في صخب المقام
الملبد بالحريق
ناشدت شعاع المطر
مايعينني على الرباط
الدرب باردة
فمن وهب الفصول ولادتها
ومن أوقع النار
خلف فوضى الموج
أدبر الصباح
في اللحد الكامن
والماء يصرخ حافياً
خلف البشر
يابس غصن القمر
كنت ألج سدرة الفتح
قبل اشتعال الريح
بسطت زندي عناقاً
ترتشف من ثغر العشب
نقطة ضوء
في الوادي القديم
انسدل غسق اللون
على وجه الوقت
خلف رداء الأنبياء
قالوا أَنْبِئْنا
قلت
رأيت النهر يصلي
تحرسه نمنمات الريح على التراب
كنت أحتسي لبن الموت
والعجوز عارية البساط
تتلوى جوعاً قرب المأذنة
تشبه مسك الأولياء
ناديت عليها
أماه أي سر فيك
وما لون النور الراقد
في توبة الريح
قالت
قد ابيضت عيناي
احمل قهرك فوق شراع الخيل
وتذكر إن كنت في شكٍ
لم يكن من قومك
فتوسَّم الغيث
ليس لك إلا ما سعيت
قالوا يا قلب أمك
لا تقصص حزن الشمس
على الأجساد الظمأى
فينكسر الضوء
قلت يا أبي
هذا صرير قلبي
فوق التنور يفور
قال يا بني
قد أرضعتك جدتك
دنا يوم القصاص
فلا تمتشق زبد الخطايا
لملمت رحيق الموت
ولجت شهقة الاندفاق
كي أمنح جنازتي ولادتها
لكنني يا رب الضعفاء
واهن في أمري
هَبْني نافذة للخلاص
كي أنسدل آيتان
واحدة لنبوءة الخطايا
واحدة لنصل بتر غار القبيلة
قد فديت الفلك
بذبح كبير
فمن يقبض على اليقظة
في السقوط الأخير ؟
حسن العاصي
كاتب فلسطيني مقيم في الدانمرك