر الإفك في غزوة بني المصطلق سيرة ابن هشام من الصفحة 309 إلى ص 321
قال ابن هشام في آخرها عن عقوبة الحد للقائلين بالإفك :
لقد ذاق حسان الذي كان أهله وحمـنة إذ قـالـوا هجيـرا ومسطح
تعاطوا برجم الغيب زوج نبيهم وسخطة ذي العرش الكريم فأترحوا
و آذوا رسول الله فيها فجللوا مخازي تـبقى عمموها وفضحـوا
و صبت عليهم محصدات كأنها شآبيب قطر من ذرى المزن تسفح
7- الحجاب:
19- امرأة من الأنصار جاءت الرسول (ص) فقالت: إني أكون في بيتي على حال لا أحب أن يراني عليها احد، وإنه لا يزال يدخل علي رجل من أهلي وأنا على تلك الحال، فكيف أصنع؟
فنزلت الآية 27 و28 من سورة النور.
قال تعالى:"يا ايها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوتا غير بيوتكم حتى تستأنسوا وتسلموا على أهلها، ذلكم خير لكم لعلكم تذكرون27 فإن لم تجدوا فيها أحدا فلا تدخلوها حتى يأذن لكم، وإن قيل لكم ارجعوا فارجعوا هو أزكى لكم والله بما تعملون عليم28".
20-أسماء بنت مرثد(1) كانت في نخل لها فجاءت النساء ودخلن عليها غير متأزرات وقد بدت الخلاخل في أرجلهن، وبدت صدورهن وذوائبهن فقالت: ما أقبح هذا. فأنزل الله الآية 31 من سورة النور.
قال تعالى:" وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها، وليضربن بخمورهن على جيوبهن ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن أو آبائهن أو آباء بعولتهن أو أبنائهن أو أبناء بعولتهن أو إخوانهن أو بني إخواتهن أو بني أخواتهن أو نسائهن أو ما ملكت أيمانهن والتابعين غير أولي الإربة من الرجال أو الطفل الذين لم يظهروا على عورات النساء، ولا يضربن بأرجلهن ليُعلم ما يُخفين من زينتهن، وتوبوا إلى الله جميعا أيها المومنون لعلكم تفلحون."
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 ــ أسماء بنت مرثد الحارثية الاستيعاب 4 ــ ت 1785
8- الطهارة:
21 ــ عائشة
بنت أبي بكر الصديق، زوج الرسول(ص) بعد حادثة الإفك، خرجت مع الرسول (ص) في غزوة أخرى فسقطت منها قلادتها فحبس الناس لالتماسها ثم حضرت صلاة الصبح، فالتمس الرسول (ص) الماء للوضوء فلم يوجد فشرع التيمم لما أنزل الآية 6 من سورة المائدة.
قال تعالى:" يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم وأيديكم، إلى المرافق وامسحوا برؤوسكم، وأرجلكم إلى الكعبين وإن كنتم جُنبا فاطهروا وإن كنتم مرضى أو على سفر أو جاء أحد منكم من الغائط أو لامستم النساء فلم تجدوا ماء فتيمموا صعيدا طيبا. فامسحوا بوجوهكم وايديكم منه ما يريد الله ليجعل عليكم من حرج ولكن يريد ليطهركم وليتم نعمته عليكم لعلكم تشكرون". (1)
وفي التيمم نزلت الآية 43 من سورة النساء: " يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة وانتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون ولا جُنبا، إلا عابري سبيل حتى تغتسلوا، وإن كنتم مرضى أو على سفر أو جاء أحد منكم من الغائط أو لامستم النساء فلم تجدوا ماء فتيمموا صعيدا طيبا. فامسحوا بوجوهكم وأيديكم إن الله كان غفورا رحيما"
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 ــ أنظر كتاب التيمم في صحيح البخاري ج 1 ص 20
كتاب التيمم من ص 207 إلى ص 215 المصدر نفسه
9- البر بالوالدين: (2ن)
22- قتيلة
بنت عبد العزى بن عبد أسد أم أسماء وعبد بن ابي بكر وطليقته، قدمت على ابنتها أسماء بهدايا فرفضت أسماء قبول ذلك منها وإدخاله إلى بيتها لأنها كانت مشركة، فبعثت إلى الرسول تسأله في ذلك، فأمرها (ص) بالقبول.
فنزلت الآية 8 من سورة الممتحنة.
