إسم المؤلف: ياسين صالح العبود

منشورات ضفاف ـ  2014

عرض: محمود بدر عطية

[... صورٌ تحكي نشاطاً في الخصيب

مــدرسيــّاً فيـــــــه كــــــل الرائعـــات

يتمنـــــى مَــــنْ يــــــــرى صـــورتهُ

أن يــــــعودَ للســــــنينِ المـــــاضيات]

ياسين صالح العبود

مثل نخلة الجنوب..،  بالتفاني الغريب وبروح مصممة وقوية ومع الصحبة الطيبة إستنبت زرعاً ونشر ضوءاً، وهانحن نتحدث عن جهده في بناء الأساس وغرس الجذور لنشاط فني منذ ستينات القرن الماضي في قضاء أبي الخصيب  الغني بمواهبه في شتى مجالات الحياة إلا إنه القضاء المعذب في كل وقت يقاسي الإهمال والتهميش حاله حال أمه البصرة.                                            

إنها نهاية رحلة لقطار جميل .. قطار الفن الذي قاده المربي الشاعر والفنان الحالم الإستاذ ياسين صالح العبود ( أبو صلاح ).                                          

ومابين فجر وغروب  تولد نهارات فهل تتجدد الطقوس ويعود ذلك القطار إلى أرض أبي الخصيب بعد أن غادرها مجبراً بسبب الهموم والعذابات والموت والإهانات.                                                                              

المهم، بعد أكثر من شهرين من لقائي به وصلني كتابه ففرحتُ به لسببين: أولهما إنّ المؤلف إستاذي وصديقي تعلمت منه وعملت معه.                              

وثانيهما الحنين إلى أبي الخصيب الذي لن ينطفئ ، وأنا أحدق بالصور التي توزعت على صفحات الكتاب وأقرا النصوص التي أتذكر بعض مشاهدها والتي تفاعل معها الناس وكانت حديث القضاء.                                            

الكتاب الموسوم" صور من الماضي لنشاطات مدارس أبي الخصيب" يقع في مائة وخمسين صفحة من القطع الكبير، توزعت مواضيعه كالأتي:                 

المقدمة: ويؤكد فيها على إن الفترة بين عامي1960 ـ 1980 هي الفترة الذهبية للنشاط الفني لمدارس القضاء، حيث عُرِضت بعضها في تلفزيون البصرة آنذاك وقد حصلت على جوائز وهدايا ومنها جائزة الأستاذ حقي الشبلي وقتها كان مديراً للنشاط الفني لمدارس القطر، ونتيجة للحريق الذي حصل في نهاية الثمانينات من القرن الماضي لغرفته فقد أتى الحريق على الكثير من النصوص والصور واشرطة التسجيل ...الخ وقد ذكر إن غايته من نشر الكتاب، هو التعريف ببعض نشاطات مدارس القضاء وتقديمه الكتاب كهدية  للزملاء والزميلات والطلاب والطالبات الذين عملوا معه، وبالوقت ذاته يقدم الكتاب لمدارس القضاء لتقديم هذه الأعمال إن أمكنها ذلك!.ويختم المقدمة بقائمة ضمت مجموعة من السيدات والسادة الذين تعاونوا معه وشاركوا في تلك النشاطات.                             

الأوبريتات: ثلاثة عشر أوبريتاً " دينية، تاريخية، إجتماعية"، لمجموعة من الكتاب والشعراء والمؤلفين العراقيين والعرب.                                      

المسرحيات: ثمان مسرحيات: دينية، تاريخية، إجتماعية، سياسية.لمجموعة من الكتاب والشعراء والمؤلفين العراقيين والعرب والأجانب.                           

ومن مجموع مائة وتسع صور ضمها الكتاب، إحتلت عشرصورالجزء الثالث والأخير من الكتاب والذي جاء تحت عنوان: صور من نشاطات متفرقة مفقودة النصوص.                                                                              

وعلى ذكر النصوص فمعظمها باللهجة الدارجة ، وقتها عارض البعض لكون الأعمال تستهدف بالدرجة الاولى النشأ فكان من الأولى كتابتها بالفصحى، كما وإن بعضها جاءت تقليدية محافظة بالرغم من كونها كُتبت في مرحلة الستينات المتحركة والتي تغيرت فيها مقايس كثيرة.                                           

جميع الأوبريتات من ألحانه وإخراجه وبعضها من إعداده وتأليفه وهذا ينطبق على المسرحيات فجميعها من إخراجه وبعضها من إعداده وتأليفه كذلك.          

ومن خلال زياراتي المتكررة له ..وكعادتنا نبدأ بالعام فننتهي إلى الخاص ألا وهو الفن والنشاط الفني والأمنيات وحين أشير إلى مكتبة أبي الخصيب وما عليه حالها و قاعة أبي الخصيب وما آل أليه وضعها والتي إفتتحها الفنان حقي الشبلي ـ ولا انسى موقفه من أحدهم حين أراد أن يجلب شيئا وبدلا من أن يأخذ الدرجات المؤدية الي خشبة المسرح قفز من أمام الخشبة وقتها إمتعض الفنان حقي الشبلي وكلمه بخشونة ملفتاً إنتباهه إلى قدسية خشبة المسرح ـ!!، وحين يتذكر الإستاذ ياسين ذلك تتغير نبرة صوته وبحزن ظاهر ينظر عبر الشباك متحرقاً إلى الحال التي وصل إليها القضاء.                                                               

وفي زيارتي الأخيرة له وجدته مريضاً لا يقوى على مغادرة السرير إلا بالمساعدة فإرتأيت أن لا أتحدث معه طويلاً إلا إنه آثّر التحدث وقراءة الأشعار بالرغم من رنين الهاتف المحمول المتكرر إستفساراً عن صحته من قِبّل الأصدقاء والمحبين.                                                                    

أما عن الصور التي زينت الكتاب فعددها كبير ولم يشر الإستاذ الفاضل، هل هي من تصويره أم شاركه الإستاذ عبد اللطيف عبد المجيد سيما إن الإستاذ عبد اللطيف كان فارس التصوير في القضاء وصاحب مختبر بيتي وكانت دائماً بمعيته كامرتان إحداهما (16) ملم والأخرى عادية لتغطية جميع النشاطات الفنية والرياضية وبعض المناسبات الخاصة.                                               

وعن تأريخ النشاطات فقد أرخ  للنشاطات (1960 ـ 1979) أما في المقدمة (1960 ـ 1980). ولو رجعنا للكتاب لوجدنا إنّ أول نشاط كان أوبريت (فجر الإسلام)عام (1959)وآخر نشاط كان (أوبريت المرور) عام 1975.              

تحية لإستاذي الكبير وصديقي العزيز الإستاذ( ياسين صالح العبود ) على جهده وتكريس حياته لخدمة القضاء وأهله.                                                 

أما كلمتي للشرفاء من مسؤولي القضاء: لقد سمعت بأن( بيت آل سيّاب) َسيٌرمم ويُحول إلى متحف بقاعات وو ألخ.. لضم ما له علاقة بالشاعر، عليكم بالتواصل مع ما بقي من مثقفي القضاء وعلى المثقفين عمل برنامج أسبوعي شهري فصلي (حسب ما تسمح به الظروف).                                                        

أعيدوا تجربة الإستاذ ياسين بإستغلال البيت ـ (كما إستغل هو القاعة سابقاً)ـ بالنشاط المثمر والبنّاء خدمة لأهل القضاء.                                           

فلن يبق إلا الثقافة كتاب أو أثر آخر.                                                  

محمود بدر عطية

ستوكهولم ـ آذار 2014