وحول جرائم القتل، اشارت المديرية إلى ان حالة قتل واحدة سجلت بمحافظة دهوك ، وحالتي إنتحار في كل من اربيل والسليمانية ، اما التحرش الجنسي فقد بلغ 12 حالة، 7 منها في السليمانية و4 في دهوك، وحالة واحدة في اربيل ......
وحول استمرار حالات الأنتحار حرقأ ، وهي ظاهره شائعة في المجتمع الكوردستاني ، قالت مديرة دائرة مواجهة العنف ضد المرأة بوزارة الداخلية ، السيدة كورده عمر : على الرغم من انخفاض وتيرة هذه الظاهرة المخيفة الا انها لا تزال قائمة ، وتهدد بنيان المجتمع الكوردي , وللأسف هذه الظاهرة اصبحت ثقافة مترسخة لدى المرأة الكوردية ....
واضافت عمر : نحن في المديرية نواجه صعوبات عديدة في الكشف عن المزيد من حالات العنف بسبب القيود الأجتماعية وخوف المرأة من اسرتها، فعلى سبيل المثال لدينا في هذه الاحصائيات 10 حالات انتحار حرقأ، مع 13 حالة تم رصدها في المستشفيات لحالات الحرق عمومأ، أي قضاء وقدر ، وهذه حالات مشكوك فيها أصلا، لاننا متاكدون انها محاولات للأنتحار لكن النساء يرفضن الاعتراف بذلك خوفا من اسرهن، فيدعين امام محققي الشرطة بانهن احترقن بسبب انسكاب زيت المدفاة او انفجار انبوبة الغاز، وما إلى ذلك من حجج واهية، ونحن متاكدون من ان معظم تلك المحاولات هي للأنتحار، لكنهن لا يعترفن بذلك......... !!
ما العمل وما هوالمطلوب ؟!
بختصار شديد : بعد ان اصبح الانتحار حرقا احد الخيارات الُمرة للمرأة في اقليم كوردستان في ظل العادات والتقاليد البالية والعشائرية المتخلفة التي تكبل المجتمع الكوردستاني والتي تمارس فيها جميع أنواع العنف الأسري والنفسي والجنسي وشتى أنواع الضغوطات التي تقيد حرية المرأة وتهين كرامتها وتقلل من قيمتها وإنسانيتها...... يرى الكثير من الخبراء و الباحثين المهتمين بهذه الظاهرة الخطيرة في الاقليم ، بان من الممكن ان تكون حالات الانتحار حرقأ بين الفتيات والنساء اكثر بكثير من الحالات والارقام المعلنة من قبل مديرية مواجهة العنف ضد المرأة في الاقليم ، ولكن بسبب العادات والتقاليد الموروثة والاعراف العشائرية المتخلفة التي تكبل ارادة المرأة الكوردستانية وتعطل طاقاتها بجملة من القيود البالية التي لا تعترف بدور المرأة خارج إطار الإنجاب وتربية الأطفال ومسئولية البيت ،والتي تؤدي بدورها الى عدم وصول قضايا كثيرة إلى المحاكم والجهات المعنية في الاقليم ...بالاضافة الى التفسيرات الدينية المتشددة للقرآن والتي تبرز كتحديات حقيقية أمام تمكين المرأة من التقدم وكسر القيود ......وعليه فإن المطلوب ليس فقط الادانة وكشف المزيد من حالات العنف ضد المرأة , بل واتخاذ كافة الوسائل من اجل ردع المعتدي وانقاذ حياة المئات من البريئات من الموت والحروقات والتشوهات وخاصة بعد ان اصبحت ظاهرة الانتحار حرقا من الظواهر المخيفة في الاقليم تهدد مجتمعنا الكوردستاني رغم وجود المحاولات للحد من هذه الظاهرة المخيفة إلا أن عدد النساء اللواتي يقدمن على الانتحاراو يتم (حرقهن) من قبل اسرهن في تزايد مستمر.................
نعم ....نعم ان المرأة الكوردستانية قادرة على الفعل والمطالبة بحقوقها الحقيقية ، فالإنتحار حرقأ لا يتناسب إطلاقاً مع ما سجلته المرأة الكوردستانية من تطورات متعددة ومختلفة وفي كافة المجالات ( السياسية والاقتصادية والثقافية ) .....
اخيرأ .... إننا نعيش مرحلة حساسة جدا ...علينا جميعا ...نساءاً ورجالأ ان نتكاتف وأن نكون يقظين تجاه ما نواجهه من تحديات خطيرة خارجية وداخلية , وعليه يجب ان نكون جاهزين لممارسة دورنا الحقيقي في النضال من اجل ترسيخ كل القيم الانسانية النبيلة في مجتمعنا الكوردستاني ومحاربة العادات والتقاليد المتخلفة التي تكبلنا وتقيد عقلنا وإبداعنا .......
عن رابطة الدفاع عن حقوق المراة العراقية