وَالسّتـّونَ بُلّغْـتُها!

2012-11-25

سِتّونَ إِناءً تَنْضَحُ بِالظّلُماتِ على عُمْرِي
جَيّشْتُ لها شَطَحاتِ الْغَفْلَةِ..
تَقْدَحُ في وزْرِي
لا زَالَتْ تَسْحَبُ أَحْبالَ الأَوقاتِ بِلا وَهنِ
وَجَعَلْتُ لَها سَرْجاً مَغْزولاً..
مِنْ عَصَبِ الظَّهْرِ
وَنَصَحْتُ الْعَينَ لِتَفْلِتَ جَرْياً مِنْ خُرْجِ الدّنْيَا
وَزَخَارِفُها غَطّتْ نُصُباً..
أَوْهَنْتُ بِها أَزْرِي
في اللّيلِ أُخَمّرُ هَمّي في كُوزٍ يُخْفي ذَنْبي
في الْخَلْوَةِ أَغْمِسُهُ في مَعْصِيَةٍ..
حَرَقَتْ نَحْريِ
كَي أَنْسَى أَحْلاماً هَرَبَتْ مِنْ ثَورَةِ أَشْجاني
وَنَشُوقُ النّشْوَةِ يُلْقِيني لِلْمَوتِ..
وَلا أَدْرِي
وَرَأَيتُ صُخُورَ الشّقْوَةِ تَرْسُو غَصْباً في بَحْرِي
رِئَتي تَتَنَفَّسُ أَخْبَاراً وَسُمُوماً..
مِنْ جَورِ
وَرَغِيفُ الْخُبْزِ يُنَسّيني أَلْغَاماً في دَرْبِي
في مَسْرَحِ أَيّامِي جُرْمٌ..
لا يَسْلُكُهُ غَيرِي
في أَرْوِقَةٍ مِنْ عُمْرِي أَمْضِي مَخْمُورَ الْبالِ
وَقَدِ انْتَفَضَتْ مِنْ قَلْبي..
كُلُّ جَميلاتِ الْعَصْرِ
قُلْتُ اخْلَعْ مِنْ عَينَيكَ حَلاوَةَ بَهْجَةِ خَدَّيها
وَاسْتَجْمِرْ بِالدّنْيَا..
وَاسْكُبْها في جُبِّ الصّبْرِ
لَنْ تَقْطِفَ غَيرَ هُمُومٍ تَرْعَى مِنْ شَوكِ الْخَلْقِ
لا تَهْفُ لِمَنْ يُغْوِيكَ..
وَيَصْدَعُ قَلْبَكَ بِالهجْرِ
أَشْعَلْتُ شُمُوعِيَ بَينَ الرّيحِ فَضَلّتْ أَقْدَامِي
وَالرّوحُ تَعَرّتْ قَبْلَ غُرُوبِ الشّمْسِ..
بِلا سَتْرِ
وَأَمُوتُ على كُرَبِي وَالْحَسْرَةُ عِنْدي لا تَبْلَى
مَنْ يُسْعِفُني قَبلَ الَغَسَقِ الْمَكْتُوبِ..
بلا ذُعْرِ
لَمْ يَخْطُرْ في بَالي حَمْلُ الدّنْيا حَتّى الْقَبْرِِ
سُتّونَ قَميصاً أَلْبَسُها حَسَراتٍ..
مِنْ جَمْرِ
لَمْ أَشْرِ تَذاكِرَ مَغْفِرَةٍ وَقِطاري يَسْبِقُني
مَنْ غَيرُ اللهِ أَبْوءُ لَهُ..
وَأُمَلّكُهُ أَمْرِي
وَالنّفْسُ عَلى دَرْبِ الأَهْوَاءِ وَيُرْصَفُ بِالنّدَمِ
لا تَفْتَأُ تَرْمِيني بَينَ الأَوْهَامِ,,
بِلا صَبْرِ
يَا مَنْ يُنْجِيني مِنْ زَلاّتٍ تَرْقُبُها عَينِي
وَالْبَرُّ يَمُدُّ يَدَيهِ لِيَرْفَعَني..
قَبْلَ الْغَمْرِ
يُؤْوِيني في عَينَيهِ مِنَ الْوَرطاتِ وَمِنْ خَوفِي
فَعَسَى أَنْ تَرْسُوَ مَرْكِبَتي,,
في أَحْضانِ الْفَجْرِ
وَأَعُودَ بِصَفْحَةِ عَفْوٍ يَمْلَؤُها قَلَمُ الرّبِّ
نُوراً وَبَرَاءَةَ قَلْبٍ أَحْمِلُها..
يَومَ النّشْرِ

 

 

معكم هو مشروع تطوعي مستقل ، بحاجة إلى مساعدتكم ودعمكم لاجل استمراره ، فبدعمه سنوياً بمبلغ 10 دولارات أو اكثر حسب الامكانية نضمن استمراره. فالقاعدة الأساسية لادامة عملنا التطوعي ولضمان استقلاليته سياسياً هي استقلاله مادياً. بدعمكم المالي تقدمون مساهمة مهمة بتقوية قاعدتنا واستمرارنا على رفض استلام أي أنواع من الدعم من أي نظام أو مؤسسة. يمكنكم التبرع مباشرة بواسطة الكريدت كارد او عبر الباي بال.

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
©2024 جميع حقوق الطبع محفوظة ©2024 Copyright, All Rights Reserved