* الى  هادي العلوي 

قال لي 

ابتعدنا عن الدار --

ثم مضى في الضبابْ

كان قلبُ المسيحِ على وجههِ

وعلى جسمهِ

من مسوحِ المسيح  ثيابْ

لم ازلْ اذكرُ عينيه تائهتين

فحينا غيابٌ  وحينا حضورٌ وحينا غيابْ

وترانيمهُ في المساء البعيدْ

والمحيط الذي جاء مختلجاً

منصتاً للنشيد

كان بيني وبين السماء مدىً ومدى

بيد ان النشيد مضى في المحيط بعيداً

وعاد الصدى

فاذا بالسماءْ

نجوماً واشرعةًً واساطيرَ نورٍ وماءْ

تكون جليساً لنا

وتمنحنا نخلنا

والبساتينَ  والشطَ  والبدرَ والبارقاتْ

واذا بالحياةْ

تعود حياةً

ويركض بين البساتين

في زرقة الافق طفلُ الحياةْ

حين غنى

كان المسيح اتى مفردا ومثنى

كان صوت الحبيبات والعاشقات

يغني معه

ويغمرنا العطرُ

ينثالُ من ساحرات النجومِ

ومن راقصات البناتْ

فكم نجمة راقصتْ نورها

وكم نبتة غازلتْ عطرها

وكم هيج الشعرُ والكلماتُ بحورا

وكم هداتْ من بحور

حين عاد الصدى

من وراء المدى

فاذا بالنجوم قواريرُ عطرٍ

واذا بالبنات نبات  

 

      

                                                                                                                                   *

كتبت هذه القصيدة المهداة الى الراحل الفقيد الكبير هادي العلوي بعد وفاته ونشرتها في جريدة النهار البيروتية في 29 كانون الاول2008, وكانت جمعتني والراحل علاقة صداقة وتراسل وتهاتف وعمل مشترك في جمعيات خيرية ووطنية عراقية مثل جمعية الدفاع عن الرافدين التي كانت تسعى الى منع اقامة السدود الهادفة او المؤدية الى قطع مياه دجلة والفرات عن العراق او تقليل حصته منهما , وجمعية بغداد المشاعية العراقية التي قامت ولسنوات بجمع التبرعات من عراقيي الخارج وارسالها الى الاسر العراقية المنكوبة والمهددة بشرفها والنازحة الى بلدان الجوار 

كريم