صعلوكُ الرحمةِ أنا والحُبّ ... !

2012-02-07

كن//api.maakom.link/uploads/maakom/originals/d3808624-2359-4678-a1e2-95c5ec19e05a.jpeg تِ الجسدْ
ياسلطانه
فنجانَ قهوَه...
وكان شهوَه
يؤرّقهُ الزمنْ
فيحْتسيكِ
رشفة تلو رشفه...
يخشى نهايَةً تفنيهْ ،
فتعتريهِ فجأةَ نزوَه
تريدكِ نهايةً تفنيكْ...
هكذا بكل قسوَه
ياقهوَه... !
*******
وكنتُ الحبّ !
ذرّاتِ ربيع
وبُراقَ رحْله ،
هذه الشعابَ وتلك الدروبْ !
هذه الرياحَ وتلك الحُبوبْ !
هذه المياهَ وهذه التربه
هذا النسيمَ ودفءَ الجنوبْ...
وكلّ القرى الدافنة رأسها
في رَحِم السماء ،
تحتها الغيومُ
وفوقها تمْتدّ عذراءَ زُرْقه
صامتة بيضاءْ
صفحة خوفٍ وقلق وانتظارْ !
*******
أنظلّ ندورُ هاهُنا
كأسطوانة السلطانْ
في فراغ ؟
من يُغلي الماءَ
ويملأ الفنجانْ
بالنظرة والحنانْ
والزبدة والعسلْ ؟
*******
وكنتُ الحُلم !
حليبَ ترابٍ
وملحَ نهضه
أطلّ عليكما
من فوق ربْوه ،
يدايَ كفّتانِ
وأصْغرَيّ ميزانْ...
جذوة من جودٍ
وأيّ جذوَه...
نغمة من عودٍ
وأيّ نِعمه...
زهرة من آمالٍ
وأيّ بسمه...
حلماتِ نهودٍ
وورودَا
رمشاتِ وعودٍ
وعهودَا...

*******

 

ورأيتماني من بعيدٍ ،
وأنتما في وَرْطه
تسجدان للشفق والغروب
تنبَطِحان في غباء
تشربان الذهول
وتنفثان الخمول...

وقلتما في لحظه :
هذه هفوَه
تحسب نفسَها ثورَه ،
وصحتما : لِتحْيَ الشهوَه
في ظل الثروَه !

*******

أغلقتما أبوابَ القدر !
شرّعتما اجترارَ الأمسْ !
فرارٌ في تكرارْ
شجارٌ مع الأحياءِ
والتاريخ والخيالْ...
وسُمِعَ صراخُكما في وادٍ سحيق
من الويلْ...
أهو احتقارُ الإنسانِ لنفسهِ
أمِ انتحارْ ؟

*******

ونظرتُ إليكما بلهيبٍ من حسرَه
وأنتما تلعبان بالغدِ
في نشوَه
في غفله
وقلت لكما : أنا لست غيْرَه
أنا دمْعَه ، أنا... ، أنا حيْرَه !
وأقسمْتُ لكما... لستُ فِتنه ،
أنا رغبَةٌ
في خيمَه
مأوى الجياعْ
وملجأ المهمّشين وسقفَ العراة...
بسمة ولمسة وقبله
لكل مظلوم وعجوز وصغير...
أنا هذه الأمّ وهذا الطفل ،
أنا هذا الصوتُ هذا القلب ،
أنا هذه الإرادة هذا الشعب ،
أنا يقضانُ بن حيّ العربي !

*******

أنا كِلمةٌ
حبلى بالجمارْ
أنا رحمةٌ
مُمَرّغةٌ بالرّمادْ
أنا المفاجأةُ أنا الفتُوّه
أنا احْذرا منّي
صعلوكٌ من سُلالة عُرْوَه !

حمّودان عبدالواحد / فرنسا

 

معكم هو مشروع تطوعي مستقل ، بحاجة إلى مساعدتكم ودعمكم لاجل استمراره ، فبدعمه سنوياً بمبلغ 10 دولارات أو اكثر حسب الامكانية نضمن استمراره. فالقاعدة الأساسية لادامة عملنا التطوعي ولضمان استقلاليته سياسياً هي استقلاله مادياً. بدعمكم المالي تقدمون مساهمة مهمة بتقوية قاعدتنا واستمرارنا على رفض استلام أي أنواع من الدعم من أي نظام أو مؤسسة. يمكنكم التبرع مباشرة بواسطة الكريدت كارد او عبر الباي بال.

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
©2025 جميع حقوق الطبع محفوظة ©2025 Copyright, All Rights Reserved