ارامل العراق ..بين غدر الزمان وشبح الضياع

2013-10-31
انسانة كبيرة بإنسانيتها وامومتها وصبرها ،صيرتها رواسب مجتمعنا وعقده المتوارثة ضعيفة في زمان ينادي من يعيش فيه بالفضيلة ولا يتورع عن سحق المقهورين والفقراء والمعوزين سرعان ما وجدت نفسها على حين غرة وحيدة في معترك الحياة وصعوباتها بعد ان غادرها من يشاركها العيش ويبث في سفر حياتها الحنان الذي يشعرها بأنوثتها وادميتها ،ثم ما لبثت ان صدمت ثانية بعد ان اجبرتها الظروف على مواجهة واقع احلى ما فيه مر حين لم تجد من يعيلها ويحميها وصغارها المخاطر التي تداهمها من كل حدب  في اعقاب حصولها قسرا على لقب ( ارملة ) .وعلى الرغم من اختلاف التقديرات التي تعلنها المؤسسات الحكومية والمنظمات الاممية وبعض المنظمات غير الحكومية حول عدد الارامل في العراق، فان تباين احصاءات هذه الجهات يبقى قاسمها المشترك متمحور حول انسانة من شريحة الفقراء والمعوزين  فقدت معيلها  بفعل الحروب و تداعيات حصارها اللعين او في ظل الارهاب وما رافقه من عمليات التهجير التي تعرضت لها كثير من العوائل  .والانكى من ذلك ان اغلب من اجبرتهن ظروف الانتماء الى هذه الشريحة  البائسة ما تزال تعيش في كنف الامية التي تجعلها رهينة ابتزاز الخبثاء لادميتها وكرامتها وتحايل المفسدين على حقوقها . ومما يزيد من مخاوف المجتمع انجرار بعض ممن يعشن هذا الواقع اضطرارا الى ممارسة بعض المهن، وبخاصة مهنة التسول التي لا تخلو من صعوبات ومخاطر، فضلا عن سلبية اثارها على مهمة البناء الاجتماعي، حيث كان من جملة افرازات هذا الواقع المخيف ترك بعض الاطفال مقاعدهم الدراسية والتوجه صوب الشوارع في مراكز المدن من اجل تامين بعض متطلبات الحياة عبر اعمال قد يشكل بعضها خطرا على حياتهم ويسهم في مجهولية مصيرهم بعد ان توضحت للمجتمع خفايا انشطة الشبكات المنظمة التي تدير عمليات التسول من الفنادق وتقاطعات الطرق . ان محدودية المعونة التي تتعاطاها الارامل من دائرة الرعاية الاجتماعية في وزارة العمل والشؤون الاجتماعية والتي لا تتجاوز الــ ( 120 ) الف دينار في احسن الاحوال ،تفرض على الحكومة والمجتمع البحث عن وسائل فاعلة بمقدورها تامين فرص العيش لهذه الشريحة واخراجها من دائرة الفاقة التي تنذر بالضياع . ولعل في مقدمة هذه الاجراءات المفترضة معاونتهن معنويا عبر توعية المجتمع بأهمية تحرير المرأة من بعض الضغوطات الاجتماعية التي تنهل مبرراتها من موروثات بالية تتعارض مع الشرائع السماوية وقيمنا الاصيلة، واقتصاديا بوساطة الاهتداء الى الية مشروعات تمكين المرأة ؛لضمان متطلبات العيش الكريم وتامين فرص التعليم الذي يعد احد ابرز مقومات تنفيذ مشروعات التنمية الاقتصادية والاجتماعية .

  المهندس لطيف عبد سالم العكيلي / باحث وكاتب .

 

معكم هو مشروع تطوعي مستقل ، بحاجة إلى مساعدتكم ودعمكم لاجل استمراره ، فبدعمه سنوياً بمبلغ 10 دولارات أو اكثر حسب الامكانية نضمن استمراره. فالقاعدة الأساسية لادامة عملنا التطوعي ولضمان استقلاليته سياسياً هي استقلاله مادياً. بدعمكم المالي تقدمون مساهمة مهمة بتقوية قاعدتنا واستمرارنا على رفض استلام أي أنواع من الدعم من أي نظام أو مؤسسة. يمكنكم التبرع مباشرة بواسطة الكريدت كارد او عبر الباي بال.

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
©2024 جميع حقوق الطبع محفوظة ©2024 Copyright, All Rights Reserved