شارك نادي بريخت للفنون الدرامية، التابع لجمعية الهدف للصداقة والرياضة، في الإقصائيات الإقليمية لربيع مسرح الشباب، لإقليم ابن مسيك، بعرضها المسرحي "سياط تحت وطأة الأنخاب".
ويجسد المسرحية، التي أخرجها يونس أيت أحمد، وألفتها الأديبة والإعلامية العراقية رشا فاضل، والتي عرضت يوم الجمعة 30 يناير، بالمركب التربوي الحسن الثاني، خمس شخصيات تتوزع أدوارها بين جلادين وسجناء، إذ تدور أحداثها في قبو يجري فيه التعذيب لسجناء يراد نزع اعترافاتهم بالقوة، بعد أن خضعوا لتحقيق لم ينفع معهم. غير أن دخول سجينة للقبو، بدورها يغير مجرى الأحداث، إذ يتعاطف معها أحد الجلادين، فيما يحاول الجلاد الثاني ثنيه عن هذا التعاطف، قبل افتضاح أمره.
وبالفعل، يكتشف مسؤول السجن هذا التواطؤ، فيجري إعدام السجينة والجلاد المتعاطف، فيما ينجو الآخر الذي سيتعرض بدوره للتحقيق من قبل جنود بريطانيين، في جو من الاستهزاء والسخرية، إلى أن تنتزع منه كل المعلومات والاعترافات التي تهمهم، فيعمدون إلى إعدامه هو الآخر. وإذا كانت المسرحية تبرز بعض الاصطدامات، التي قد تقع بين الجنود البريطانيين إلى حد يقتل بعضهم البعض، إلا أن الخلاصة تأتي بغير المتوقع، إذ تبقى اصطدامات صورية ومجرد مسرحية يقدمها الغرب للعالم، في حين أن التضامن والإخاء والمصلحة المشتركة هي السائدة بينهم. وهذا ما يفضحه العرض حين ينهض الجنود، وهم يقهقهون بأعلى أصواتهم، بعد أن أوهموا العالم بموتهم.
يقول مخرج المسرحية، يونس آيت أحمد، إن للمسرحية رسالة واضحة، وهي تقديم الصورة الحقيقية للجنود البريطانيين في حربهم مع العرب، وصورة لأساليب القمع والتعذيب التي يمارسونها من أجل الحصول على ما يريدون، في حين أن العالم ينظر إليهم كمناصرين للحق ولحقوق الإنسان.
ويونس آيت أحمد، شاب عمره 25 سنة، لكن حبه للمسرح يفوق سنه، إذ في هذه السن، استطاع أن يخرج 3 مسرحيات، هي ثلاثي الخير، وطن دون نساء، والملك أوليانوس.
درس بمركب كمال الزبدي المسرح والتعبير الجسدي، وتكون في إطار ورشات عدة التي تنظمها بعض المؤسسات مثل المسرح الجامعي لكلية ابن مسيك. سبق أن حصل على جائزة أحسن تشخيص، في مسرحية " الجنرال غيوم"، التي قدمت على خشبة مسرح مركب ثريا السقاط، بالمعاريف سنة 2006.
رشا فاضل كاتبة عراقية / المغرب