سرابيل تحفظ سلامة القطع السردية

2017-06-03
هل تعرف أخي حسين  لماذا طلبت منك أن ترسل لي " وردة..."  ؟ لأنني أصبت بهزة فزع جميل، فأردت على إثرها  أن يشاركنني في غرفة صديقات أجمل العمر شعور تلك الهزة، هزة الفزع الجميل ...  وهن يقرأن نسخة ورقية من " وردة لﻔﻼﺩﻳﻤﻴﺮ ﺑﻮﺗﻴﻦ"   يوم فاتح يناير  2967 من رأس السنة الأمازيغية- الذي يصادف 12 يناير 2017- وسأطعمهن كسكس -بطبيخ  قرية  "اتزر" التي تقع على جبال الأطلس المتوسط حيث غابات الأرز بالمغرب -، لتحصل لهن لذة  القراءة والأكل في هزة مفزعة جميلة. الغرض من هذا الأمر بصراحة وصدق  هو عزمي على السرقة، عندما تحصل اللذة يسهل أمر البوح،  السرقة  أحيانا نافعة. في مثل "علي" الشاعر سرق من الأصمعي، "ويوسف" الروائي سرق من تشاليز، وأنا الساردة سرقت من  حسين  . سارق نافع خير من أمين ضار. وردة لفلاديمير بوتين. سأبدأ السرقة عن طريق ترويض الروح على  شطحات صوفية لجلال الدين الرومي وأنا داخل سلهام مغربي فضفاض أدوخ وأمسك  بطفلة بيدها وردة يانعة لا أريدها تذبل، أدوخ في شطحات قوية متواصلة دون توقف  مع جلال وأسمع زقزقة العصافير في السماء وارى وردة كالدهان وسيزداد صياح ديك المنزل  مع ﺑﻜﺎء ﻁﻔﻠﺔ، بيدها وردة أنتظر معها طائرة  . 
.ﻓﺠﺄﺓ ﺍﻧﻄفأت ﺍﻟﻜﻬﺮﺑﺎء ...ﺫﻫﺒﺖ إلى ﺻﻨﺒﻮﺭ ﺍﻟﻤﻴﺎﻩ ..ﻟﻘﺪ ﺍﺧﺘﻔﻰ، ﺟﺎء ﺇﻟﻰ ﻣﻜﺎﻧﻪ ﺭﺩﻡ ﻛﺒﻴﺮ،.. ﺍﻟﺮﺩﻡ ﺍﻟﺬﻱ ﺣﺪﺙ ﺑﺴﺮﻋﺔ  . اسمع بكاء طفلة وأرى ﺍﻷﺏ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﺮﻑ ﺍﻵﺧﺮ، ﺭﻓﻊ ﺭﺃﺳﻪ ﻣﻦ ﺗﺤﺖ ﺍﻟﺮﺩﻡ ﻭﻫﻮ ﻳﻮﺻﻲ ﺍﻷﻡ ﻭﺍﻹﺑﻨﺔ ﺃﻥ ﻳﺠﺪ ا ﻣﻜﺎﻧﺎ ﺁﻣﻨﺎ ﻭﻳﺨﺘﺒﺌﺍ ﻓﻴﻪ 
..ﺍﻗﺘﺮﺏ ﺻﻮﺕ ﺍﻟﻄﺎﺋﺮﺓ. ..  
ﻣﻦ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻘﻮﺩ ﺍﻟﻄﺎﺋﺮة
ﺭﺋﻴﺲ ﺭﻭﺳﻴﺎ.
إن ﻣﺮﺕ ﺑﺴﻼﻡ ... ﺴﺄﻋﻄيه ﻭﺭﺩﺓ.. 
ﻣﻦ ﺃﻳﻦ ﻟﻬﺎ ﺃﻥ ﺗﻔﻜﺮ ﺑﺎﻟﻮﺭﺩﺓ ﻭﻫﻲ ﺧﺎﺋﻔﺔ .
  
 تصل وردة عبق عطرها يجتاح غرفة صديقات أجمل العمر   Trudeau  زنقة  بمدينة  مونتريال  
  بيدهن نسخة ورقية "  
وردة لفلاديمير بوتين...   " انشقت السماء فكانت وردة كالدهان 
ﻫﺒﻂ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻠﺤﻈﺔ ﻛﻲ ﺗﻔﻜﺮ ﺑﺎﻟﻮﺭﺩﺓ
...
 ﻟﻤﺎﺫﺍ ﺍﻟﻮﺭﺩﺓ؟
. ﺑﻴﺪﻫﺎ ﻭﺭﺩﺓ ﺫﺍﺑﻠﺔ 
ﺗﺤﻤﻞ ﺍﻟﻮﺭﺩﺓ ﺍﻟﺬﺍﺑﻠﺔ ...
ﻋﻠﻰ ﺣﻴﻦ ﻏﺮﺓ رن هاتف صديقتي خالدة اسبر من مدينة جبلة، أخبرتها أني عازمة على السرقة الأدبية  على غرار "علي " و"يوسف". السرقة مهمة للقارئ بل حتى للمشاهد. ألا ترين أنهم  يسرقون ويركبون جثنا غارقة في الدم. أنا لا اشعر بصدق " الجزيرة "و " الميادين"، لقد  تيقنت أخيرا  من سرقة الصور وإعادة تركيبها بحسب الأغراض التي يسعون إليها .
أنا خالدة  أعيش في قلب الحدث أعرف الحقيقة، لقد استفحل الغلاء وانقطع  الماء والكهرباء، إلا انفراج ساعة نترقبها ...كتبت اليوم قصيدة اسمعيني اقرأها عليك من جبلة حوليها لجميع صديقات أجمل العمر.
" انظروا بعين الرفق إلى بلادنا
لقد اختلطت الآلام بالأشواك
إننا متعبون من النار التي أضرمت فينا
الرماد البارد يكسو وجه الجمر
والحياة والمنية في بلادنا سواء..

فجأة انقطع خط التواصل لعلها الكهرباء. 
وردة لفلاديمير بوتين...
خالدة تعيش في قلب الحدث .

لطيفة حليم

 أستاذة جامعية وكاتبة حاصلة على شهادة الدكتوراه، تعيش ما بين كندا وبلدها المغرب، صدرت لها روايتان “دنياجات” عام 2007 عن منشورات زاوية الفن والثقافة، و“نهاران” عام  2012   عن دار فكر المغربية بالرباط . بالإضافة إلى نشرها العديد من المقالات والمواضيع في مطبوعات متعددة .

 

معكم هو مشروع تطوعي مستقل ، بحاجة إلى مساعدتكم ودعمكم لاجل استمراره ، فبدعمه سنوياً بمبلغ 10 دولارات أو اكثر حسب الامكانية نضمن استمراره. فالقاعدة الأساسية لادامة عملنا التطوعي ولضمان استقلاليته سياسياً هي استقلاله مادياً. بدعمكم المالي تقدمون مساهمة مهمة بتقوية قاعدتنا واستمرارنا على رفض استلام أي أنواع من الدعم من أي نظام أو مؤسسة. يمكنكم التبرع مباشرة بواسطة الكريدت كارد او عبر الباي بال.

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
©2024 جميع حقوق الطبع محفوظة ©2024 Copyright, All Rights Reserved