1ـ*

خذيني الى الأشجارِ وشحها النهرُ

بماءٍ ونارٍ فاستضاءَ بها الجمرُ

مزخرفةٌ حتى كأنكِ نورُها

وحتى كأنَ النجمَ في عذقِها التمرُ

خذيني الى عينيكِ أسرحُ فيهما

وأنأى بعيداً حيث يقتادني السحرُ

واِمّا ترينَ الماءَ فوقَ مجامري

فقولي فتى الأمواهِ أسكرَهُ القطرُ

رضابُكِ ؟ أَمْ خمرُ التمورِ تقادمتْ

ومرَّ عليها الهالُ والبردُ والحرُ؟!

مُعتَّقةٌ صهباءُ، نبلٌ باصلِها

عريقٌ وفيها الصحوُ والشِعرُ والسكْرُ

مُعتَّقة أقداحُ عينيكِ عذْبةٌ

فصُبِّي مزيداً : مايشاءُ لها الشِعرُ

وحلِّي سدولَ الليلِ، ليلُكِ جَنُّةٌ

وطلِّي ففردوسُ الهوى أبداً حرُ

كأني بغاباتِ النخيلِ تحيطني

فيشرقُ في أنساغِها الشمسُ والبدرُ

ففي فرقديها الشفعُ يسقي كوؤسَهٌ

ونحنُ رهافٌ أِذْ يدوخنا الوترُ

ولكن تعالي واجعلي النهرَ ساقياً

وسوفَ ترى عيناكِ مايفعلُ الخمرُ !

ـ 2 ـ

خذيني وخلي الناسَ دونيَ انني

مراكبُ وجدِ الدهرِ ماضمَّها بَحرُ

أتتْ منذُ بدءِ الوجدِ في الكونِ والورى

وقبلَ الورى والكونِ جاءَ لها ذكرُ

أنا هَوسُ الأِقدامِ أِنْ عزَّ مُقدِمٌ

وفي أبجدياتِ الفخارِ أنا الفخرُ

أميرٌ بدنيا الضادِ منذُ طفولتي

فبجَّلني حرفٌ، وتوَّجني سطرُ

أنا ذرواتُ العشقِ حلّقَ شاهقاً

فحدٌّ يجوزُ الحدَّ حتى بدا الصغرُ

بِكوكبِ دُرٍ حجمُه ُالأرضُ كلّها

ومِن درِّهِ درٌ بهِ يزدهي الدرُّ

سموتُ وحبُ الأرضِ شرَّفَ هامتي

فضيِّفني ـ في قلبِهِ ـ كوكبٌ بكرُ

ولكنَّ قلبي في كيانكِ عالقٌ

فكوني الهوى والكونَ والسرَّ يا سرُّ

أنا فَزَّةُ الأنهارِ من غَفواتِها

وتبرُ شموسِ الكونِ، والكونُ والدهرُ

فلا تنكريني والنجومُ شواهدي

ـ وهلْ بفتىً مثلي على حالِه نُكرُ ؟! ـ

وهيّا تعالي واجعلي النهرَ ساقياً 

وسوفَ ترى عيناكِ مايفعلُ الخمرُ !!

* المقطع الأول من هذه القصيدة كتبتُه في برلين بتاريخ 30.9.2002 ثم نُشر بعد ذاك في العدد  8 ـ7  من مجلة ثقافات الصادرة عن كلّية الآداب في جامعة البحرين وذلك  في العام 2003 أما المقطع الثاني فقد كتبتُه هذا العام ..