م
وج يتهادى يشاطر زرقة السماء يلعب كبهلوان بخيط الماء الجذاب أمام المدى صوته العتيق المبحوح يرصف في القوقعة الراسية على الرمل خطه الفاصل جداراً سميكاً للعزلة ، حكاية عن خرائط الدلافين ، مرابع الجنيات الأخاذة ترمق المارة وهي تنفخ بأبواق الطوارىء في سهرات العائلة ،
هو البحر
يزيحنا ببلاغته الماكرة ، بريق لؤلؤة بعين بحار غريق ، عناد بحارة على سجادة من تقلبات الطقس يناطحون بوصلة الريح ، أحلام سباحين مهرة تتبعثر بين القواقع ، بينما يفرش البحر رمله لكل خطوة سرعان ما يغسل أثرها برغوة عجلة ، كأنه يختبر عمقها على الأرض أو كأنه مل من تكرار السحناة ، كأنه يفر من نحول صياد تراوغه حرارة الشمس ،
كأنه مرهق بأضواء النيون الصاخب ، ألوانه العابرة من شرفات فنادق السياحة
تلطخ دعة الموج من مقاهي الورد الصناعي في هدوء الليل ،
مصاطب لم تكنز حواراً شجي ينام كأخدود يتوسد حضن الموجة في حجر
البحر منبسط يضحك لمرح الهاربين في أرجاءه من الصيف بسلال الوقت الضائع ، حفاة ، مراهقون لتشيد صرح الذكريات ، مسنون لتفتيت روح الندم حوريات بر يقسمن نشوة الماء بين ثنايا الجسد وإنشغال نسيج الحجاب ،
سائحون في عجالة لادخار بعض شمس بعض صور من صخب نادر
وبعض سوء فهم ، وحشيش في ليالي مقمرة ،
الكل يتوسل عالما من ماء متوارياً خلف زرقته
يشد من أجنحة النوارس يتعمد بمغيب قرص الشمس أو بجسر يشيده قوس قزح يترك للرغوة غسل الرمل
لا يبالي بأي ظل ،
أثر الدائخين بصورة الوطن
عزلة العشاق ، عسل الأجساد ،
قوارب رحلت خلف ظهيرة السردين ترفرف بمخاوفها ،
البحر يمحو ،
يشيد مجد سمك على الرمل يعطر فضاء الإسمنت ،
النسيان يغسل مابين الموجة والموجة ، مَنْ ترك حزنه فوق الماء ، مَنْ ترك ظلال بيت ، وجه أم على كوة الانتظار ، مَنْ يَدسُ آمال أيامه القادمات ،
كما تُدسُ رسالة لقاريء مجهول .

