شارع خليل مطران

2009-09-23
17-01-2006

شارع خليل مطران

 

"أكبر شاعر لبناني - عربي، شجب الطغاة، ومسخ عمالقتهم أقزاماً،

ورذّل حكم الفرد، وغار على الشعب غيرة

لم يسلك بها طريق شفقة ولا استعطاف"

(رئيف خوري - 16 تموز/يوليو 1949 - بيروت)

 

سمعته يحدثني عبر الهاتف: "أنتظرك عند رأس شارع خليل مطران. أتعرف المكان؟" ثم أكمل حديثه: "أخبر زملاءك بأن معرفة جغرافيا المكان الذي يعيشون على أرضه، وتاريخه أيضاً، مسألة مطلوبة من الأوجه الإنسانية والاجتماعية والثقافية والأخلاقية".

وعندما هممت بأن انطق بحرف، كان غريب المتروك، يسبقني في حديثه: "إنه في أم الطرافة".

أعرف "أم الطرافة"، هذه المنطقة التي تحاذي "شارع العروبة" وتطل على "الديوان الأميري"، وأستطيع أن أميز بين بعض عماراتها السكنية من خلال نافذة مكتبي في الطابق الرابع من المبنى الذي يطل على "شارع ابراهيم محمد المدفع".

عبرت "شارع ابراهيم محمد المدفع" وأنا أردد بيتين من قصيدة خليل مطران التي عنوانها: "الأهرام".

شاد فأعلى وبنى فوطدا

لا للعلى ولا له بل للعدى

مستعبد أمته في يومه

مستعبد بنيه للعادي غدا

كتب خليل مطران هذه القصيدة في فبراير/شباط سنة ،1900 كما يقول الراحل الأديب اللبناني الفذ: "رئيف خوري"، الذي جمع بعض قصائد هذا الشاعر البعلبكي، الثائر، المجدد، في ديوان سماه "الطغاة"، ونشره في بيروت في اكتوبر/تشرين الأول 1949 عن "دار المكشوف".

"الطغاة" عندي منذ سنوات، ثم فقدته حين ارسلت الى انسان عزيز على قلبي لقية أدبية، ثقافية، تاريخية، بينها بعض كتب "رئيف خوري"، ثم وجدته - مصادفة - ظهيرة أمس، بعدما تلقيت مهاتفة من رجل فضل ان يبقى اسمه طي الكتمان، قال إنه يريد ان يساهم في علاج صديقنا "البروفيسور عبدالإله الصائغ"، بعدما قرأ مقالي ليوم أمس: "حتى لا ننسى عبدالإله الصائغ".

قلت للرجل الكريم الخلق: "وصلت مروءتك على ما هي عليه نيتك يا أخي الكريم، وقد علمت فجر أمس، مع جمع من أدباء العراق ومثقفيه وفنانيه في الخارج، ان رئيس الوزراء الدكتور ابراهيم الجعفري وجّه بإنهاء معاناة الأخ الصائغ".

ودّعني الرجل الكريم، ومن لهجته عرفت انه إماراتي، مثلما عرفت ايضاً أنني في طريقي الى "شارع خليل مطران"، عصر أمس، لملاقاة غريب المتروك، فاجتزت "شارع ابراهيم محمد المدفع"، ودخلت في حي "أم الطرافة" ابتداء من الشارع المسمى باسم الحي، ومررت قرب "مسجد محمد بن سلمة"، وجاوزته الى "شارع عبدالرحمن بن عوف"، ثم توقفت عند رقبة "شارع خليل مطران"

قال المتروك: "خليل مطران الذي ولد في بعلبك سنة ،1870 وتوفي بالقاهرة ودفن فيها سنة ،1949 مجدد، عروبي، ثائر، لبناني، انساني. وحسناً فعلت الشارقة حين سمّت شارعاً في "أم الطرافة" باسمه".

ملأت قلبي بآهات المتروك، وقلت: غريب، انت تعرف المكان جيداً، وتعرف أهله.

 

 

 

جمعة اللامي

zaineb@maktoob.com

 

معكم هو مشروع تطوعي مستقل ، بحاجة إلى مساعدتكم ودعمكم لاجل استمراره ، فبدعمه سنوياً بمبلغ 10 دولارات أو اكثر حسب الامكانية نضمن استمراره. فالقاعدة الأساسية لادامة عملنا التطوعي ولضمان استقلاليته سياسياً هي استقلاله مادياً. بدعمكم المالي تقدمون مساهمة مهمة بتقوية قاعدتنا واستمرارنا على رفض استلام أي أنواع من الدعم من أي نظام أو مؤسسة. يمكنكم التبرع مباشرة بواسطة الكريدت كارد او عبر الباي بال.

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
©2024 جميع حقوق الطبع محفوظة ©2024 Copyright, All Rights Reserved