في وقت تسعى فيه المرأة العراقية الى تأكيد حضورها في الداخل، في مجال السياسة، فأنها تنجح في تأكيد ذاتها عبر فعالياتها وحضورها على الصعيد الدولي ايضا.
وليس الإبداع والتفوق بجديد على نساء العراق، إذا ما تذكّرنا إن العراق كان رائدا في المنطقة العربية في مجال تحرير المرأة وتبؤها مراكز مهمة في مجال الإعمال والعلوم والمناصب الإدارية والسياسية. بحسب المركز المركز الخبري لشبكة الأعلام العراقي.
ومنذ ثلاثينيات القرن الماضي، حين دخلت الفتاة ملك رزوق غنام كلية الطب، وسانحة أمين زكي المولودة العام 1920، وكانت أول فتاة مسلمة تدخل كلية الطب، استمرت مسيرة الإبداع النسوي. والجديد في المشهد، الانجازات التي تحققها المرأة العراقية في بلدان المهجر، بعدما أجبرتها الظروف الاقتصادية والسياسية على ترك بلدها، ليتمخض وجودها في المهجر عن دور متميز أثبتت فيه جدارة . وفي هذا الصدد تخوض زينب الحسني رئيسة جمعية سيدات الأعمال العراقية في الكلام عن دور المرأة العراقية في حديثها قائلة : « البروز والتميز صفة النساء العراقيات المقيمات في الخارج بعدما تَمَكَنّ َبكفاحهنّ من جعل العالم يعترف بعطائهن وإبداعهن». وتستطرد الحسني في الحديث :» من طبيعة المرأة، التميّز لان في داخلها طاقة دائمية مثل الأرض والهواء، وإبداعها في حرفة أو مهنة لا يثنيه عائق».لكن الحسني تركّز على بعض الحالات التي فيها « يُعوّق المجتمع هذه الطاقات ويقتل الأحلام، ليظهر إبداعها أكثر سطوعا في أوربا والدول الأخرى «.ومنذ سنوات تتربّع، المعمارية العراقية زها حديد، على عرش المرأة المتميزة، حتى برزت في العام 2011 كواحدة من أبرز 150 امرأة في العالم بحسب مجلة نيوزويك وجريدة ديلي بييست . كما اختيرت الى جانب زها، الناشطة النسوية العراقية زينب سلبي من مؤسسة منظمة (نساء للنساء) كامرأة لها دور الريادة بين نساء العالم أيضا. وزها من ابرز معماريي العالم، طرّزت بأفكارها الهندسية العديد من مدن العالم، كما حصلت على شهادات تقديرية من أساطين العمارة العالمية، فقفز اسمها إلى جانب فحول المعمار، كما حصلت على جائزة بريتزكر المشهورة في مجال التصميم المعماري، والتي تعادل في قيمتها جائزة نوبل، لتصبح أول امرأة تفوز بها منذ تأسيسها قبل نحو 25 عاماً. وزينب سلبي، ناشطة عراقية فاعلة في مجال حقوق المرأة من خلال منظمتها (نساء للنساء) التي أسستها العام 1992 في الولايات المتحدة لمساعدة المرأة في مناطق النزاع المسلح في أفغانستان والبوسنة مثلما العراق، ودول أخرى. وفي أشارة إلى الفخر بما قدمته سلمى، تقول نائب رئيس لجنة المرأة والأسرة والطفولة في مجلس النواب العراقي سميرة الموسوي :» الاختيار مصدر فخر للنساء العراقيات».وتردف : « التكريم ليس جديدا على المرأة الرائدة في الإبداع والتألق».وفي ذات الوقت تثني الطبيبة العراقية نورا الخفاجي المقيمة في هولندا على « الدور المتصاعد للمرأة العراقية منذ العام 2003، وما رافق ذلك من انفتاح أعلامي تجاهها، ساهم في التعريف بها».نجاح آخر للمرأة العراقية خارج البلاد تجسّده عبير السهلاني، التي نجحت في الوصول الى البرلمان السويدي مثلما ترشحت للبرلمان الأوربي، على رغم عدم نجاحها في الداخل في انتخابات 2003، كمرشّحة عن الائتلاف العراقي الموحد . و السهلاني، ناشطة سياسية (سويدية)، من أصل عراقي، حاصلة على شهادة الماجستير في تحليل أنظمة الكمبيوتر من جامعة ستوكهولم، وتشغل منصب مستشارة لشؤون السياسة الخارجية في البرلمان الأوربي . وطبيبة عراقية مبدعة هي لحاظ الغزالي المتخصصة في علم الوراثة، والحاصلة على جائزة (لوريال اليونسكو) لعام 2008 . والغزالي إحدى الطبيبات العراقيات اللواتي اضطررن إلى الهجرة من العراق بسبب الظروف السياسية والاقتصادية التي مرّ بها، إذ تخرّجت الغزالي من كلية الطب بجامعة بغداد، وتخصّصت في طب الأطفال والجينات في جامعة إدنبرة في بريطانيا. رصدت الغزالي في دراسات لها، التشوهات الخَلقية الناجمة عن انتشار الزيجات بين القربى، وأثمرت جهودها عن عشرات البحوث الطبية، وأفردت لها المجلة الطبية (لانست) صفحة للتعريف بها إلى جانب مشاهير الأطباء . وسُلّطت الأضواء على ريام ناجي، العالمة العراقية في كلية العلوم في الجامعة المستنصرية، بعد حصولها على جائزة اليونسكو للباحثات الشابات في عموم العالم للعام 2011، عن بحثها حول (التقويم البايولوجي الكيميائي) في اهوار العراق، باعتبارها محمية طبيعية نالت من الدراسات الاهتمام القليل . واستطاعت رابحة الناشئ، الباحثة الاجتماعية والناشطة العراقية المقيمة في فرنسا، من تحقيق نجاحات مهنية وأكاديمية بعد الحصول على شهادة الدكتوراه في علم الاجتماع اللغوي باللغة الفرنسية العام 2007.