قال تعالى:" لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتُقسطوا إليهم، إن الله يحب المقسطين".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1ــ قتيلة بنت عبد العزى بن عبد أسعد بن نصر بن مالك بن حسل بن عامر بن لؤي كانت زوج أبي بكر الصديق و أم أبنائه : أسماء و عبد الله ابني أبي بكر ، طليقة أبي بكر ضلت على شركها وجاءت زائرة لابنتها أسماء تحمل إليها هدايا فرفضت أسماء قبولها وردتها حتى سألت النبي في ذلك فأباح لها لقاءها وبرها
10- المساواة بين الرجل والمرأة في أجر الجهاد:
23- أم سلمة(1)
زوج الرسول(ص) قالت له:" يغزو الرجال ولا يغزوالنساء، وإنما لنا نصف الميراث"
فأنزل الله الآية 32 من سورة النساء.
قال تعالى:" ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض للرجال نصيب مما اكتسبوا ، وللنساء نصيب مما اكتسبن واسألوا من فضله إن الله كان بكل شيء عليما."
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1ــ أم سلمة هند بنت أبي أمية ابن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم أخت عمار بن ياسر من الرضاعة، تزوجت من ابن عمها أبي سلمة عبد الله بن عبد الأسد بن هلال بن عبد الله بن عمر ابن مخزوم، ورزقت منه بسلمة، هاجرت مع زوجها إلى الحبشة ، ثم إلى المدينة ، توفي زوجها في جمادى الأخيرة سنة 3 من الهجرة ، فتزوجها الرسول ص
سيرة ابن هشام ج 1 ص 269
و أمها عاتكة بنت عمر ابن ربيعة بن مالك بن خزيمة بن علقمة بن فراس .
قيل : اسمها رملة و قيل هند ، توفيت في أول خلافة يزيد بن معاوية سنة ستين ، وقيل في شهر رمضان أو شوال سنة تسع وخمسين ، وصلى عليها أبو هريرة ، وقيل إن الذي صلى عليها سعيد بن زيد ، وكانت قد وصت أن يصلي عليها
الاستيعاب 4 ــ1921
24- نَسيبة المازنية(1) المشهورة بأم عِمارة جاءت الرسول (ص) وقالت له: " ما أرى كل شيء إلا للرجال وما أرى النساء يذكرن بشيء".
فنزلت الآية 35 من سورة الأحزاب.
قال تعالى:"إن المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات والقانتين والقانتات والصادقين والصادقات والصابرين والصابرات والخاشعين والخاشعات والمتصدقين والمتصدقات والصائمين والصائمات والحافظين فروجهم والحافظات والذاكرين الله كثيرا والذاكرات أعد الله لهم مغفرة وأجرا عظيما".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أم عمارة الأنصارية نسيبة بنت كعب بن عمرو بن عوف بن مبذول بن عمرو بن عثم بن مازن بن النجار ، زوجة زيد بن عاصم و أم ولده :حبيب و عبد الله ابنا زيد بن عاصم ، كانت من النساء اللائي شهدن بيعة العقبة وبيعة الرضوان ، و شهدت مع زوجها و ابنيها أحدا، ثم شاركت في حرب المسلمين في اليمامة، وكان ابنها عبد الله أسيرا عند مسيلمة وقتله، فقاتلت حتى أصيبت باثني عشر جرحا بين طعنة وضربة
الاستيعاب 4 ــ 1948
1 11 ــ المدح: (15 ن)
25 ــ امرأة عمران أم مريم :
الآية 35 و36 من سورة آل عمران:
" إذ قالت امرأة عمران ربي إني نظرت لك ما في بطني محررا فتقبل مني إنك أنت السميع العليم 35 فلما وضعتها قالت رب إني وضعتها أنثى والله أعلم بما وضعت وليس الذكر كالأنتى وإني سميتها مريم وإني أعيدها بك وذريتها من الشيطان الرجيم36".
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1 ــ حنة بنت فاقود زوجة عمران ابن مثان
تفسيرالطبري 3 ص 235
وتاريخه 1 ص 418
26 ــ مريم بنت عمران
الآية 91 من سورة الأنبياء
الاية 42-47 سورة آل عمرام
الآية 16-34 سورة مريم
الآية 50 سورة المومنون
قال تعالى: " والتي أحصنت فرجها فنفخنا فيها من روحنا وجعلناها وابنها آية للعالمين"91
قال تعالى:"و