طائر الجنوب يغرد في أقصى الشمال

2012-05-02

ليلة عراقية فريدة بأمتياز


ليلة العاشر من أيلول 2011م، ليست ككل الليالي عاشها أبناء الجالية العراقية في ستوكهولم وضواحيها، وهم يستقبلون ضيفا خفيف الظل جاءهم من جنوب العراق، هناك حيث التربة الأولى للفن الراقي الأصيل، جاء الفنان حسين نعمة، في رحلة هي الأولى له الى الدول الأسكندنافية وبعض الدول الأوربية، جاء ليلتحق بأسرابه المهاجرة ولو لفترة بسيطة، غرد لهم وأطربهم ووجدهم لوحة من الحب والوفاء له ولأغانية الوجدانية، غنوا معه محتفين به وبرائحة الوطن وكلمات الشجن، كانت الأمسية عراقية، حضرها جمهور عراقي منوع مثل جميع أطياف فسيفساء الشعب العراقي الزاهية، كنت أتوقع ان الحضور سيكون من كبار السن فقط، لكن فوجئنا بوفود من الشبيبة المحبة للفن الأصيل، هذه الأمسية نظمها المايسترو علاء مجيد بالتعاون مع مؤسسة "ري أورينتال" السويدية، وحضرتها الملحق الثقافي في السفارة العراقية الدكتورة بتول الموسوي، وكان الفنان طالب القره غولي في مقدمة الحضور، بدأت الحفلة بكلمات ترحيب رقيقة، ثم غنى الفنان علي الوندي أغاني عراقية جميلة، وكانت الفرقة الموسيقية التي عزفت بقيادة المايسترو علاء مجيد مؤلفة من الفنانين عازف الكمان طاهر بركات الذي عزف ألحانا خالدة لعبد الحليم وأم كلثوم وفيروز حيث أضفت أجواءا منعشة على الأمسية وعزف على الأورك الفنان حسام والإيقاع كل من الفنانين محمد لفته الربيعي وفرات حسين وبشار، وفجأة يدخل بعدها الفنان حسين نعمة القاعة وسط تصفيق وترحيب الجمهور منشدا أغانيه ينادي "أهله" هلي يا أهل المضايف والدلال ..."لهلنه مشينا بويه مشينه"، عبر حسين نعمة بكلمات معسولة عن حبه لجمهوره قائلا: (كل المغتربين في قلبي وضميري، أحييكم وأحيي رفيق دربي الفنان طالب القره غولي متمنيا له الشفاء العاجل، وأحيي الفنان المايسترو علاء مجيد)، كان الفنان خلالها محاطا بالجمهور الذي لم يتركه لحظة، فغنى لهم "غريبة الروح...لا طيفك يمر بيها..." ومن ثم "بويا نعيمه يا نعيمه" وبعدها غرد في أغنية "مالي شغل بالسوك...مريت أشوفك..." التي غناها معه الحضور وعضوات فرقة طيور دجلة، وفي الأستراحة طلب عريف الحفل من الفنان طالب القره غولي أن يقدم شيء، ولم يبخل هذا الفنان رغم أوجاعه ليصدح بأغنية أحبها الجميع، وهي "جذاب" والتي غناها الحضور معه متناجين مع أوجاعه مستذكرين أيام اللحن الجميل والأصيل، لقد ذرف هو الدمع وذرفه الآخرون معه متعاطفين معه، وعاد حسين نعمة ليتغنى ببغداد مغردا "بغداد جئت كالسفينة متعبا أخفي جراحاتي"، وغنى أغنيته المحبوبة "ياحريمه"، ومن ثم "نخل السماوة" ولم يبخل على أهل الناصرية فأسعدهم بأغنية "للناصرية" وبعدها "فرد عود، يالشاتل العودين خضر فرد عود.." و"آه بويه عيوني يا من مشى ولا كال مودعكم الله والكلب يامالوم ..."، ولكنه غادرنا بدون وداع على أمل اللقاء هناك حيث العراق.
ليلة مرت سريعة كالحلم، وسط الفن الأصيل ونسمات من الوطن البعيد، نتمنى أن تتكرر.
تحية للفنان حسين نعمة وللفنان طالب القره غولي، وللمايسترو علاء مجيد، ولكل من ساهم بنجاح هذه الأمسية التي أمتازت بحسن التنظيم، مما جعل الجميع يستمتع ويقضي لحظات جميلة هادئة.


صور من الأمسية:

//api.maakom.link/uploads/maakom/originals/eced84ec-6c6f-407f-8e26-a91e9fdd9d3c.jpeg

//api.maakom.link/uploads/maakom/originals/930c3e3e-4957-4d26-8b22-56dfa74c6ab9.jpeg

//api.maakom.link/uploads/maakom/originals/930c3e3e-4957-4d26-8b22-56dfa74c6ab9.jpeg

//api.maakom.link/uploads/maakom/originals/ca89aba8-5013-4d59-a7fb-c2956f7e6231.jpeg

//api.maakom.link/uploads/maakom/originals/a3b73267-cf09-40b1-8d97-50d41fba0a75.jpeg

//api.maakom.link/uploads/maakom/originals/1dce8f30-0bcc-427a-9912-64b04123f644.jpeg






 

معكم هو مشروع تطوعي مستقل ، بحاجة إلى مساعدتكم ودعمكم لاجل استمراره ، فبدعمه سنوياً بمبلغ 10 دولارات أو اكثر حسب الامكانية نضمن استمراره. فالقاعدة الأساسية لادامة عملنا التطوعي ولضمان استقلاليته سياسياً هي استقلاله مادياً. بدعمكم المالي تقدمون مساهمة مهمة بتقوية قاعدتنا واستمرارنا على رفض استلام أي أنواع من الدعم من أي نظام أو مؤسسة. يمكنكم التبرع مباشرة بواسطة الكريدت كارد او عبر الباي بال.

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
©2024 جميع حقوق الطبع محفوظة ©2024 Copyright, All Rights Reserved