من ديوان جذور الفجر
ما عادَ العصفورُ يُزقزِقْ .
ما عاد لزقزقةٍ مِن أُفقْ .
ألآفاقُ انغلقتْ .
والمفتاحُ يَصيرُ نَعيقْ .
يَسقطُ في المستنقعْ .
يَتخبَّأُ بين الضفدعِ والضفدعْ .
أَلمفتاح نَقيقْ .
تتبرأُ أطيارُ البَرِّ من الجُنحِ وأضواءِ الفَجرْ .
تَسقطُ في المستنقعِ، تَغطسُ حَدَّ القَعرْ .
فيمدُّ لها المفتاحُ المخبوءُ طريقْ .
ويظل العصفورُ البريُّ مُحاصرْ .
بين الموتِ بعيشٍ، والعيشُ بموتْ .
فالعصفورُ المنفيُّ بوادي الصمتْ .
يأبى أَن يتنفًّسَ غيرَ هواءِ البَرْ .
يأبى أن يَسقطَ أو يَغطسَ في المستنقعْ .
يأبى أن يَتضفدعْ .
لو قُصَّ جناحاهُ، لو مُزِّقْ .
أشلاءَ . لو ذُريَ . لو أُحْرِقْ .
لن يَتضفدعْ .
أَو يَتَبرأْ .
لا يَملكُ غيرَ الزقزقةِ الحلوةِ من شئْ .25
/12/1972 م
الديوانية - العراق