رؤية سياحية: لمن لا يعرف السياحة أتحدث

2018-08-10
//api.maakom.link/uploads/maakom/originals/047c4da7-3461-4243-a6cb-0391c7740d9c.jpeg
السياحة لمن لا يعرفها صناعة هامة تتفوق علي صناعات أخرى كثيرة في قدرتها علي توفير ملايين فرص العمل مما يساعد في حل مشكلات البطالة التي تعد السبب الأول والرئيسي للإنحراف وتوغل الأفكار الهدامة إلي عقول الشباب .

لذلك يري كثير من الخبراء أنها لم تعد مجرد وسيلة للرفاهية بل أداة من أدوات الدول والحكومات للتصدي للمشاكل الإقتصادية والإجتماعية، وتخطي دورها في محاربة الإرهاب دور الصناعات الأخرى التي تعتمد على موارد غير دائمة .

لم يكن السير (توماس كوك) يعتقد أن فكرته البسيطة لتنظيم بعض الرحلات الداخلية في المملكة المتحدة سوف تتحول في يوم من الأيام إلي أهم صناعة في العصر الحديث، وأنها ستصبح مصدرا هاما من مصادر تنوع الدخل القومي للشعوب .

يقال أن السياسة والسياحة وجهان لعملة واحدة فمالا تستطيع السياسة تحقيقه تنجح السياحة في القيام به بشكل مختلف، لذلك نرى العديد من الدول المصدرة للسياحة تستخدمها كأداة ضغط لتحقيق مصالح سياسية معينة .

والأمثلة كثيرة ومتعددة على قدرة الدول في إستخدام السياحة كورقة ضغط لتحقيق أهدافها عن طريق تحذير مواطنيها من السفر إلي بلد ما ليس لأسباب أمنية في معظم الأحيان .
 
وقدرة السياحة علي تحقيق التواصل الثقافي والإنساني تجعلنا نعيد النظر في رؤيتنا الناقصة لهذه الصناعة الهامة .

علماء النفس والإجتماع أكدوا علي أن أفضل سبل دحض ووأد أي رؤي ظلامية يبدأ من التواصل والإستماع إلي الآخر، ومعرفة كيف يفكر وما هي أهواءه وميوله لتستطيع أن تعبر إلى عقله ووجدانه لتحقيق التفاهم المشترك والقضاء على كل المشاعر المسببة للإحتقان .

لقد ظللنا لعقود طويلة ننظر إلي السياحة على أنها مجرد وسيلة لجلب العملة الصعبة وتجاهلنا عن عدم وعي الأبعاد الأخرى لهذا القطاع الهام .
 
البعدين الثقافي والإجتماعي للسياحة يستطيعان معا خلق جيل من الشباب لديه قناعة بضرورة التواصل مع الآخر والتعايش السلمي بين كافة البشر .
 
إن أخطر ما يواجه مجتمعنا من أمراض هما الجهل وتوغل الرؤى الظلامية بين كثير من العوام، ولقد أثبتت التجارب أن مواجهة الأفكار الهدامة يأتي عن طريق بث روح التسامح والمودة بين البشر وهذا بالضبط ما تقوم به السياحة .
 
إحصائيات منظمة السياحة العالمية تؤكد أن السياحة تتفوق على صناعة تكرير النفط وتصدير السلاح من حيث توفير فرص العمل ومن حيث فتح آفاق جديدة للإستثمار فتقف بذلك موقف المدافع عن تحقيق التنمية المستدامة التي نهفوا إليها جميعا .
 
وأكدت مجلة (فوربس)على أن الإستثمار في القطاع السياحي يعد أسرع وسيلة لإستعادة رأس المال وهذا يفسر إقبال رجال الأعمال والمستثمرين على ضخ أموالهم في مشروعات سياحية تحقق لهم أرباح مالية عالية وفي وقت قياسي .
 
ومع تراجع الطلب على العمالة المصرية من دول الخليج في بداية الألفية الثانية أصبحت السياحة البديل المناسب لإستيعاب مئات الآلاف من شبابنا الذين وفدوا إلي المدن السياحية للبحث عن فرصة تعوضهم عن أموال الخليج .

ومع مضي الوقت أصبح هؤلاء الفتية هم حائط الصد المنيع ضد قوي الشر التي تجتاح عقول شبابنا بين الفينة والأخرى . ذلك بفضل إكتسابهم العديد من المهارات والخبرات عن طريق التواصل المباشر الذي توفره لهم السياحة مع السائح .

السياحة مجهود كبير لا يتصوره عقل، ومنظومة متكاملة الأركان تبدأ بالتسويق الخارجي الذي يعد حجر الزاوية في نمو ونهضة هذه الصناعة الهامة . وفي ظل التنافس الشديد بين الدول أصبح للتسويق دور لا يمكن التنازل عنه أو تجاهله، فهناك دول إقليمية إستطاعت أن تسبقنا بخطوات وحققت طفرات في معدلات التدفق السياحي نظرا لإنتهاجها مناهج وطرق تسويقية حديثة تعتمد علي معطيات التكنولوجيا الحديثة .

مصر واقطارنا العربية بكل مقوماتهم وإمكانياتم الجبارة، ومواردهم السياحية الطبيعية لا ينقصهم شيء سوي التسويق الجيد وهذا ما سوف نتطرق إليه بالتفصيل في مقالاتنا  القادمة .

معكم هو مشروع تطوعي مستقل ، بحاجة إلى مساعدتكم ودعمكم لاجل استمراره ، فبدعمه سنوياً بمبلغ 10 دولارات أو اكثر حسب الامكانية نضمن استمراره. فالقاعدة الأساسية لادامة عملنا التطوعي ولضمان استقلاليته سياسياً هي استقلاله مادياً. بدعمكم المالي تقدمون مساهمة مهمة بتقوية قاعدتنا واستمرارنا على رفض استلام أي أنواع من الدعم من أي نظام أو مؤسسة. يمكنكم التبرع مباشرة بواسطة الكريدت كارد او عبر الباي بال.

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
©2025 جميع حقوق الطبع محفوظة ©2025 Copyright, All Rights Reserved