بعناد باتر أمها ترفضني بشدّة
الفتاة التي أحب
تقول ابنتي غصن من أهزوجة
حسناء مليحة بجدائل تمتد بين هودجين
خدّها معتق بفضة القمر
وخلخالها من زهر الرمان
أنت شاعر أشعث بقلب صغير
وتمرك لا يؤكل
قلت خذي فرحي وساعة الشروق
حدقة صراخي ولون نخيلي
خذي قصائدي ونكهة أصابعي
لو شئتِ ما أرقت وجهي
قالت عند عتباتنا تُقرع الكرامات
أنا أَهبُ الفصول ولادتها
لا ينفع معي مطر ولا بشر
فلا فرح لكَ ولا شجر
احترت في التأويل استشرت وسألت
أما من كوة تفضي خارج هذه المشنقة؟
قالوا بلا أمل تُبحر أشرعتكَ
كل الجهات تشهق حمماً
سيظلّ حزنك جاثماً كشرنقة فقدت أجنحتها
سألوني ما بالك والنساء تصدح
أريم القبائل هي؟
أجبتُ بل شامتها
لا تشبهها القصائد المعلّقة
ولا جداول النرجس
هي وجه العيد العائم لحظة الغروب
منذ نيّف وسبعة مواسم
صدفة التقيتها
امرأة ببراعم خمرية
حبّة خزامى تلاحقها البساتين
همتُ بوجدها
ونامت غيمة على نهر قلبي
في جنون التفاح سقطت
وأنا أنتظرها
ذات رمق يحترق
وأنا على بعد خسف أنتفض في وقتي المغلق
لا فرار للخطى من دربها
احتجبتْ في بهجة البياض
امتشقت الحبيبة من جوف الهاوية رمحاً
وأمعنت في خاصرتي
تقول أحبكَ يا وليفي ولكن
ينتظرني رجل آخر
وأنا أسقط تحت اللحاف آخر الليل
كل يوم لاصطياد الغفوة
يخرج قلبي من تُرعته فوق الغطاء
يرتدي برقعاً من أسلاك شائكة
خلف السائل الأحمر يسترق النظر
بعينين تكبلهما خدوش رطبة
وأقدام تتعلّم الفطام
يبحث عن لبّادة العشب
أغطّي يقظتي وأُغمض فراشي
كي تغفو فوق الهوّة شِدّتي
لكن أرق الفراش يرميني كل ليلة
من أين يأتي كل هذا الحب؟
من أين لقلبي هذا الطفل العاشق؟
لو أن شغف الإبحار يعود
انتهى العرض
داهمتني الألوان البالية
لا تنسوا ترتيب التفاصيل الراكدة
في الخفق النازف جرحاً متوثباً
أنا وحدي وهذه الأضلاع نتلوّى
مثل قطعة وجع في سلّة ملح
بلا سبيل بلا تمر
وبلا حبيبة
أنتظرُ قلبي أن يكبر
حسن العاصي
كاتب وصحفي فلسطيني مقيم في الدانمرك