صدر عن الدار المصرية اللبنانية بالقاهرة طبعة منقحة مدققة من كتاب "طوق الحمامة في الإلف والألاف) لابن حزم الأندلسي، والذي يحظى بشهرة عربية وعالمية هائلة، حتى أن الدار مصرية اللبنانية وصفته بالكتاب الأعظم على الإطلاق في أدب الحب .
للكتاب، الذي كتبه قبل نحو ألف سنة، مخطوطة وحيدة بمكتبة "ليدن" بهولندا، وهي التي اعتمد عليها المستشرق الروسي "بيتروف" في تحقيقه للكتاب، الذي ظهرت طبعته الأولى عام 1914، أي بعد نحو 900 سنة من كتابته، ليتوالى صدور طبعاته العربية التي وصلت إلى 14 طبعة بين عامي 1930 و2012.
وتعيد الطبعة الجديدة تقديم الكتاب بما يليق به من عناية، حيث شفع بتصدير علمي دقيق يفيد القارئ العام والباحث المتخصص معًا، اضطلعت به الأكاديمية الدكتورة آمال إبراهيم، فضلًا عن شروح وافية للمفردات والتعبيرات التي ربما باتت مهجورة أو مغتربة عن معجم القاري العصري، وهوامش دقيقة بالإيضاحات الضرورية لتمكين جميع الشرائح من قراءة سلسة لا تقف فيها صعوبات اللغة في بعض المواضع حائلًا أمام الاستمتاع بالمتن الثري للكتاب الكبير، ما يجعل من هذه الطبعة الجديدة من "طوق الحمامة" إسهامًا فكريًّا يتجاوز فكرة إعادة النشر لإعادة الاكتشاف.
ويُعد "طوق الحمامة" رسالة مستفيضة في صفات الحب ومعانيه وأسبابه، كتبه ابن حزم الأندلسي بتكليف من أحد أصدقائه، داعمًا متنه بالأخبار وقصص المحبين من واقع ما شاهده وحدثه به الثقات من أهل زمانه، كما احتوى على بعضٍ من شعر ابن حزم نفسه.