شيخ جامع يبحث عن حسنة وحيدة لدخول الجنة

2008-07-19
قراءة في رواية وحيدالطويلة ألعاب الهوى

الشيخ حامد إمام وخطيب القريةعندمايموت وينتقل إلى حياة الآخرة وعند وقت الحساب يقع في مأزق كبير وهو تساوي حسناته مع سيئاته في دلالة واضحة على أن الأشخاص الذين يقودون العمل الديني وفى قمته سيكونون مثلنا في الآخرة يحتاجون مساعدات لدخولهم الجنة أو تقيمهم لأنفسهم ربما يختلف تماما في الآخرة في دلالة واضحة على عدم ضمان احد مهما علا شأنه لمصيره في الآخرة وتبدأ رحلته في جلد ذاته والسخرية منها محاولا التسول والمرور على كل أهله وأصحابه من اجل الحسنة التي تجعله من أهل الجنة لم يعطينا الكاتب اى إشارات على أن ما يحدث هل هو حلم نوم أم يقظة، وواقع الرواية حقيقي أو افتراضي، ومن اجل حسنة واحده لا يريد احد أن يعطيها للشيخ حامد مهما كانت قرابته منه فيعود الشيخ إلى حياته الدنيا أو يسترجعها بكل تفاصيلها لتكون رواية ألعاب الهوى الصادرة عن دار ميريت بالقاهرة للكاتب وحيد الطويلة
اللغة في الرواية طازجة وحية تنبض بها كل شخوص الرواية وتخلط بين الفصحى التي تقترب من العامية واللغة الريفية الوقحة أو لغة الهامش الريفي دون تنافر ولابد أن نؤكد أن هذا واحد من أهم جماليات الرواية حيث اللغة متطابقة مع البيئة بدون الانزلاق الكامل إلى سيطرة البيئة الروائية على اللغة
أما المناطق بشكلها المكاني وبعدها الاجتماعي التي يأخذنا إليها وحيد الطويلة جديدة وثرية حيث يعرفنا عليها بشكل يصدم دون أن يقتل المستقر في أذهاننا وموروثاتنا حيث يدخل بنا إلى منطقة دور العبادة-المسجد /الجامع لنكتشف انه أيضا يمكن أن يكون به مؤامرات وحكايات ساخرة وأراء اجتماعية فرديه مختلفة ومتعارضة إزاء بعضها البعض
المنطقة الرئيسية في الرواية هي القرية/الكفر/العزبة/النجع/البرية وكلها أسماء تعبر عن الريف المصري حيث الشوارع من تراب وطين وفقر الناس وطيبة القلوب والوقاحة المحببة والسخرية الاجتماعية والضحكات الحقيقية في عالم مزيف والسعادة الغامرة والفرح الزائد والمفرط لأسباب تافهة وبسيطة كل هذا وأكثر في
هذه المنطقة التى هي المعادل الاساسى للوطن كله على اتساعه حيث يعبر الجزء الأصغر عن ما يحدث في الكل/الوطن
تقدم الرواية الطعام على انه أكثر الأشياء مفرحة ومبهجة بل أيضا إن سعادة وتعاسة شخوص الرواية مرتبط بالطعام -والذي نغص عليه عيشته أن الدراويش يلهطون اللحم وينسفون البرايم المعمرة أمامه وعلى حبة عينه-( الرواية ص143 )
الضحك الباكي سمة أساسية في الرواية حيث أن الشيخ حامد إمام الجامع هو رجل دين ساخر دائما وذو لسان سليط فهو يجعلك تضحك كثيرا على مدار الرواية ولكن في النهاية ضحك مفجع مؤلم لما يحدث في داخل الرواية وداخل الوطن في آن واحد
تمر الرواية على صراع الحكومة والإخوان منذ بداية الثورة حيث كان الشيخ حامد عضوا في لجنة الفكر والدعوة حيث وضع الاتحاد الاشتركى خطة لقتل الإخوان الذين هربوا إلى السعودية بعد حادثة المنشية وكلف بها بعض أعضاءه
من العلاقات التي يرصدها الراوي /الشيخ حامد علاقة شخوص الرواية بالموت والتي هي أيضا علاقة ساخرة وتكون دائما على لسان الشيخ حامد-الموت أخذه على مشمه طلع له في البخت والمقدر وبدأ يوقن أن له رجلا واحده في الدنيا (الرواية ص143)
تلعب بلاغة التشبيه دورا أساسيا في الرواية وهذه البلاغة هي وليدة البيئة الشرعية لها البرية حيث تأخذ منحى سخرية لاذعة وفى بعض الأحيان سخرية وقحة محببة تعرفها الأذن في الشوارع أكثر من معرفتنا لها على صفحات كتاب
الرواية كتبت على مقاهي في تونس ومصر وموريتانيا سوف تعرف أسماء المقاهي نفسها من الصفحة الأخيرة في الرواية وربما تجد وحيد على واحدة منها أنا شخصيا سوف افعل هذا ربما التقى مع صانع ألعاب الهوى وحيد طويلة

هشام الصباحي
H.alsabahi@gmail.com
الصين
مدينة شينزن
12-3-2008

 

معكم هو مشروع تطوعي مستقل ، بحاجة إلى مساعدتكم ودعمكم لاجل استمراره ، فبدعمه سنوياً بمبلغ 10 دولارات أو اكثر حسب الامكانية نضمن استمراره. فالقاعدة الأساسية لادامة عملنا التطوعي ولضمان استقلاليته سياسياً هي استقلاله مادياً. بدعمكم المالي تقدمون مساهمة مهمة بتقوية قاعدتنا واستمرارنا على رفض استلام أي أنواع من الدعم من أي نظام أو مؤسسة. يمكنكم التبرع مباشرة بواسطة الكريدت كارد او عبر الباي بال.

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
©2024 جميع حقوق الطبع محفوظة ©2024 Copyright, All Rights Reserved