الأزياء التقليدية النسائية المغربية قديمة قدم تاريخ المغرب، الذي وفدت عليه حضارات من الشرق والغرب وامتدت مساحته شرقا إلى تونس وشمالا إلى الأندلس. مع الاحتفاظ بخصوصياته. ولهذا لا استطيع أن أقف على بداية التفصيل والخياطة والفتق والرتق . وسأنطلق من وثيقة تاريخية هي جدتي لأمي: زهور العلج، والدتي السعية بناني، وحماتي فاطمة الهواري. وذلك فيما يخص التكشيطة -أي القفطان والمنصورية-، وجدتي لوالدي: رقية بوزيان وعمتي كنزة الأفروخي، والأستاذة خديجة شباعتو. وذلك فيما يخص الشقة والحنديرة . مستأنسة بما ورد عن القفطان والمنصورية، والشقة والحنديرة وغيرهما من الأزياء التي وردت في رواية دنياجات - لطيفة حليم، دارزازية الفن، الرباط 2007 .
لقد ارتبط القماش والتفصيل في ذاكرتي منذ نعومة أظافري فكنت مولعة بالأزياء وتفاصيلها ونوعيتها، وذلك ناجم عن حرص والدتي الشديد على تتبع الموضة في نوعية الأثواب وتفصيلها ورتقها . وهذا ما دفعني أن أساند السيدة نوال حلاوة على تأسيس بيت تراث العرب عندما التقينا أول مرة، وذلك بعد أن انتهيت من المحاضرة التي قدمتها حول "الشعر النسائي العربي في كندا ". مونتريال : جمعية الأمهات 05- 11-2001 . كان بيننا حوار نجم عنه مشروع تأسيس بيت تراث العرب بكندا
حيث كنت المسئولة عن الجناح المغربي في المهرجان، وقد حظي العرض الذي قدمته من طرف الحضور الكندي والعربي باهتمام كبير. وعلى الخصوص اللباس التقليدي الأمازيغي الذي ألتقط صحفي صورة له ظهرت على واجهة الصفحة الأولى في جريدة يومية بمونتريال .
سأتحدث باقتضاب عن اتنوغرافية الأزياء التقليدية النسائية بالمغرب الذي حاولت أن أعرضه في مهرجان تراث العرب .
"الخريب": صفحة45. قفطان تقليدي عربي عرف في مدينة فاس. وهو لباس فاخر وسمي بالخريب لأنه يخرب ميزانية الأسرة، لسعره الباهظ، وإذا حظيت المرأة بهذا القفطان أو ورثته عن جدتها يظل مدى العمر بهيا تلبسه مفتخرة في جميع المناسبات.
" الشقة": صفحة 84 . وهو قماش أبيض ناصع شفاف يشبه الثلج ويعرف ب"الثليجة". لا يرتقه خيط ولا تدخله إبرة، ويحتوي على 8 ثمانية أمتار ، يلف على جسد المرأة فيسترها وتختفي معه تقاسيمه واستداراته، يعتمد على مهارة شق هذا الثوب على جسد المرأة ومسكه ب "تسغناس"صفحة 105.
مع حزام يشد دائرة الخصر وهو من الحرير لونه اصفر فاقع، مرصع بموزون - قطع من الفضة .
"الحنديرة" : صفحة 84 ،85 وهي قطعة منسوجة من الصوف، مستطيلة الشكل، مرصعة بقطع" موزون من الفضة "
"التكشيطة" : القفطان والمنصورية . وهي الأزياء التقليدية المتعارف عليها عند المرأة المغربية في جميع ولايات المغرب، عرفت أول مرة بمدينة فاس. - وهي قطعتين. القطعة الأولى القفطان ويكون سميكا، والقطعة الثانية شفافة، القطع تختلف بحسب الفترات الزمنية ، ، فترة الاستعمار الفرنسي، قفطان لابيسين صفحة83 - الاسم باللغة الفرنسية . ترجمته للعربية المسبح. القطعة الثانية المنصورية "مارشال " صفحة 84، قفطان " الهوى بالنوى"، ومنصورية " الحمق فوق الجبل" صفحة 31.
"الدنياجات". قفطان وهو أقدم من قفطان الخريب، عن قطعة من القماش السميك ترسم عليه ورود وتطرز بحرير أصيل، ألوانه مختلفة ومتناسقة بهية في أناقة وغواية تدخل الفرح أي البهجة ولهذا فهو موسوم كذلك ب"البهجة" .
القفطان طرز النطاع. وهو من موبر مرسوم عليه الطائر من نوع طاوس ومطرز بخيوط الذهب
وهو من أصل جزائري
واهتمامي بالقفطان المغربي يتجلى من خلال رواية "دنياجات" التي حضرت فيها الأزياء المغربية النسائية التقليدي منذ القرن التاسع عشر مع الشخصية المحورية في الرواية وهي "للافضول " ومدينة فاس في ارتدائها "الحائك" الخروج من البيت والذي عوض بالجلباب
عرف القفطان والمنصورية عند الرجل قبل المرأة ، فقد اشتهر الموسيقي " زرياب" بارتداء القفطان بأناقة مفرطة، وإذا اعتبرنا أن " زرياب" اول من ارتدى القفطان فإن المنصور الذهبي أول من ارتدى المنصورية الموسومة باسمه .
اللباس التقليدي ارتداه الرجل قبل المرأة وظل الرجل يرتديه إلى عهود قريبة . فقد كان جدي عبد الكريم بناني يرتدي القفطان والفراجية . من الروايات التي كانت ترويها جدتي زهور العلج انه حصل مرة أنها خرجت مع زوجها فشعرت بالبرد نزع جلبابه ولبسته . عوض "الحايك" كان البرد شديدا خلع جلبابه ودفاها واستحسنته وأصبحت ترتدي جلبابه مع إضافة اللثام
الجلابة "تجلابيت" لباس تقليدي امازيغي وهو في الأصل مشتق من اللفظ الامازيغي "ثلج" صفحة 135 ومن المحتمل أن يكون الاصل هو "جلباب" المعروف عند الرومان خلال احتلالهم للمغرب. تجلبيت انتقلت إلى الأندلس مع الفتح الإسلامي وحصل عليه تغييرات بسيطة لم تتلفت الأصل الذي هو" القب" ووظيفته حماية الرأس من البرد و "تجلابيت" لباس للفقراء والأغنياء والأعيان . وأصبح أخيرا لباسا وطنيا تقليديا .
المراجع:
الدكتورة لطيفة حليم: رواية دنياجات 2007 ، مهرجان بيت تراث العرب 2002