في الثلاثاء الخامس للحصاد
تختفي الخطى أمام مسار الماء
يرسم الطريق الضباب
وينطوي على عجل
تفصل ما بيننا الضفتين
وأنت ما زلت في صهوة السفر
مثل الخزامى على درب الأولياء
أي سر فيكَ لا يبارح؟
أنت وحدكَ أمير قصيدتي
يا أبي
صخب الليل يشق صدر الغيمة
فهل رأيت ماء المتضرعين؟
نضج اللوز على ظهور النساء
أعتلي في قافيتي سدرة الكروم
وأعلقْ في ألواح الإيمان
بين صدى القناديل ونار التراتيل
قالوا لا تقطف زهر اللوز
فالمركب بلا موج يتساقط
وابحثْ في أخاديد الحقل
عن الغيمة الغريبة
خلف ستار النهر
فلا باب هناك لخطاكً
ولا أزمنة لاحتشاد الأعناق
لكنني نسيت يدي على السرو المهجور
فرسمتني مرايا قلبي
ورداً مجنحاً على صفحة السماء
غفوت هناك مع الراقدين
كانت جداول الطين ترتعش
تدفع صرخة الريح نفحة الحياة
وأنا خلف لون الضوء
أبتهل مع التراب عبادة التائبين
لا يغادر الرحيل الجدران
لذلك عيون الدروب تائهة
ما كان للمواسم أن تحتار
لو أن الشراع عَبَرَ الأحزان
والمراكب لم تقع في غيبوبتها
أي بحر يفضي موجه إلى الجنون؟
رغم أني لم أكن زاهداً يوماً مثلكَ
إلا أنني فقدت جبهتي
وأنا ألملم لَهْوَ الغيم حد المطر
هكذا خذلني المعنى
ما زلت رغم الخطايا في سفر
أمسك ذيل المروج الباقية
وفراشتي يا أبي تتفيأ شراع الحقول
بيضاء بلا ضوء وباردة بلا ثمر
حسن العاصي
كاتب وباحث فلسطيني مقيم في الدانمرك