عودة ـ 1 ـ

2016-01-30
المحبّون  ماذهبوا
تقولُ الرياحُ وبدرُ السماءِ يقولْ
 والنجومُ التي غادرتْ لمْ تغادرْ
ولمْ يخفتِ الضوءُ فيها
ويمضِ بها زمنُ الليلِ نحو الأفولْ
انهم قاعدون هناك
وأنجمُهم معهم
وهمْ ميتون وأحياء،
جرحى وغرقى
تشاهدهم تحتَ بدرِ الكلامِ جميعاً حيارى
وماهم حيارى
ولكنهم ضيَّعوا مدنَ الأهلِ بعدَ الوصولْ

الى مَ تقولُ وماذا تقولْ
والطريقُ لبغدادَ ياصاحبي غرقتْ في الوحولْ
ومن طيلةِ النومِ مرَّ بها النائمون وهمْ أرقونْ

وها أنتَ ترجعُ مُقتفياً أثرَ النخلِ والذاكرهْ
وتبحثُ عن ظلكَ الغض فوق المياه
وساعةِ شمسٍ رسمتْها الأكفُ الصغيرةُ فوق الترابِ النديِّ  ـ 2 ـ
تشيرُ الى زمنِ الدرس بعدَ الظهيرهْ
وها انتَ ترجع مفتقداً ضجةَ الماءِ والريحِ والأنجمِ الدائرهْ
ومفتقداً بهجةَ الضوءِ فوقَ الأكفِ الصغيرهْ
لترى انها بُددتْ في ظلامِ الدروبْ
وأنَ الأكفَ الصغيرةَ قد قُطعتْ في ائتلاق الحروبْ

سترجع ياصاحبي نحوَ نهرِكَ تبحثُ عن صورةِ الماءِ فيكْ
وعن ظلِّ جسمِكَ يمخرُ مِن ضفةٍ نحو اخرى

سترى ما ترى
سترى النهرَ قد غادرتْهُ الرؤوسُ
وجفتْ سواقيه اذ ظعن الظاعنونْ
وغاضتْ مياهُ الجداولِ فالأرضُ حرّى
وأنتَ تفتشُ عن ظلِّ صوتكَ
يمخرُ مِن ضفةٍ نحو اخرى
وأنتَ تفتشُ بينَ وجوهِ الطفولةِ عن وجهِ طفلٍ وأغنيةٍ وصدى
سوفَ يبحرُ صوتُكَ نحو المدى
ويرجع مغترباً بعدَ انْ ْضيَّعتْهُ الدروبْ
فرفاقُ الطفولةِ همْ أنجمٌ خفتتْ في ائتلاقِ الحروبْ



ـ 1 ـ  كتبتُ هذه القصيدة في برلين تشرين الأول  1999 ثم نشرتْها مجلة الرافد الصادرة عن دائرة الثقافة والأعلام في الشارقة ـ الأمارات
وذلك  في العدد الصادر في  آذار  2001 ضمن الملف الشعري.

ـ 2 ـ  كان لدينا تقليد جميل في منطقتنا الصغيرة في  ناحية الفهود التابعة لمحافظة الناصرية  هو ان نقرأ دروسنا ونحضر واجباتنا المدرسية في بساتين النخيل المطلّة على النهر لعدم وجود مكتبة عامة في المدينة آنذاك ،  ولكن ايضاً لجمال وهدوء هذه الأماكن وصفاء الطبيعة فيها ، وكنّا بعض الأحيان نستعين بساعةٍ شمسية نرسمها على الأرض قرب ضفة النهر الرطبة كي نعرف وقت رجوعنا الى البيوت أو ذهابنا الى المدرسة  وخاصة في الأيام التي يكون دوامنا فيها بعد الظهر.

معكم هو مشروع تطوعي مستقل ، بحاجة إلى مساعدتكم ودعمكم لاجل استمراره ، فبدعمه سنوياً بمبلغ 10 دولارات أو اكثر حسب الامكانية نضمن استمراره. فالقاعدة الأساسية لادامة عملنا التطوعي ولضمان استقلاليته سياسياً هي استقلاله مادياً. بدعمكم المالي تقدمون مساهمة مهمة بتقوية قاعدتنا واستمرارنا على رفض استلام أي أنواع من الدعم من أي نظام أو مؤسسة. يمكنكم التبرع مباشرة بواسطة الكريدت كارد او عبر الباي بال.

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  

  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
  •  
©2025 جميع حقوق الطبع محفوظة ©2025 Copyright, All Rights Reserved