عدسته الفنية سافر المصور الشاب حمزة محيمدات إلى الماضي ليطل عليه عبر نافذة الفوتوغرافية لتكريم الأجداد من خلال القصبات التي تشكل جزءا من الرصيد الأثري المغربي، والتي أثارت جماليتها انتباه الفنان أثناه سفره المستمر بمختلف أنحاء الوطن، وارتأى أن يساهم من زاويته في تخليدها عبر الفن التصويري بعيدا عن النظرة السياحية، والاحتفاء بها في المعرض الذي تحتضنه المكتبة الوطنية بالرباط والذي يضم 32 صورة من أحجام مختلفة، والتي هي جزء من المشروع الذي دعمته وزارة الثقافة، والذي يتضمن كابسولات تلفزية عبارة عن أشرطة وثائقية حول ثماني قصبات هي "أيت بن حدو"، "تاوريرت"، "المهدية"، "الوداية"، "أمركو"، "تادلة"، "بولعوان" و"الصويرة-القديمة". وتقدم سمعيا وكتابة بثلاث لغات هي العربية والأمازيغية والفرنسية، كما تم إطلاق موقع إلكتروني فضلا عن إصدار كتاب باللغات الثلاث عن هذه القصبات للتعريف بها والتي كتب تقديمه ابو القاسم الشبري المختص في علوم الاثار والتراث، فيما تولت فدوى النقال المختصة في علوم الأرض والآثار المحتوى العلمي حول القصبات، والكتاب يحتوي على الصور التي التقطها حمزة محيمدات والذي قال عنه كون المشروع بني على أساس بحث وتحضير مبني على وثائق ومخطوطات تاريخية والتي تم الاعتماد عليها في تقديم الكتاب، وقد حاول وضع خريطة طريق إثناء انجاز هذا المشروع، حيث استغرقت مدة التصوير عشرة أيام بدون توقف، ويرى أن هذا العمل جعله يكتشف تاريخ المغرب العميق والغني بجمالية التصميم الأثري ، وهذا العمل جعله يكتسب خبرات جديدة في التقاط البنيات والأماكن التاريخية من زاوية الاحتراف .
وللإشارة أن حمزة محيمدات ينتمي إلى الجيل الجديد من الفنانين الفوتوغرافيين المغاربة، يزاوج بين التصوير الصحفي والفني وقد سبق له ان نظم عددا من المعارض وشارك في عدة تظاهرات مغربية وعربية، كما حصل على الرتبة الثانية في منتدى الخيمة العمانية سنة 2011، وعلى المرتبة الأولى في مسابقة الحدائق العجيبة بسلا سنة 2012، وعلى ميداليتين ذهبيتين RISING STAR من الموقع PIXOTO سنة 2013، وعلى المرتبة الأولى في المسابقة الوطنية للتصميم والتصوير الفوتوغرافي بطنجة سنة 2014، كما تم اختياره ضمن معرض الخمس الأوائل في المسابقة الوطنية للتصوير الفوتوغرافي المنظم من طرف وزارة الثقافة بالرباط سنة 2015 .