أقدار أم اختيار/ قصة قصيرة

2011-10-13

لازلت حائرة من أمري ومن ألاعيب القدر معي. أاتراه يترك لي حرية الاختيار هذه المرة، أم يضعني أمام الأمر الواقع؟؟؟

ليته يفعلها هذه المرة ولايتركني في حيرة من أمري.

فالاختيار صعب، والمنافسة شرسة. وعلىّ أن اختار بين محب صامت، وصاحب سلطته مستقبلي في قبضة يده ، وملياردير سيلبي آمالهم.

لم يعد لي مفر، فالسنوات تتساقط كأوراق الشجر على حد قولهم، لستُ أدري إن كانت كلماتهم ستدفعني للسعادة أم إلى جب الهلاك ؟؟؟

أين أنت أيها المحب الغائب؟
لن استطع الجهر بحبك في وجوههم، بعدما افقدني صمتك الأمل.

أما أنت يا صاحب السلطة؛ فلو تركت أمامي اختيار لاخترتك. لكنك ساومتني؛ سلبت يداك ثمرة جهدي وحلم السنين، إما أن اقبل الزواج منك وآخذ درجة الماجستير وأجلس على المقعد الشاغر في الجامعة وإما لا شئ.

سأكون أنانية من وجهة نظرهم لو قبلت الزواج من أستاذ الجامعة....

وأنت يا صاحب المال، جئت لتحقق أحلامهم، فرصة سفر إلى أمريكا لأخي الكبير، مقعد شاغر في كلية طب في أي جامعة خاصة لأخي الصغير.

أعلم أنني لست بالنسبة لك أكثر من حلم ضائع سلبه منك الزمان، لست إلا صورة من "سلوى" حبيبتك القديمة؛ التي دفعك فراقها إلى أن تهاجر لتجمع المال الذي تشتري به مثيلتها.

أعرف أن ذاكرتك لم ترتد إلى الوراء لتحسب السنوات التى مضت على حلمك القديم، أكثر من عشرين سنة تقف بيني وبينك، لكن في اعتقادك واعتقادهم عشرين مليون دولار تعوض فرق السن.

الفرق فقط سيظهر في الصورة التي يلتقطها هذا المصور البارع، إذا حالفه الحظ واستطاع أن يخفي تجاعيد وجهك، لكنه لن يستطع أن يخفي الشيب الذي التهم البقية الباقية من شعر رأسك.

لستُ أدري إن كانت انظار المدعوين إلى هذا الحفل البهيج ستلتف نحو فستان الزفاف الذي اشتراه لي من أرقى بيوت الأزياء، أم نحو الشبكة التي اشتراها لي بمئات الآلاف. أخشي أن يسلب انظارهم شئ آخر!!!!

كلما يقترب عقرب الساعة من العاشرة مساء يزداد خفقان قلبي، أنفاسي المتلاحقة تتصاعد ، وعيناي لاتزال حائرة في السماء تلتمس العون....
اتمنى أن تتوقف عقارب الساعة......

إنها "ازميرالدا" صديقتي العزيزة تخترق الصفوف وتتقدم إلىّ باتسامة تغمر وجهها، رغم أنها على يقين بما يدور بداخلي الآن.

عندما لمحت الضوء المنبعث من تليفوني المحمول الذي تركته معها، أيقنت السبب ....

لا اُ صدق ما تراه عيناي، المحب الصامت ينطق في آخر لحظة....

لكن إلى أين المفر؟
خلال دقائق سيصل المأذون، ازميرالدا من فضلك أفعلي شئ من أجلي ؟

بمائة جنيه تنطفئ الأنوار، يتخبط المدعون، يتسلل الشك إلى قلب أمي التي تؤمن بالفأل، ستصدق أكثر عندما ترى الفستان الذي مزقه كعب حذائي....

أزميرالدا تصارع الزمن تنطلق سيارتها بسرعة جنونية لتبلغ المأذون أن الفرح قد تم تأجيله...
ويأبى القدر أن يخفي النوبات العصبية التي تهاجم ذلك المنحوس بين الحين والآخر...

آيات شعبان
كاتبة ومترجمة
ayat_shaban@yahoo.com

 

معكم هو مشروع تطوعي مستقل ، بحاجة إلى مساعدتكم ودعمكم لاجل استمراره ، فبدعمه سنوياً بمبلغ 10 دولارات أو اكثر حسب الامكانية نضمن استمراره. فالقاعدة الأساسية لادامة عملنا التطوعي ولضمان استقلاليته سياسياً هي استقلاله مادياً. بدعمكم المالي تقدمون مساهمة مهمة بتقوية قاعدتنا واستمرارنا على رفض استلام أي أنواع من الدعم من أي نظام أو مؤسسة. يمكنكم التبرع مباشرة بواسطة الكريدت كارد او عبر الباي بال.

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
©2024 جميع حقوق الطبع محفوظة ©2024 Copyright, All Rights Reserved